;

ما يحدث في العراق مهازل تاريخية كبرى 845

2008-09-27 02:39:47

حسن بن حسينون

لا شك أن ما حدث ولا زال يحدث في العراق يمثل قمة المهازل التاريخية العراقية ووصمة عار في جبين العرب والمسلمين جميعاً، وقد أتت في ظل الاحتلال - الأميركي - الصهيوني بعد حرب عدوانية ظالمة كان ضحيتها بداية الإنسان العراقي والأرض والثروات العراقية العربية، لا تقل عن تلك التي حدثت قبل أكثر من ستين عاماً وأدت إلى احتلال فلسطين أرض الأنبياء والمقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها القدس والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين.

ومثلما كانت ردود العقل الانفعالية الغاضبة من قبل بعض الدويلات العربية التي كانت شعوبها ترزح تحت الاحتلال الاستعماري الغربي آنذاك، ولذر الرماد في العيون والضحك على ذقون الشعوب العربية والإسلامية، اتخذت القرارات وتشكلت الجيوش العربية وقياداتها لمحاربة إسرائيل والعمل على إخراج وهزيمة ذلك الكيان الغاصب بالقوة العسكرية بعد أن أعلن عن نفسه عام 1947م بدعم ومباركة القوى الاستعمارية التي خرجت منتصرة في الحرب العالمية الثانية، فاندلعت الحرب نتيجة للنكبة بين الجيوش العربية التي ينطبق عليها المثل العربي "الجنازة كبيرة والميت فار"، من جهة والكيان الصهيوني من جهة أخرى، وبدلاً من هزيمته وإخراجه عن أرض فلسطين فقد هزمت تلك الجيوش العربية الجرارة ونفس الشيء يحدث في الحالة العراقية مع وجود بعض الفوارق والاختلافات سوف نأتي إلى ذكر البعض منها.

فبعد أن أصبح الخطر داهماً على العراق المهدد بالحرب وإسقاط حكومته بالقوة العسكرية، فما أشبه الليلة بالبارحة، فقد تداعت الحكومات أو الدويلات القطرية العربية رغم كثرتها مقارنة بعام النكبة، تداعوا إلى قمتهم في شرم الشيخ وما حدث فيها من مهازل وملاسنات كلامية كان الهدف منها مزايدة بعض الزعامات العربية على القضية العراقية مثلما زايدوا على القضية الفلسطينية، ظل ذلك الهدف منه الضحك على الذقون أيضاً، وقد خرجت تلك القمة العاجلة والطارئة بعدة قرارات كان أشهرها: أن أي اعتداء على العراق من أي جهة كان هو اعتداء على الأمة العربية كلها سوف يتم مواجهته بالقوة، فماذا حصل حتى قبل أن ينهوا قمتهم "الفضيحة" شنت الحرب العدوانية وتم الاحتلال وإسقاط الحكومة الشرعية وإعدام الرئيس صدام حسين شنقاً ولا من شاف ولا من دري، عادت الزعامات العربية إلى جحورها مثل الفئران المرعوبة، بل إن البعض منهم قد شارك المحتل في تلك الحرب شبيهاً بما قام به أمراء الشام في دعم ومشاركة الصليبيين في حروبهم الصليبية واحتلال فلسطين قبل تحريرها من قبل صلاح الدين الأيوبي.

ولم تقدم أميركا وحلفاؤها على احتلال العراق إلا بعد دراسة الواقع العراقي برمته: دراسة شخصية الإنسان العراقي والطوائف والمذاهب المتعددة والتي عملت على إشعال نيرانها بعد الحرب وتوزيع تلك المذاهب والطوائف جغرافياً، إضافة إلى دراسة المظالم التي ارتكبها النظام بحق شعبه والمفروضة عليه أصلاً من قبل القوى الكبرى وأطماعها الإستراتيجية.

وكان من أهم أهدافها وأولوياتها بعد النفط وحماية أمن إسرائيل العمل على تفكيك وحل الجيش العراقي الوطني كقوة ضاربة في حماية الأمن الداخلي والسيادة وحماية الحدود مع الجيران ومقاومة الغزاة، فأميركا ومخابراتها العريقة وبعد أن درست الواقع العراقي المذهبي - الطائفي بأنه في حالة حل الجيش العراقي فلن يكون البديل عنه سوى الجيوش الأميركية الغازية، وفي هذه الحالة سوف ترفض كل الطوائف والمذاهب خروج المحتل حتى لا تندلع حروب أهلية طائفية لا نهاية لها.

فذلك ما نجحت فيه الإدارة الأميركية ومخابراتها ويطول زمن اختلالها ما دام هناك قطرة نفط تنتج في العراق، ألا يمثل ما يحدث في العراق مهازل تاريخية: شيعة في الجنوب وسنة في الوسط وأكراد في الشمال، إضافة إلى بقية المكونات الأخرى، وقد انضم إلى تلك التركيبة مرتزقة من جميع ألوان الطيف قاعدة وصحوات، إدارة كاملة للاحتلال، أي أن العراق كل العراق قد أصبحت مع عاصمتها بغداد أرض مفتوحة.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد