علي منصور مقراط
من نافل القول أن الاستحقاقات الانتخابية لمجس النواب المقرر إجراءها في ال 27 من أبريل 2009م تمثل نقطة ومحطة تحول جديدة وهامة للحياة السياسية والنهج الديمقراطي التي نهجته بلادنا ومنذ استعادة الوحدة المباركة في 22 مايو 90م ليكون هذا الحدث إضافة حقيقية لترسيخ التوجه الديمقراطي وتعميقه وتطويره في أذهان شعبنا اليمني كشكل حضاري لتبادل السلمي لسلطة، لكن الأرجح أن هذه الانتخابات البرلمانية التي تعتبر الرابعة لمجلس النواب منذ تحقيق الوحدة لم تعد هذه المرة كسابقاتها من حيث تفاعل جميع أطراف العملية السياسية معها ولخوض معركة التنافس بين مرشحي الأحزاب والمستقلين.
* اللافت أنه في الوقت الذي بدأ العد التنازلي يقترب من هذا المشهد الوطني الكبير الذي لم تعد تفصلنا عنه غير ستة أشهر، وفي الوقت الذي يتأهب حزب المؤتمر الشعبي الحاكم للانتخابات في موعدها المحدد بعد تنصل أحزاب المشترك من كثير من التزاماتها وعرقلتها للحوار الذي طال أمده معها، فإنه يمكن القول أن المؤتمر قدم كثير من التنازلات للوصول إلى تحقيق الوفاق الوطني مع المشترك، إلا أن كل ذلك لم يجد الاستجابة، والأجدر بهذه الأحزاب أن تستجيب لإرادة الشعب بعد أن المح بعض قادتها بالتلويح بالمقاطعة.
لقد سبق وأن تناولت في عدد سابق الموقف الذي يفترض أن يتخذه الحزب الاشتراكي هو قرار التفاعل والمشاركة في الاستحقاقات القادمة وأكرر ذلك القول للاشتراكي بأن يخرج من عبأه المشترك والراجح من أملاءات حزب التجمع اليمني للإصلاح، فهو أي الاشتراكي حزب له تاريخه النضالي الذي لا ينكره إلا جاحد وشريك أساسي في الوحدة مع المؤتمر، والأهم من ذلك أن الاشتراكي جرب سلبية المقاطعة في 97م ودفع الثمن غالياً حين وجد نفسه معزولاً من الحدث والمشهد وأقر بذلك فيما بعد ونحن نثق بأن عقلاء الاشتراكي سيتجتازون واقعهم اليوم ويتخذون القرار الصائب بالمشاركة الانتخابية وهذا ما نتوقعه بإذن الله.
الحقائق الغائبة للوضع الأمني في أبين
بينما كنت أكتب المشهد الأول عن الاستحقاقات الانتخابية القادمة مساء أمس وجالساً في بيت الشباب والرياضة بزنجبار م/أبين كان إنفجاران هائلان قد هزا مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين ويتوقع أن تكون من عبوات ناسفة لكن هذين الانفجارين اللذين كادا يهدمان المباني المجاورة ومنها مبنى الشباب والرياضة الذي كنا في مقيل أمن فيه.
الحاصل أن هذه التفجيرات لم تكن المفاجأة الوحيدة، بل حدثت عدة انفجارات واعتداءات مسلحة قبل ذلك في زنجبار والأكثر مدينة جعار التي حولتها العصابات المسلحة الخارجة عن النظام والقانون، بل وعن القيم الدينية وهي تقدم على مثل هذه الأفعال الإجرامية دون وازع ديني وإنساني على مدينة يملؤها الخوف والقلق حيث ألحقت أضرار بالغة بالمنشآت العامة ولرجال الأمن والمواطنين الأبرياء الذين لم يألفوا مثل هذه الحوادث المقلقة لسكينتهم.
* إن تراجيد ياء الأحداث الأمنية التي تمر بها محافظة أبين منذ أشهر وبالتحديد مديرتي جعار وزنجبار ويتهم بها عصابات الشباب المصلحة تبعث على القلق وعلامات سؤال وتعجب أن تتحول هذه العناصر إلى مصدر قلق لسكان والسلم الأهلي والأرجح أن الأجهزة الأمنية ومنها قوات فرع الأمن المركزي بالمحافظة التي كانت قد تعاملت معها بقوة وردعها وضبط المطلوبين، لكن هناك من الناس الذي لم يعجبهم ذلك ووقفوا ضد هذه القوة الأمنية القوية التي كان باستطاعتها ضبط هؤلاء وإحلال السكينة العامة في جعار أكبر مدن المحافظة وكذا عاصمتها زنجبار.
* لقد كان الناس يتوقعون أن يكف المسلحين عن عبثهم بالأمن والاستقرار خلال أيام شهر رمضان المبارك، لكن للأسف أن هذه الليالي المباركة لم تمنعهم من ممارسة هوايتهم المجنوبة وزادوا ؟؟؟ مع أ؛وال الناس المعتادة المتعبة في رمضان ولو رصدت جرائم الانجفارات والاعتداءات والاختطافات لسيارات والأفراد التي ارتكبها مسلحي جعار لن يتسع الحيز، السؤال هنا هل من إجراءات سليمة ومدروسة توقف هكذا عبث وهكذا عنف وتدمير وقلق وخوف للأهالي الآمنين أعني بذلك من قبل سلطات المحافظة التنفيذية والمحلية وأجهزتها الأمنية والعسكرية، فيا أيها الناس لم يعد المواطن في جعار أو حتى زنجبار يطمأن المرور في شوارعها الفرعية ولا يتوقع حدوث شيء من هذا القبيل، الأرجح ضمان حياته في ض ل هذا العبث الإنساني التي لم تعرفه أو يسبق له مثيل في هاتين المدينتين الهامتين حتى في أيام الحروب الدموية الشمولية، ختاماً أعتقد أنه بعد الآن لا بد من وضع خيارات نهائية، غما المعالجة أو المواجهة واللهم إننا بلغنا وخواتم مباركة. <