شگري الزعيتري
نستقبل آراء القراء للكاتب على البريد الالكتروني Shukri_alzoatree@yahoo. com
القرآن الكريم هو كلام الله المنزّل بطريق الوحي الأمين على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم )، بألفاظه العربية ومعانيه الجليلة ليكون شاهداً على صدق نبوته ودستوراً للنبي وأمته وهو خاتم الكتب السماوية وتعهد الله بحفظه من أيدي المحرِّفين بقوله تعالى : (إنّا نحن نزّلنا الذكر وإن له لحافظون). فالقرآن الكريم كتاب الإسلام الخالد ومعجزته الكبرى وهداية للناس أجمعين قال تعالى: ((الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)) (إبراهيم:1) وقد نزلت الكثير من الآيات القرآنية تبين فضائل القران الكريم ومنها قال تعالى ((وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ ((. (الأنعام. 92) وقال تعالى ((إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (((الإسراء:9)) وقال تعالى ((تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ((. (الفرقان:1) وقال تعالى ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ((. (النساء:174) وقال تعالى ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)) (يونس:57) وقال تعالى ((طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ ((. (النمل:1) وقال تعالى (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ َ)) (البقرة:185). . . . وتلاوة كتاب الله القران الكريم من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه قال تعالى : ((إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ)) (فاطر:29) وقال تعالى ((وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ((. (الأعراف:170) وفي الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ) (رواه مسلم). وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول : (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه(( (رواه مسلم(. وعن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر(( (متفق عليه(. وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الذي ليس في جوفه شئ من القرآن كالبيت الخرب(( (رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح) وقال صلى الله عليه وسلم ((من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة ومن تلاها كانت له نوراً يوم القيامة(( (رواه أحمد). وقال صلى الله عليه وسلم :(عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء(( (رواه ابن عباس). وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف )) ( رواه الترمذي) فهذا الحديث الشريف يبين فضل وعظمة هذا القرآن العظيم ويبين أيضاً الجزاء الأوفى والأجر العظيم الذي يناله قارئ القرآن الكريم فبمجرد القراءة يأخذ الإنسان هذا الأجر فما بالنا بمن قرأ وأحسن وجود القرآن وعمل بما فيه فإن الله تعالى يعظم له الأجر كما قال تعالى : (( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)). وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال : ((النظر في المصحف من غير قراءة عبادة)). وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : ((انه لا ينبغي لحامل القرآن أن يظّنّ أن أحدا أعطي أفضل مما أعطي لأنّه لو ملك الدنيا بأسرها لكان القرآن أفضل مما ملكه )). وعنه عليه السلام قال : (( من قرأ القرآن وهو شابّ مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه وجعله الله مع السفرة البررة كان القرآن حجيرا ( حجيجا ) عنه يوم القيامة. يقول ( القرآن ) : يارب إن كلّ عامل قد أصاب اجر عمله غير عاملي فبلغّ به أكرم عطاياك فيكسوه الله حلتين من حُلل الجنّة ويوضع على رأسه تاج )). وعن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله قال : ( يقال لصاحب القرآن أقرأ وارقه ورتّل كما كنت ترتّل في الدنيا فانّ منزلك عند آية تقرؤها)). وعنه صلى الله عليه وسلم قال : ((من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين ومن قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين ومن قرأ ألف آية كتب له قنطار والقنطار خمسون ألف مثقال ذهب والمثقال اربعة وعشرون قيراطا أصغرها مثل جبل أُحد وأكبرها ما بين السماء والأرض)). وفي أحدى الأيام سئل الرسول صلى الله عليه وآله من المسلمين من يقوم الليل كله بالصلاة فلم يقم أحد إلا سلمان فقال الرسول صلى الله عليه وآله ومن يختم القرآن في كل ليلة فكذلك قام سلمان. فقال الرسول صلى الله عليه وآله ومن يصوم السنّة كلها فهكذا قام سلمان الفارسي ( رحمه الله ). فقال المسلمون لم يكن هكذا يارسول الله نحن رأيناه في بعض الليالي معنا ورأيناه في بعض الايام يأكل ويشرب. فقال سلمان المحمدي يا رسول الله صلى الله عليه وآله إني سمعتك تقول من قرأ سورة قل هو الله احد ثلاث مرات فكأنما ختم القرآن ومن توضأ ونام فكأنما قام الليل كلّه بالعبادة. ومن صام من كلّ شهر أوّله وآخره ووسطه فكأنما صام الشهر كله فأنا في كلّ ليلة اتوضأ وأقرأ سورة قل هو الله أحد ثلاث مرات وأصوم من كلّ شهر أوله وآخره ووسطه. فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم ) : نعم لقد أحسن صنعا سلمان المحمدي هو من مصاديق هذه الآية الشريفة ( والسابقون السابقون أُولئك المقربون) سورة الواقعة 1 ). وعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلمأ قال : (( من قرأ في شهر رمضان آية من القرآن كان له اجر من ختم القرآن في غيره من الشهور)). <