عبدالباسط الشميري
abast66 @ maktoob. com
الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962 كانت بمثابة الروح للجسد، لقد نقلت الثورة الأم الشعب اليمني من عصور الجهل والكهنوت إلى عصر العلم والحرية، عصر النور، ولا مجال اليوم للتشكيك في تاريخ ثورتنا المباركة والتي قضت على عهد الاستبداد والرجعية، وإذا كانت الشرارة الأولى التي بدأت من صنعاء ليلة السادس والعشرين من سبتمبر من العام 1962م قد هزت عروش الجبابرة وقضت على الديكتاتورية والحكم التسلطي الفردي وإلى الأبد فإن ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م لم تكن إلا امتداد طبيعي للثورة الأم بطردها للمستعمر البريطاني من عدن، حيث مثل تلاحم الثوار في الشطرين آنذاك نقطة انطلاق حقيقية لصناعة تاريخ اليمن الحديث رويداً رويداً حتى كان اليوم الأغر 22 مايو من عام 1990م والذي مثل هو الآخر نقطة التحول الأبرز ليمننا وبغض النظر عن كل ما ترافق مع اتفاقيات الوحدة إبان الحكم الشمولي في الشطرين سواء تلك الاتفاقات التي بدأت من طرابلس في بداية سبعينيات القرن الماضي ومروراً بالتجاذبات الدولية التي كانت عليها عالم الأمس والتي أخرت الاندماج سنوات طويلة ونحن في خضم سرد بعض المواقف والمحطات التي مرت بها اتفاقات الوحدة، فمن مفاوضات طرابلس وتعز وصنعاء والكويت و. . و. . إلخ، ثم كانت اللقاءات الحاسمة والتي مثل عقد الثمانينيات من بدايته وحتى نهاية محطة التحول الكبرى في تاريخ الوطن حيث يعد يوم ال "30" من نوفمبر 1989م آخر المحطات التي أوصلتنا إلى وحدة اندماجية ظلت حلم كل يمني وطيلة عقود إننا عندما نتحدث عن واحدية الثورة لا نختلق الكلمات أو العبارات وإنما هي حقائق دامغة لمن يريد أن يطلع ويعيد قراءة التاريخ الحقيقي للثورة اليمنية بعيداً عن الأهواء والمكايدات.
فالمواطن اليمني موحد في عقيدته وفي قيمه وعاداته ولمن لا يعرف هذا عليه العودة إلى أشرطة الكاسيت، بل لن أرهقكم أعزائي بتتبع كل الكتابات والأناشيد الوطنية والتي كانت عليها الساحة اليمنية في شمال وجنوب الوطن إبان عهد التشطير. . أقول: لمن أراد فقط الاستفادة أن يتابع كلمات النشيد الوطني للجمهورية اليمنية والذي كان قبل الوحدة نشيداً وطنياً لجمهورية اليمن الديمقراطية "الجنوب سابقاً" من كتب كلماته ومن لحنه، هذا مجرد مثال ليس إلا، أيها السادة من كتب كلمات هذا النشيد الوطني هو الشاعر الكبير المرحوم عبدالله عبدالوهاب نعمان أحمد أبناء محافظة تعز ومن قام بتلحينه وأداءه وبهذه الروعة هو الفنان اليمني الكبير أطال الله في عمره، الفنان أيوب طارش العبسي وهو الآخر من أبناء محافظة تعز، وهذا لا يعد مزايدة أو من باب التضليل، وإنما هي حقائق وصور ناصعة من تاريخ ثورتينا المجيدتين سبتمبر وأكتوبر، بل أزعم أن مثل هذا يعد رداً عملياً على كل متقول وجاهل، وربما النقطة التي يجب أن تطرح للنقاش هي أليس من المفترض أن يحفظ كل يمني صغيراً كان أو كبيراً النشيد الوطني وأن يعتز الجميع بوطنهم؟! والله من وراء القصد. <