شكري عبدالغني الزعيتري
. . وحين بعث الله تعالي محمدا (صلي الله عليه وسلم ) رسولا يحمل التبليغ عن الله سبحانه ويدعوا إلى اعتناق الإسلام دينا وشرعا للحياة وهو في سن الأربعين من عمره في مكة. . لقاء الرسول محمد (صلي الله عليه وسلم ) المعارضة والأذى والتكذيب من أهل مكة (قريش ) وحين لقاء ما لقاء من الأذى والمحاربة ضد دعوته لعبادة الله تعالي والي دين الإسلام في مكة من قريش ومن جاورهم من القبائل العربية أمره الله تعالي بالهجرة إلى يثرب فهاجر يوم الاثنين الثاني من ربيع الأول سنة أربعة عشر من البعثة الموافق 622م واستقبل في يثرب بالحفاوة والترحاب من أهل يثرب من قبائل الأوس والخزرج التي كانت أصولها تعود لليمن وسميت يثرب بعد الهجرة بالمدينة المنورة وبدء الرسول(صلي الله عليه وسلم ) بوضع الأساس لإقامة الدولة الإسلامية من خلال عدة أعمال أهمها المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار فاوجد بذلك الألفة والانسجام والوحدة بين المسلمين. . ومن ثم بناء المسجد وكان أول مسجد بني علي الأرض والذي كان مكانا يتعلم فيه المسلمون تعاليم الإسلام ويؤدون في رحابه الصلاة ومركزا لنشر الإسلام وتجهيز وإرسال السرايا والجيوش ومركزا لإدارة شئون الدولة الإسلامية التي بدأت ملاحمها تظهر وتتكون. . ومركز لتشاور المسلمين فيما بينهم ولتنظيم حياة المسلمين وعلاقتهم مع بعضهم ومع غيرهم من غير المسلمين ( اليهود) إذ كان يسكن المدينة المنورة يهود و هم (بني قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة ). . وقام الرسول (صلي الله عليه وسلم ) بوضع (الصحيفة ) التي نظم وحدد فيها العلاقة بين المسلمين و اليهود في المدينة المنورة وبهذه الأعمال وغيرها. . . ارسي الرسول (صلي الله عليه وسلم ) قواعد اللبنات الأولي لتأسيس الدولة الإسلامية في المدينة المنورة. . . ولما تزايدت الاعتداءات و الظلم من كفار قريش الذي أوقعوه بالمسلمين بإخراج من اسلم وطرده من مكة واستحلال ديارهم ونهب أموالهم. . . وبتزايد الظلم وبتزايد أعداد المسلمين من هاجروا من مكة إلى المدينة ولحقوا برسول الله. . ولما وقف المشركين ضد دعوة الرسول (صلي الله عليه وسلم ) يريدون منعه من التبليغ والهداية إلى عبادة الله تعالي وحدة. . فرض الله تعالي علي المسلمين الجهاد بقوله تعالي : (( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله علي نصرهم لقدير * الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله)) (سورة الحج الآية 39 ) للدفاع عن الدعوة الإسلامية وللدفاع عن المسلمين وحمايتهم من الاعتداء عليهم والظلم. . فجهز رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) السرايا والجيوش لمواجهة المشركين والكفار الذي كانوا يسعون للقضاء علي الإسلام والمسلمين ووقعت الغزوات (بدر واحد والخندق وغيرها. . ) وبعد هذه الغزوات التي انتصر فيها المسلمين وردوا كيد المشركين والكفار من تحقيق رغبتهم بالقضاء علي الدعوة الإسلامية وقتل الرسول(صلي الله عليه وسلم ). . . وقع زعماء قريش صلح الحديبية مع الرسول (صلي الله عليه وسلم ) والتي تمت بين المسلمين و مشريكي قريش. . . وبعدها وفي العام السادس الهجري