علي منصور مقراط
خلال اليومين الماضيين استقبلت عدد من مناطق محافظة أبين ثمان جثث على الأقل لشهداء سقطوا أثناء المعارك مع عناصر التمرد الإرهابية الإجرامية التابعة للمتمرد عبدالملك الحوثي، سقط هؤلاء الرجال الأبطال وهم من منتسبي قواتنا المسلحة الشجاعة بينهم ضباط كبار وصف وجنود في مواقع الشرف والرجولة وهم يطاردون المتمردين في جبال صعدة وحرف سفيان وبني حشيش والأماكن التي تحاول جماعات التمرد ميؤوسة فتحها لاستعراض إمكانياتها في المواجهة وهي تعرف أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة.
* والأرجح أن العشرات من أعز رجالات القوات المسلحة الباسلة قد سقطوا في معارك سابقة مع عناصر الحوثي استقبلت جثثهم هذه المحافظة الأبية وسائر محافظات البلاد وزاد عشرات الجرحى ومن المقاتلين الوطنيين المتطوعين الذين اختاروا الشهادة وسكبوا الدماء الزكية التي ارتوت بها أرضنا الحبيبة لتحقيق الانتصار على قوى الشر والفتنة التي استمرت في إشعال الحرائق وتحصد الأرواح البريئة من أبنائنا في محافظة صعدة وتستهدف أبناء القوات المسلحة والأمن وضرب السكينة العامة والسلم الاجتماعي ولم تستفد من مبادرات العفو والتسامح التي أصدرها فخامة الرئيس الصالح ولا من الوساطات واللجان التي شكلت لهذا الغرض وآخرها اتفاق الدولة ولجنة الوساطة الأخيرة التي يرئاسها الشيخ/ حسين عبدالله الأحمر ومن تجاوز ذلك بتصعيد الحوثيين للأوضاع إلى أشد الخطورة.
* الحاصل أن الفتنة الحوثية التي انطلقت شرارتها من جبال مران وحيدان بمحافظة صعدة قبل أكثر من خمس سنوات ويحاول المتمردون فتح جبهات في ثلاث محافظات أخرى في الوقت الراهن مصيرها النهاية الطبيعية على أيدي أبطال المؤسسة العسكرية والأمنية اليوم أو غداً، لكن الأخطر من الجرائم البشعة العدوانية لهذه الفئة الضالة إشعالها الفتن وإفراز سموم حقدها في الأوساط الاجتماعية وتعميم ثقافة الكراهية وزاد إدخال الشك وحالة الانشغال ونزع الثقة التي يساعد على ممارستها بعض المتنفذين من خلال تجهيز التهم ضد بعض القيادات ووضع علامات الاستفهام بحق آخرين وهم أكثر وطنية وضد الحوثي قولاً وفعلاً وإيماناً، والمؤسف أن هؤلاء فوق كل الشبهات ويجب ترتيب أوضاعهم وجعل الثقة عنوان العمل والإخلاص للوطن.
هدران .. والمشهد الاستثنائي.
ثمة درساً في الوعي الوطني البعيد والسلوك الحضاري للمارسة الديمقراطية في قمة أصولها قدمت بشكل غير مسبوق المرشح المنافس علي منصب محافظ أبين العميد/ محمد صالح هدران الذي استقبل النتيجة بعد الاقتراع والفرز بفوز م. أحمد الميسري بروح عالية من الأخلاق، وزاد التحفز حيث التقط اللحظة التاريخية وهو يصرخ بصوت عال للفضائيات مهنئاً الميسري ومعلناً وداعياً إلى العمل معه لخدمة محافظة أبين، وزاد أن اصطحبه بنفس الحال لاستضافته بمنزله وفعلها اليوم التالي رئيس المؤتمر الحاكم محمد الدهبلي باستضافته الاثنين معاً، الأرجح أن العميد/ محمد هدران جسد قمة القيم والصفات النادرة وقدم لنا درساً في أصول الحياة السياسية وعظمة مواقف الرجال العقلاء الذين ينظرون إلى بعيد، لذلك لفت الأنظار وتخيل الجميع أنه الفائز ولعمري أحلم بتكرار مثل هذا المشهد الاستثنائي، وللحديث بقية وفقكم الله.<