شكري عبد الغني الزعيتري
نستقبل أراء القراء للكاتب على البريد الالكترونيShukri_alzoatree @yahoo. com
في المضمون رسالة موجهة إلي معالي وزير التربية والتعليم والي معالي وزير التعليم العالي ومعالي وزير العمل والتدريب المهني وكوادرهم بوزاراتهم من المتواجدين في الهرم الأعلى. . ومن باب التذكير نستعرض بعض جوانب مخرجات التعليم ومستوياته في بلدنا والتي استخلصنا بعض بياناتها من الإحصائيات المعلنة عن الجهاز المركزي للتخطيط، حيث أوضحت بأن عدد السكان للفئة العمرية من( 10 سنوات وما فوق) وحسب مستويات التعليم وبما يلي : (1) عدد الأميين (الذين لا يقرؤون ولا يكتبون الذكور والإناث ) بلغ (6195039) أمي. (2) وعدد الذين يقرؤون و يكتبون وغير مؤهلين علميا بشهادات علمية الابتدائية وما فوق الذكور والإناث بلغ (4543150). (3) وعدد الذين هم في مستوي تعليمي متوسط ومتدني مابين الحصول على الابتدائية والحصول على شهادة الثانوية العامة وما في مستواها بلغ (2738490) فرد. ونستخلص من البيانات أعلاه أن إجمالي عدد المستوي التعليمي المنعدم بالأمية والمتدني ما بين الابتدائية وشهادة الثانوية العامة وما في مستواها بلغ (13476679) نسمة من إجمالي عدد السكان للفئة العمرية ( 10 سنوات وما فوق) والذين عددهم (13887452) نسمة. أي أن عدد من هم في المستوى التعليمي العالي شهادة الجامعة وما فوق بلغ (410773). وحيث أن استقرانا حسب ظروف حاجة أسواق العمل ومتطلباته سواء في اليمن أو الدول المجاورة _دول الخليج لا تحتاج لمعظم أصحاب هذه المستويات التعليمية والتأهيل ممن هم في المستوي التعليمي (المنعدم بالأمية والمتدني ما بين الابتدائية وشهادة الثانوية العامة وما في مستواها) ولن يحالف ربما معظمهم الحصول علي عمل وخاصة ممن لا يمتلكون مهن فنية وحرف يدوية والله الرزاق مما يعيق انتقالهم من حالة بطالتهم إلي أن يكونوا عمالة فاعلة ومنتجة في المجتمع أو إذا رغب بعضهم الاغتراب للعمل لدى دول الجوار إذا فتح الباب أمام العمالة اليمنية و بالتأكيد ستكون مشروطة إن تم ذلك بحسب التخصصات العملية العلمية والمهن المطلوبة في أسواق دول الجوار وربما لمستويات علمية عالية ما فوق الثانوية العامة و بسبب هذا التدني في مستواهم التعليمي والتأهيل فان معظم أصحاب هذه المستويات التعليمية والتأهيل المتدني سيظلون عاطلين عن العمل إذ أن بيانات الجهاز المركزي للإحصاء المعلنة وضحت بان عدد العاطلين عن العمل في اليمن غير النشطين اقتصاديا أي الذين لا يعملون (6574000) نسمة من عمر ( 10 سنوات فأكثر) من إجمالي السكان. . . ومن يحالفهم الحظ بالحصول على عمل سيكون دخلهم ضعيف ومستوى معيشتهم متدني وان حملوا التزامات أسرية (الزواج والأبناء ) قد يعاني هؤلاء الآباء من التزامات مالية أسرية فوق طاقتهم ودخولهم وستنعكس سلبا في اتجاه تقليص بعض متطلبات ضرورية للحياة والعيش لأسرهم وأبنائهم مستقبلا بالوقت القريب ومنها قد يكون هذا التقليص بالحد من مواصلة التعليم لأبنائهم واكتفاء الآباء بمستوى تعليمي متدني لأبنائهم أو ربما بعضهم سيدفع أبناءه لترك التعليم لأسباب عدة منها عدم قدرة الأب على تحمل ومواجهة مصاريف ونفقات تعليم أبنائه حتى وان كانوا يدرسون في المداس الحكومية المجانية أو لسبب إخراج الأبناء من المدرسة مبكرا للعمل في مهن بسيطة لمساعدة الوالدين في نفقات الأسرة لعدم كفاية دخل الآباء أو بسبب فقدان الوالدين لوجود وعي تعليمي وثقافي بأهمية تعليم الأبناء. . . . ولهذا سيكون هناك المزيد والتزايد في أعداد السكان لدينا في اليمن أصحاب المستوي التعليمي المنعدم بالأمية والمتدني ما بين الابتدائية وشهادة الثانوية العامة وما في مستواها في السنوات القادمة ما لم يتم اتخاذ الحلول اللازمة والجادة والفعالة تجاه ظاهرة الأمية وتدني مستوى التعليم والتأهيل من قبل الوزارات الحكومية المعنية ذات الاختصاص وإسهام مؤسسات المجتمع المدني بالتوعية بأهمية التعليم العالي والفني