محمد مرشد الإدريسي
قرأنا خبر بجريدة "أخبار اليوم" برقم "1501" عنوانه "منشأة سياحية بعدن تنتهك حرمة الشهر الكريم" وقد أمعنت في الخبر فأثارني الغضب لما جرى من هذه المنشأة التي انتهكت حرمة الله في هذا الشهر الفضيل ببث الأغاني في كل الأوقات أمام مرأى ومسمع من الناس، لذلك وجب علينا من باب قول الله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر"، وأيضاً قول الله تعالى: "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"، وقوله تعالى: "لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون"، وأيضاً حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليصيبنكم الله بعذاب من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم"، لذلك أقول وأنصح صاحب هذه المنشأة ومن سلك مسلكه أن يتوبوا إلى الله من هذا الفعل الشنيع وبمجاهرتهم للمعاصي وتشجيعهم الناس على فعل هذه المنكرات وليعملوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي معافى إلا المجاهرون"، وأناشد أولياء الأمور بالضرب على أيدي مثل هؤلاء الذين ينشرون الفساد وإغلاق مثل هذه المنشأة، وأيضاً ما سمعناه عن تفجير السفارة الأميركية على أيدي شرذمة من المرتزقة الذين يتصنعون الدين والدين منهم براء، فالدين لم يأمر بقتل الأبرياء وقتل الأنفس البشرية لما جاء من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يمس دماً حراماً"، وأيضاً: "لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم أمرئ مسلم"، فنبرئ إلى الله نبرئ إلى الله نبرئ إلى الله من مثل هؤلاء الشرذمة الذين يتشبثون بأفكار ومبادئ لا تمت للإسلام بصلة والتي أدوسها بقدمي لأنا تخالف شرع الله رب العالمين، وأيضاً أسأل هؤلاء الحمقى لعل صوتي أن يبلغهم: هل أمركم الله بتفجير أنفسكم والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "من طعن نفسه بحديدة فحديدته في يده يطعن نفسه بها في نار جهنم خالداً مخلداً فيها، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى منه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها"، يا مساكين ماذا جنيتم من تفجير السفارة الأميركية التي قتل فيها النساء والرجال الأبرياء؟ أتريدون أن تنصروا الإسلام بمثل هذه الأفكار الجوفاء، أقرءوا التاريخ لماذا انهزم المسلمون في غزوة أحد إلا بسبب معصيتهم لرسول صلى الله عليه وسلم؟ لماذا انهزم المسلمون في غزوة حنين إلا بسبب إعجابهم بكثرتهم: "ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم من الله شيئاً ثم وليتم مدبرين"، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها" فقال الصحابة: أمن قلة نحن يا رسول الله؟ قال: "لا إنكم يومئنٍ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل"، إلا فليبلغ الشاهد الغائب، والله لن ننتصر على أعدائنا ولن يعزنا الله سبحانه وتعالى إلا إذا تمسكنا بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد!