توجه الرسول (صلي الله عليه وسلم ) بدعوة القبائل العربية المجاورة خارج الجزيرة العربية وملوك وأمراء دويلات مجاورة وإمبراطوريتي الروم والفرس إلى الإسلام فأرسل الرسائل المحمولة إليهم فحمل الصحابي عمرو بن العاص رسالة ودعوة رسول الله(صلي الله عليه وسلم ) إلى جيفروعبد النبي الخليدى ملك عمان. . وحمل الصحابي سليط بن عمرو العامري رسالة ودعوة رسول الله(صلي الله عليه وسلم ) إلى هوذة بن علي ملك اليمامة. . وحمل الصحابي العلاء بن الحضرمي رسالة ودعوة رسول الله(صلي الله عليه وسلم ) إلى المنذر بن ساري ملك البحرين. . وحمل الصحابي عبدالله بن حذافة السهمي رسالة ودعوة رسول الله(صلي الله عليه وسلم ) إلى كسري الفرس ملك المدائن وفارس. . وحمل الصحابي شجاع بن وهب الاسدي رسالة ودعوة رسول الله(صلي الله عليه وسلم ) إلى الحارث بن ابن شمر الغساني ملك دمشق. . وحمل الصحابي دحية الكلبي رسالة ودعوة رسول الله(صلي الله عليه وسلم ) إلى هرقل قيصر الروم. . وحمل الصحابي عمرو بن أمية الضمري رسالة ودعوة رسول الله(صلي الله عليه وسلم ) إلى النجاشي ملك الحبشة. . . وفي السنة العاشرة للهجرة خرج الرسول (صلي الله عليه وسلم ) ومعه من المسلمين لأداء فريضة الحج وفي عرفه القي خطبته الشهيرة (خطبة الوداع ) وبين فيها ما فرض الله وما احل للمسلمين وما حرم عليهم وبعد أداء فريضة الحج عاد إلي المدينة المنورة وقد اطمأن إلي توحد جزيرة العرب تحت راية الإسلام. ولكنه أدرك أن الخطر يهدد الدولة الإسلامية من قبل الروم فأمر بتجهيز جيش بقيادة أسامة بن زيد ليحمل راية الإسلام خارج الجزيرة العربية وفي هذه الفترة مرض الرسول(صلي الله عليه وسلم ) فحال ذلك دون خروج ذلك الجيش واشتد مرض الرسول (صلي الله عليه وسلم ) وتوفي يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من السنة ( الحادية عشر للهجرة ) بعد أن كانت الجزيرة العربية كلها دخلت الإسلام وبعد أن أسس حكما إسلامي يقوم على العدل والشورى والمساواة وإقامة الشريعة الإسلامية وبعد أن وضع اللبنات لتأسيس الدولة الإسلامية (وتكونت الهوية الإسلامية لأمة الإسلام ). . . وبعد وفاة رسول الله نشاء لنظام الحكم الإسلامي وبما سمي بالخلافة وهي : النيابة عن الغير وهي الشكل لنظام الحكم الذي اتفق عليه المسلمون بعد وفاة الرسول (صلي الله عليه وسلم ). . واتفقوا أن يتولي الخلافة بعد رسول الله رجل من المسلمين سمي الخليفة وهو من يخلف غيره ويقوم مقامة. . . ولم يحدد رسول الله من يتولي الخلافة من بعده ولم يترك وصية يعين فيها من يتولي الخلافة من بعده وإنما ترك للمسلمين ولاختيار الأصلح علي أساس الشورى. . فاجتمعوا في سقيفة بني ساعده واتفقوا علي شروط اختيار الخليفة للمسلمين ومنها (بان تكون الخلافة بالشورى والاختيار وإلا تتم إلا ببيعه وان تكون في الأكثر كفاءة من المهاجرين لأنهم الأسبق في الإسلام) ولذلك تم اختيار أول خليفة للمسلمين الصحابي أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي تولي الخلافة سنة (11 ه ) وكان أول خليفة للمسلمين خلف رسول الله في إدارة شئون المسلمين وإقامة شرع الله و من أهم أعماله لترسيخ قيام ووجود الدولة الإسلامية توجه