عبدالباسط الشميري
abast66 @ maktoob. com
الدوام وما أدراك ما الدوام؟ بالأمس أحدهم يراجع في أحد المكاتب الخدمية بأمانة العاصمة ولديه مجموعة أوراق يريد من الموظف أحمد أن يكمل له الإجراءات، لكن صاحبنا أحمد الذي يعمل في قسم التشريعات صائم متضجر يصرخ في مكتبه: كل المعاملات بعد إجازة العيد، لماذا أنتم مستعجلون؟ وقف أمامه سالم قائلاً: شخطت لي وجهك قبل أسبوعين وقلت سوف تنجز معاملتي خلال يومين وعدت إليك بعد يومين ولم يحدث شيء، ثم شخطت لي وجهك مرة أخرى واليوم تقول بعد الإجازة، لكن السيد أحمد متضجر جداً، فيرد: اذهبوا حيث شئتم، أنا تسلمت راتبي وسأغادر صنعاء غداً، رد عليه أحدهم غداً الأربعاء ولا زال هناك دوام، أجاب السيد أحمد: راتبي في جيبي فلماذا أبقى في صنعاء، لكن أحمد تذكر شيئاً فجأة: هاها عاد عندي معاملة ابنة خالتي في التربية هي تريد إجازة.. أحد الحضور من التربية لديه معاملة عند أحمد لم يتوان أحمد في الإفصاح عن مقايضة موظف التربية بأن ينجز له معاملة ابنة خالته وبالمقابل أحمد سوف ينجز معاملة موظف التربية ، وبالفعل كان الاتفاق على هذا المبدأ، فيا لها من مقايضة ويا له من موظف همام، صاحبنا أحمد لم يجد من يردعه بكل تأكيد، هكذا كان يفكر سالم كيف انتظر إلى بعد إجازة العيد وأنا قادم من تعز؟ هل أسافر إلى تعز اليوم وأعود بعد إجازة عيد الفطر؟ لم يكن أمامه إلا هذا الحل، أما أحمد الموظف الهمام فراتبه في جيبه، ما الذي يجبره على الدوام إذا كان راتبه قد دخل الجيب وكما يقول هو شخصياً، فما الحاجة للدوام وطز في الدوام والمدير، بل طز في الحكومة بكلها، أليس كذلك! إن غياب الضمير أو موته يعد مشكلة وأي مشكلة، إننا أمام حالة ليست فردية، بل هناك تعمد من كثير من موظفي الدولة أمثال أحمد، مع أننا متأكدون أن أحمد لن يعود بعد الإجازة، بل ستمتد إجازته وستطول سبلة عيده وإلى ما لا نهاية، لكن هل ضمير أحمد مرتاح؟ لا والله لن يرتاح أحمد وأمثاله إلا عند الإخلاص في العمل، لن تهدأ نفس أحمد إلا بالإخلاص وبالإخلاص وحده تأتي البركة واللقمة الحلال، ودمتم.