محمد أمين الداهية
"صناع المعروف" هذا العمل الرائع الذي تقدمه قناة السعيدة، قوة هذا العمل وتأثيره اضطرني إلى تكرار الكتابة عن هذا العمل الغاية في الروعة والجمال، ومن منطلق الحياد وكلمة الحق فإن جمعية الإصلاح الخيرية تستحق الشكر والتقدير على مثل هذه الأعمال التي تقدمها لمن هم في أمس الحاجة إلى من ينظر إليهم ويساعدهم على ما هم فيه من ضيق وكرب لا يعلمه إلا الله، ونتمنى أن يكون هذا العمل الجبار قدوة لمن ينفقون أموالهم في غير ما يستحسن أن ينفقونه، فأي عمل أعظم من أن تدخل الفرحة والبهجة والسرور على أسرة قد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، يفترشون الأرض، دفاؤهم ما يغطي أجسادهم مما يكتسون، ولكن ما يكتسونه هو مجرد ثوب قد عفى عليه الزمن وقد أخذت أعمارهم من طوله، إذا تناولوا وجبة الإفطار لم يجدوا وجبة الغداء، وإذا حصلوا على وجبة الغداء لم يجدوا وجبة العشاء، ألا يستحق من يقوم بمساعدة هؤلاء وتحقيق لهم ما لا يتوقعونه - ألا يستحق من يقوم بذلك حب الناس وتقديرهم، حتى وإن كان عملهم ذلك لوجه الله تعالى فذلك لا يمنع تقدير الناس لمثل هؤلاء الخيرين، بل بفضل الله تعالى يرزقهم بحب الناس والدعاء إلى الله بأن يكثر من هؤلاء الخيرين، لماذا لا يكون هناك تنافس على فعل الخيرات؟! لماذا من ينفقون أموالهم في غير مكانها - لماذا لا يعتري مثل هؤلاء الحسد ليقدموا مثل أولئك الخيرين أو أكثر منهم؟ أجل في مثل هذا يكون التنافس، ويكون الحسد، الحسد الذي ليس فيه تمني زوال النعمة عن الغير، ولكن الذي فيه تمني تقديم عمل مثل ما يصنعه أولئك الخيرون. إن برنامج صناع المعروف يعرفنا ويعلمنا أن هناك بسطاءً ومحتاجين ينتظرون لفتة فاعل خير يعينهم على هذه الحياة وهمومها، وأيضاً إن هناك فرصة عظيمة لمن يريد وجه الله تعالى، فلا يوفق في فعل الخير إلا من أراد له الله الخير والفوز في الدنيا والآخرة، نحن الآن في العشر الأواخر من شهر البركة والغفران، وقادمون على عيد الفطر المبارك، فأين من يستغل هذه الأيام العظيمة ليقدم ما تجود به نفسه للفقراء والمعدمين الذين لا يعرفون متى سيأتي العيد ومتى سينتهي؟؛ لأن الحال واحد ولا شيء يشعرهم بأنهم في عيد إلا سماع الناس في المساجد وهم يكبرون ويهللون ويؤدون صلاة العيد، أين المتنافسون في إدخال الفرحة إلى قلوب مثل هؤلاء؟ ولا يمنع ذلك أن تحصل الأسرة الفقيرة على اهتمام أكثر من شخص، ورعاية أكثر من جهة، نتمنى أن يكون برنامج صناع المعروف قد أثر في من يجدون أنفسهم معنيين عن هؤلاء المحتاجين من التجار ورجال الأعمال ليقدموا الرعاية لهم على مدار العام.