;

من يوميات الثورة اليمنية ذگريات لا تنسى 1573

2008-09-27 02:36:39

عبدالباسط الشميري

abast66 @ maktoob. com

هناك أمور غائبة عن بال المجتمع اليمني بكل فعالياته السياسية والمدنية بدءاً من الحكومة ومروراً بالأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والفعاليات ووزارة التربية والتعليم ممثلة بفروع مكاتبها ومئات بل آلاف المدارس المنتشرة على طول وعرض الخارطة اليمنية ووصولاً إلى الوسائل الإعلامية بكل تنويعاتها من صحف ومجلات وقنوات فضائية وإذاعات، ولعله من البديهي هنا أن يكون للمسجد حضوره ودوره الذي لا يمكن إغفاله على الإطلاق في موضوع شائك ومعقد كالذي سنورده حالاً ألا وهو التربية الوطنية أو التنشئة، غرس قيم الولاء الوطني لله ثم للوطن ثم للثورة والوحدة التي ننعم بها اليوم جميعاً، وما أردت أن أوضحه هنا ليس القصد منه البهرج أو مجرد طرح للاستهلاك الإعلامي أو تغطية فراغ، وإنما هناك قيم ومبادئ وأخلاقيات وسلوكيات مجتمعية انسلت من بين أيدينا رويداً رويداً وتكاد أن تختفي ونحن في غفلة من الأمر، بل اعتقد أنه لولا التهاون واللامبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية ومن قبل كل الفعاليات التي ذكرنا بما فيها الجانب الرسمي والحزبي والشعبي وحتى الفعاليات الدينية والثقافية والإعلامية، بل كأن الأمر لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد، أقول: هذا التساهل وعدم الشعور بالمسؤولية لما كان لمثل تلك الأصوات النشاز والطائشة أن تطفو إلى السطح خلال الفترة الماضية بل إن بعضاً منها لا زال يهرج عبر الصحف والمواقع الالكترونية فيأتي بالنقد اللاذع والمقرف للوحدة وللثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962م وكذلك لثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م والتي كانت نتاجاً طبيعياً للثورة الأم ولولا سبتمبر لما كانت أكتوبر، ولولا المفاوضات واللقاءات المتواصلة والتي تجاوزت العقدين ونيف من الزمن بين حكومات النظامين الشموليين آنذاك لما كانت الوحدة المباركة والتي لم يعرف حلاوتها وعزها إلا من ذاق مرارة وقساوة وحقارة التشطير، ولعله من المفيد لنا جميعاً ونحن نعيش الفرح الثوري الأول 26 سبتمبر ثم سيتبع ذلك الفرح الثاني 14 أكتوبر أقول حرياً بنا أن نستلهم ونستذكر بعض ما فاتنا أو قصرنا فيه ليحل بنا ما كان من الجدل واللغط غير المعقول حتى أخذ بعضنا يشكك في واحدية الثورة اليمنية وواحدية المجتمع اليمني الذي لم تنفصم عراه حتى في زمن الحواجز والبراميل، أقول حتى اللحظة لم يستوعب الجميع في هذا البلد بما فيهم أصحاب القرار إن الثقافة التي تزامنت مع قيام الوحدة هي ثقافة العولمة لم يعد المواطن اليمني مرتبطاً بوطنه وبثقافة أمته ومجتمعه إلا في حال أجبر على ذلك، ولمن يقول غير ذلك عليه أن يعود إلى أطفاله في المنزل: ماذا يتابعون من برامج، من مسلسلات من قنوات؟ كم ساعة يقضي طلابنا في مشاهدة برامج التلفاز؟ هل يصحو الطالب يفتح التلفاز ليستمع إلى النشيد الوطني لبلده وكما كنا أيام الدراسة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، أم أنه يصحو يتابع "البوكمون" أو مسلسل مهند ونور؟

يا سادة كنا نصحو على النشيد الوطني وننام بعد أن يغلق التلفاز مساءً على النشيد الوطني أيضاً وفوق هذا وذاك لا تفتتح الإذاعة المدرسية إلا بالقرآن والحديث والمسابقات التربوية المختلفة ولا ندخل الفصول إلا بالنشيد الوطني، بل لا أبالغ لو قلت أننا كنا نأكل وطنية ونشرب وطنية، وقد يسأل سائل وكيف هذا أجيب بالقول: كنا نتناول الغداء عند الظهيرة والإذاعة تشدو بالأناشيد الوطنية، بل إن الصحن الذي توضع فيه أكواب الشاي أتذكر أنه كان مزيناً بصورة الزعيم العربي جمال عبدالناصر وبجواره أول رئيس لليمن المرحوم المشير/ عبدالله السلام والعلم الوطني يتوسطهما يا لها من ذكريات ومن أيام لا تنسى، ولأن الموضوع كبير من أن يختزل في عمود أعدكم أعزائي أن تتواصل الذكريات معكم فإلى اللقاء.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد