محمد مرشد الإدريسي
البلاء ما يحدث للإنسان من مرض أو فقر أو شدة أو فقدان لبعض الأهل أو المال وهو ما يجعل الإنسان يشعر بالألم والجزع ولذلك الله سبحانه وتعالى ما خلق الإنسان إلا ليبتليه فقال تعالى: "الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا"، فقد يبتلي الله الصالح والطالح، فيبتلي الله المؤمن ليرفع درجاته ويكفر خطاياه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المرء من هم أو غم أو أذى إلا كفر له من خطاياه حتى الشوكة يشاكها"، وهي رفعة للمؤمن، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن، أنه أمره كله له خير، أن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له"، وأيضاً عندما يبتلي الله المؤمن بالشر فهي تكفير لذنوبه ورفع لدرجاته فكلما زاد إيمان الشخص يزداد بلاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أشد بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى المرء على قدر دينه، فإن كان في دينه صلباً شدد عليه، وإن كان دون ذلك خفف" أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فالأنبياء أبتلوا، فموسى عليه السلام حرم من أمه وترعرع عند فرعون وفر من بلده خائفاً من بطش فرعون لمدة عشر سنين، وكذلك إبراهيم ابتلي بالحرق، وابتلي أيضاً أيوب بالمرض لمدة ثمانية عشرة سنة وفقد ماله وأهله، ونبينا صلى الله عليه وسلم ابتلي بقومه وطرد وشرد وكان ينام على الحصير وهو أفضل الخلق وخرج من بلده مكة وهي أحب البقاع إليه كما قال: "والله أنك لأحب البقاع إلي ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت"، وأيضاً الإنسان لا يتمنى البلاء، وقد يبتلي الله من حاد عن طريقه بالدنيا وبالأموال وهي فتنة له وامتحان فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيت العبد يعطيه الله من الدنيا ما يحب وهو قائم على معصيته فأعلم أنه استدراج وقرأ قوله تعالى: "فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء، حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون"، وأيضاً الإنسان لا يتمنى البلاء ولا يسأل الله أن يبتليه وليسأل الله العافية فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد رجلاً قد أصبح مثل الفراخ فقال له: ماذا كنت تدعو؟ فقال: كنت أدعو أن كان الله سيعذبني في الآخرة بأن يعجله لي في الدنيا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تفعل ذلك ولكن ادعو بهذا الدعاء: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"، ولنعلم أننا ما خلقنا إلا للامتحان والاختبار وأن الحياة الدنيا ما هي إلا متاع الغرور، وأن الحياة الحقيقية في الآخرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء"، وأيضاً قال: "يؤتى بأنعم أهل الأرض من أهل النار يوم القيامة فيغمس في نار جهنم غمسة واحدة فيقول الله له: أيا عبدي هل رأيت نعيماً قط؟ فيقول: لا يا رب ما رأيت أي نعيم ولم يمر بي أي نعيم، ويؤتى بأبأس أهل الدنيا من أهل الجنة فيغمس في الجنة غمسة واحدة فيقول له الله: أي عبدي هل رأيت بؤساً قط؟ فيقول: لا يا رب ما رأيت بؤساً قط ولم يمر بي أي بؤس"، فيجب علينا أن نعرف حقيقة الدنيا وما نحن مقبلين عليه، ونسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
"تنويه"
نعتذر للإخوة القراء الأعزاء عن الخطأ الغير مقصود الذي حدث في عنوان مقالي يوم أمس خواتم رمضانية مزعجة لمشاعر المسلمين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، والصحيح "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".<