علي راشد علبان
انطلاقاً من مفاهيم حكم الأئمة التي عاشها وعاصرها الآباء والأجداد ونقلوها إلينا ولا يزالون يتداولونها في حياتنا، وهي عبارات تدعوا للاستخفاف والاستهتار بالإنسان فلديهم مثال "جوع كلبك يتبعك"، أي اجعله دائماً جائعاً يحتاج لك ويتبعك، إلا أن الحقيقة هي "جهل شعبك ينفعك"، وهذا ما استطاع نظام الأئمة أن يحافظوا على بقائهم على العرش فترة طويلة جدا.
ما نرى بعد الثورة المباركة سبتمبر وأكتوبر والوحدة العظيمة شيء يجعل الإنسان المنصف أن يعمق حب الوطن ونظامه ويعمل على تحقيق النظام والقانون، فمن يخالف القانون هو من يسرق ثروتنا هو من يعتدي على حقوقنا، من يخالف القانون هو الانفصالي فعلاً، من يجعل نفسه فوق القانون هو من يبيع الوطن في السوق السوداء، فإدراك القيادة السياسية إن سر النجاح للشعوب هو العلم قامت ببناء المدارس والمعاهد والجامعات، ولله الحمد في طول البلاد وعرضها ولكن للأسف الشديد لا بد من وجود بقايا وأقول بقايا وهم كثير وإن كانوا "زبد غثاء" لكنهم يهدمون ما نحاول بنائه كانت هناك فئة وحيدة هي من تتعلم وتدرس وتبتعث للخارج للدارسة وبقية الشعب اليمني يرعى الغنم ويزرع الأرض ويتنقل من بادية إلى بادية بحثاً عن الماء والمرعى، فقد تم إعدام شعب اليمن بطريقة دموية وإنما مؤبدة نعاني منها حتى الساعة وهو تجهيل الشعب وعدم تعليمه، فلا يزال والدي حفظه الله ورعاه يذكرنا بأيام الإمامة التي عاشها في حصن كوكبان، نوادر وضحك على "القبيلي" من قبل "عكفة الإمام" المستخلصة من سخرية الإمام نفسه من أبناء شعبه، فقد قيل إن همدان أصابها جدبه وجفاف لا مطر ولا شيء، فدعا الإمام كبير همدان آنذاك لا أعلم من هو "دوده" أو "الذيب" للاجتماع والدخول إلى دار الحجر وادي ظهر مكان إقامة الإمام لمقابلة همدان ليشكون إليه حالهم ويدعوا لهم بالمطر، لقد وصل الجهل إلى حد إياك يا قبيلي تخالف أو تنكر رأي "سيدي زعطان أو فلتان"، سيدعوا على البقرة حقك وتموت، طبعاً لست من أولئك الذي يؤصل حقد أو كراهية بين أبناء الشعب اليمني، ولكن هذا ما كان حاصلاً لا أذكر عائلة بعينها حاشا وكلا مهما يكن حقدهم فأحقادهم حتى بينهم أعظم مما بينهم وبين غيرهم، لكنهم متحدون على أن يبقى الشعب جاهلاً، نعم اليوم مدارس منتشرة وجامعات وغيرها لكن لا يزال أبناؤنا حائرين في كل عام حتى المدرسين في شأن طرق تدريسهم وتحضيرهم وعرضهم للدروس حتى المنهج يحتاج إلى وسيلة مثلما يحتاج إلى معلم متدرب لديه القدرة والإبداع والتكيف في عمله لكن يحب هذه المهنة التي لو أحبها لأبدع وطور وتمكن وتخرج من تحت يديه القاضي العادل والجندي المخلص والطبيب الأمين، إن لوبي الفساد يركز اهتمامه على التعليم ليبقى الحال كما هو عليه مدرس مخلص ومبدع وقدراته عالية لا مكان له ولا بقاء، وكذلك مدير المدرسة وما فوق يأخذ راتبه هناك البديل له مرغوب فيه من قبل اللوبي المفسد تصوروا ينتهي أحد الأساتذة من تحضير رسالة الماجستير وزميل آخر ينتهي من رسالة الدكتوراه، ثم يحاضر طلابه ويقول لست مستمر معكم يا أبنائي لأنه حان وقت تقاعدي ثلاث سنوات بعد الدكتوراه، ثم إلى تقاعد آمر دوله عكفة الإمام كانوا يقولون أمر مولانا .. لوبي فساد اليوم يزيح ويخلع كل مخلص في التربية ويثبت ويدعم كل من وافقه وصار على نهجه بالتلاعب وتضييع الأمانة رسالة التعليم ومنها يتوجه الناس إلى غضب ضد القيادة السياسية ممثلة برئيس ضحى بحياته ليصبح هذا الشعب موجود في الجزيرة العربية وفي العالم، أخي القارئ الكريم خذ الحسابة واحسب معي كم هي كوارث التعليم؟ مدارس مهدمة وأخرى مهجورة وثانية منهوبة وثالثة مكسورة ورابعة مبيوعة وإدارة اكتسبها المدراء بالمجاملات والوساطات والمحسوبيات وفلوس وقروش ودولار أخضر حتى فاز بمدير أو مديرة مدرسة ليس المقياس المؤهل والخبرة والأخلاق، المهم عبث بشعب ومستقبل مرعب في ظل تعليم كله كوارث، أخي القارئ البقية كثيرة لكني سأكتفي وسأواصل التوضيح الدقيق وإن كنت أدرك بأن هذه الأسطر ستجعل لوبي فساد التربية يحل غضبه علي، لكن قلمي لم يسمع الوعد والوعيد، فمداده لا ينتهي ضد الفساد أين ما وجد وأين ما حل في تربية أو غيرها وهذا ما هو إلا قطرة من فساد يدمغ من ينكره بالأدلة والثبوت من ينكر بأن طلاباً تدخل لهم الامتحانات بدفاتر محلولة جاهزة إلى قاعات الامتحان ولا يزال الأمر عادي ونتائج "90%" و"85%" وآخر محروم من مادة واحدة ولم تظهر نتيجته بعد أن ظهرت جميع المواد إلا مادة قالوا سبب حرمانه إنه تأخر خمس دقائق عند دخوله الامتحان شوفوا الضحكة على الدقون.