للأبناء وسوء اختيار بعض الآباء والأبناء لنوعية التخصصات العلمية والفنية والتي يتطلبها سوق العمل. . . وإسهام الأحزاب السياسية سواء الموالية للسلطة أو الأحزاب المعارضة بالتوجه نحو معالجة قضايا عامة أكثر أهمية وبدلا من المهاترات والجدل السياسي العقيم الذي لا يتوقف والمناكفات فيما بينها والمكايدات السياسية لبعضها البعض بالساحة اليمنية و سعي بعضها قياداتها العليا والوسطية نحو تأجيج مشاعر العامة من أبناء الشعب بما هو ذات فرقة وتخريب. . والسعي نحو محاولات تمزيق الوحدة الوطنية. . والسعي نحو الإضرار بالوحدة اليمنية. . كما انه مطلوب إسهام وتعاون المؤسسات الاقتصادية (للقطاعات العام والمختلط والخاص) التي تتجمع لديها تكون فوائض رؤوس أموال للإسهام بالوقوف يدا بيد للخروج من ألازمة التعليمية ومخرجاتها السلبية ومستوياتها المتدنية وانخفاض كفاءتها الحالية و المستقبلية. . والتي من شأنها قد تلحق الجميع بأضرار. . إذ أن انحطاط مستوى الثقافة والوعي المجتمعي بأهمية التعليم العالي والفني وبما يواكب حاجة سوق العمل سيؤدى الي انحطاط في شتى جميع جوانب حياة اليمنيين المختلفة. . . وسيؤدي ذلك إلى تزايد نسبة البطالة وبالتالي تفاقم واتساع هوة الفقر وستظهر إلى السطح والعلن أضرار الفقر ومشاكله الاجتماعية. . ويتدهور مستوى الاقتصاد الوطني. . وعليه قد يتم حدوث التراجع في مستوى التقدم والازدهار للبلد والشعب اليمني. . . ويكون هناك عندئذ مزيدا من الخلل في التوازن الاقتصادي للبلد. . . ومزيدا من تراجع الاستقرار السياسي. . ومزيدا من فقدان الأمن العام للمجتمع. . وغيرها من الأضرار التي قد تلحق بالبلد والمجتمع بأسرة ولا تستثني احداً ( ونسأل الله العون والعافية وان لا تصل الأمور للأسوأ). . وأخيرا نقول أن مربط الفرس في اتجاه التقدم والنمو والازدهار واستتباب الأمن العام. . وتفادي الأضرار التي قد تلحق بالبلد والمجتمع يكمن في تحسين مستوى التعليم كأحد مكامن قوة المجتمع والبلد. . . وان إهمال التعليم ومستوياته ونوعيته وكفاءته سيؤدى إلى تراجع وضعف وخراب البلد. . وسيفرز الأضرار والمشاكل الاجتماعية والأمنية في أوساط المجتمع اليمني. . . لان التعليم والعلم رفعة لأهله وللمجتمع وللبلد. ولأهمية العلم فان ديننا الإسلامي الحنيف ورسولنا الكريم (صلي الله علية وسلم ) وكثير من حكماء العصور السابقة يحثون على العلم والتعلم. وتشريف أهله. إذ يقول الله تعالي : ((وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ )) (سورة فاطر الآية 28). وقال الله تعالي : ((. . . يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )) (سورة المجادلة الآية 11). وعن معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) : (( تعلموا العلم فان تعلمه لله حسنه وطلبه عباده وتعليمه صدقه وبذله لأهله قربه لأنه معالم الحلال والحرام وبيان سبيل الجنة والمؤنس في الوحشة والمحدث في الخلوة والجليس في الوحدة والصاحب في الغربة والدليل على السراء والمعين على الضراء والزين عند الأخلاء والسلاح على الأعداء وبالعلم يبلغ العبد منازل الأخيار في الدرجات العلي ومجالسة الملوك في الدنيا ومرافقة الأبرار في الآخرة والفكر في العلم يعدل الصيام ومذاكرته تعدل القيام وبالعلم توصل الأرحام وتفصل الأحكام وبه يعرف الله ويوحد وبالعلم يطاع الله ويعبد )) وقال رسول لله (صلي الله عليه وسلم ) : (( خير الدنيا والآخرة مع العلم وشر الدنيا والآخرة مع الجهل )) وقال رسول لله (صلي الله عليه وسلم ) : (( هلاك أمتي في شيئين ترك العلم وجمع المال )) وقال علي ابن أبي طالب كرم الله وجه : ( أقل الناس قيمة اقلهم علما ) وجاء عند الشعراء قول الشاعر :
إنما رأيت الناس في عصرنا
لا يطلبون العلم للعلم
إلا مباهاة لأصحابه
وعدة للغش والظلم
وقال الشاعر :
تعلم العلم إذا ما كنت لست بعالم
فما العلم إلا عند أهل العلم
فقم للعلم فان العلم أزين للفتي
من الحلة الحسناء عند التكلم