بالقضاء على الردة والمرتدين إلى الكفر وعن الإسلام. . . وزاد من إرساء نظام الحكم الإسلامي والدولة الإسلامية وفق شريعة الله الإسلام. . و في عهده توسعت الدولة الإسلامية بان تم فتح العراق سنة (12ه ) وإزالة دولة المناذرة وفتح عاصمتهم الحيرة وبعد أن توفي خلفه الصحابي عمر ابن الخطاب رضي الله عنه الذي تولي الخلافة سنة (13ه ) وهو أول من لقب بأمير المؤمنين وفي سنة من (13 15 ه ) فتحت بقية العراق وفي (19 23ه ) فتحت مصر وطرابلس والمغرب وفي (15 16ه ) فتحت المدائن عاصمة إمبراطورية الفرس وفتحت بلاد الشام كاملة وقام بتقسيم الدولة الإسلامية التي كانت تتوسع إلى ولايات وعين في كل ولاية واليا ينوب عن أمير المؤمنين في إدارة شئون الولاية والمسلمين فيها وإقامة شريعة الله وتوفي سنة (23ه ) وخلفه الخليفة الثالث الصحابي عثمان ابن عفان رضي الله عنه الذي تولي الخلافة سنة (23ه ) وفي عهدة قام في بناء أول أسطول بحري إسلامي وفي عهدة فتحت باقي بلاد فارس وضمت للدولة الإسلامية سنه (31ه) وتوفي سنة (35ه ) وخلفه الخليفة الرابع الصحابي علي ابن أبي طالب رضي الله عنه الذي تولي الخلافة سنة (35ه ). . . فبعد أن كان سكان البلاد المفتوحة يعانون من معاملة القسوة والظلم وفرض الضرائب والجبايات العالية والتي كانت فوق طاقاتهم من قبل أكاسرة الفرس وقياصرة الروم وعندما جاء المسلمين و فتحوا تلك البلاد حرروا سكانها وعاملوهم بما أمر به الإسلام من عدل وتسامح فأزاحوا عنهم الظلم والطغيان وتحقق لهم الأمن لأنفسهم وديانتهم وأموالهم مما أدي إلي إقبال الناس علي اعتناق الإسلام وتعلم اللغة العربية فأصبحوا بذلك جزاء من الأمة الإسلامية والدولة الإسلامية التي تكونت وتوسعت. . . وبعد وفاة الخليفة علي ابن أبي طالب رضي الله عنه تولي الحكم والخلافة الإسلامية في الدولة الإسلامية الأمويين وتولي أول خليفة أموي للمسلمين من بني أمية هو (معاوية ابن أبي سفيان بن حرب) سنة (41ه ) وفي عهد الأمويين توسعت و امتدت الدولة الإسلامية شرقا حتى السند وغربا حتى المحيط الأطلسي وجنوب فرنسا وشمالا حتى بحر الخرز فكانت المناطق المفتوحة في قارة أسيا هي البلاد الواقعة مابين العراق غربا والصين شرقا وروسيا شمالا والهند جنوبا ومن أهم مدنها بخاري وسمرقند من (جمهورية أوزبكستان الحالية ) ومرورا في جمهورية تركمانيا الحالية ) وجورجيا حاليا حتى وصلوا إلى الهند. وفي قارة أفريقيا كانت المناطق المفتوحة تتمثل في شمالها الممتد من طرابلس الغرب شرقا حتى المحيط الأطلسي غربا كما تم فتح الأندلس ( اسبانيا والبرتغال حاليا) وجنوب فرنسا وفي عهد الدولة الإسلامية الأموية تم توحيد الدولة الإسلامية التي توسعت وكانت ممتدة الأطراف وتم تنظيم الجيوش لحماية الدولة الإسلامية وإنشاء ديوان البريد واتخاذ عملة مالية نقدية إسلامية مستقلة لتأكيد الاستقلال الاقتصادي للدولة الإسلامية الموحدة. وفي سنه (132ه ) تم القضاء على خلافة الأمويين للمسلمين علي يد العباسيين وبذلك زالت خلافة الأمويين وتولي الحكم و الخلافة الإسلامية في الدولة الإسلامية العباسيين سنه (132ه ). . . <
نستقبل آراء القراء للكاتب على البريد الالكتروني:
Shukri_alzoatree@yahoo. com