;

ما بعد رمضان 776

2008-10-03 21:58:17

محمد أمين الداهية

في رمضان كانت المساجد تعج بالمصلين، في رمضان كان للفقراء نصيب من نفقات الأغنياء، في رمضان كان الناس ينظرون إلى بعضهم بعين الرحمة والإخاء باستثناء أولئك الذين كانت حالتهم النفسية تزداد توتراً كلما زاد شعورهم بالجوع والعطش، ولكن ورغم ذلك تجدهم فيما بعد وجبة الإفطار عادوا إلى وعيهم واستقرت بهم حالتهم النفسية، في رمضان تحل البركة العجيبة على جميع الناس، قد يكون ذلك بسبب أن ذلك الشهر الكريم هو شهر الله، ولكن إلا يوجد هناك ارتباط بقول الله عز وجل" وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا" ألا يرجع سر بركة شهر رمضان بعد أن يكون الشهر الذي خص الله فيه الأعمال له وقال: إلا الصوم فهولي.

الأ يكون السبب الثاني من أسباب حلول البركة، استقامة الناس وتراحمهم فيما بينهم وامتلاء المساجد بالمصلين والذاكرين إلا تستدعي أحوالنا وظروفنا القاسية التي تمر بها بعد انقضاء شهر رمضان العظيم التفكر والتدبر والتساؤل لماذا لا نجد بركة رمضان في الأشهر الأخرى؟ وبعد أن نسأل أنفسنا هذا السؤال أليس حري بنا أن نبحث له عن أجابه وأن نضع مقارنة بين أحوال الناس في شهر الرحمة والغفران وأحوالهم في الأشهر الأخرى، ألا يستدعي الأمر لأن نجعل مقارنتنا حول المساحد في رمضان والمساجد في غير رمضان أخلاق الناس عموماً في رمضان.

وأخلاقهم ومعاملاتهم في غير رمضان، قوة اللجوء إلى الله والابتهال بالدعاء في رمضان وضعفه في غير رمضان، وقد ربما إنقطاعه عند البعض، هناك أشياء كثيرة ومقارنات عديده وخلاصة ذلك كله.

نستطيع أن نحدده من قوله تعالى:" وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا" فكيف نريد أن يسقينا ربنا عز وجل ماءً غدقا والمساجد تشكو فرار من كانوا يرتادون عليها في رمضان، الأخلاق تشكو، الأمانة تشكو، الصدق يشكو، وكأن الأمر والالتزام لا يكون إلا في رمضان أما بعد ذلك فلا بأس أن يتجرد الناس عن تلك القيم والمبادئ العظيمة التي ظهرت في شهر رمضان المبارك، إن المسلمين في أمس الحاجة إلى تطبيق ما قاموا بتطبيقة في شهر رمضان لعل الله أن يرحمنا ويفرج عن أوطاننا وشعوبنا ما نحن فيه، لابد أن تمتلئ المساجد بالمصلين والذاكرين، لابد أن يحضى الفقراء بعطف الأغنياء ومساعدتهم، لابد أن نعمل جميعاً على إزالة الكبر من قلوبنا ولنحاول أن ننظر إلى بعضنا بعين الرحمة والإنسانية، لا بد أن تكون إخوة بما تعنيه الكلمة فمهما اختلفنا ومهما تعارضت الآراء والأفكار إلا أننا في الأخير نجتمع في نقطة معينة مصلحة الوطن وصير أبناءه، فلا تكون الرحمة والأخاء إلا إذا نظرنا لهذا الوطن ولبعضنا نظرة إنسانية، مفادها من حق أي إنسان في هذا الوطن أن ينعم بالأمن والأستقرار، وأيضاً أن ينعم ويكون من المستفيدين من ثروات الوطن المعطاء، من حق أي مواطن أن يعبر عن رأية فيما يشاء وكيفما شاء، ولكن أن لا يكون رأيه سبباً لجر الناس والمواطنين إلى نار الفتنة وإدخال الكراهية والبغضاء إلى قلوب أشخاص على حساب أشخاص أخرين نحن أخوة مهما بالغ الموتورين والذين لا يعرفون من المصلحة الوطنية إلى اسمها، حتى وإن جاء في إتصال من محافظة الضالع وحاول استفزازي ، إلى أن وصل به الحد للقول: رفعنا أعلام التشطير البراميل، ونصبنا ولن يكن لكم يا دحابشة أي مكان في الجنوب الحرة. هذه الأساءه صدرت من شخص لا يمكن أن يكون محسوباً على هذا الوطن الواحد، وطن ال"22" من يوليو المجيد وقبل هذا النوع من الأشخاص لا يمكن أن نجعل من كلامه هذا صورة أو تعبيراً عن لسان حال أخواننا في الضالع أو في أي مكان أخر فالإخوة في الضالع يعرفون غالباً أن الوحدة التي تعمدت بالدم لا يمكن أن يسيئ إليها إلا من كان يعاني أزمة نفسية خطيرة، ولن يسمحوا أبداً لأي ضعيف أن يسيئ لهذا الوطن الواحد أرضاً وإنساناً، تحيه لكل الشرفاء في هذا الوطن ونسأل الله أن يتولى أمر كل من يريد لوطننا الدمار ولأبناءه التفرقة والشتات، وكل عام والوطن وأبناءه في خير وأمن وسلام.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد