شكري عبدالغني الزعيتري
تحققت للدول الأوروبية الاستعمارية الوصول بالهوية الوطنية والأوطان العربية المجزئة ولما عليه الواقع الراهن اليوم( دول عربية) كلا منها مستقل وبعيدا عن الآخر أرضا بحدود جغرافية. . وشعبا بهوية وطنية وجنسيات كلا تحمل لمسمي الأرض التي تعيش فيها. . وسياسيا بنظم للحكم المتباينة. . فمنها دولا تتبع نظام حكم ملكي وراثي (كالسعودية والأردن والمغرب والكويت والإمارات وعمان وقطر والبحرين). . ومنها دولا تتبع نظام حكم ديكتاتوري ممقرط أي (خليط من أسس وأصول ومبادئ من نظام الحكم الديكتاتوري والديمقراطي) وتزعم بأنها تتبع نظام الحكم الديمقراطي إلا أنها اقرب إلى أن يكون نظام الحكم فيها ديكتاتوريا (بالباطن ) و مبطن بمؤسسات الحكم الديمقراطية (ظاهريا) ويتبع الخلط في إتباع نظام الحكم ففي جوانب معينة من الحياة للمجتمع تأخذ من أسس وأصول ومبادئ النظام الديمقراطي. . و في جوانب أخري وخاصة ذات العلاقة بحكم الحاكم المباشر ولما يمس شخصه إن كانت ضده تأخذ من أسس وأصول ومبادئ النظام الديكتاتوري. . وجوانب أخري في شئون إدارة الحياة والمجتمع تغلب السلطة متى أرادت و ما أرادت من أسس ومبادئ من النظامين أو احدهما وفقا لظرف الزمان والموقف سلوكا وعملا. . (ونظريا) فلله درك عزيزي القاري أن قرأت دساتيرها ما ستري من معسول الكلام وما هو مكتوب فيها وتنادي به من شعارات وقوانين ونظم كثيرة. . وبالمقابل علي ارض الواقع المعاش يتم مخالفتها في التطبيق العملي والممارسة. . وان ادعت بعضها بتأسيس مؤسسات الحكم الديمقراطي واتخاذ أسس وأصول ومبادئ النظام الديمقراطي وينادي بممارستها من خلال إقامة الفعاليات الانتخابية لانتخاب أشخاص الحكم على الواقع الملموس فانه يتم إدخال عليها ما يشوبها من تزييف وتزوير وخادع في فعالياتها السياسية الديمقراطية سواء في انتخابات أشخاص رجال الحكم أو شئون الحياة الأخرى. . كما هو الحال القائم حاليا في (مصر والجزائر وتونس ولبنان والسودان). . ومنها مازالت تعيس تحت وطأة العذاب بالاقتتال الداخلي ولم تستقر سياسيا حتى اليوم لتتضح رؤى نظام الحكم المتبع فيها (كالعراق والصومال واريتريا ). . . وكلا لها مؤسساتها الحاكمة ذات الاختلاف عن الدول العربية الأخرى وهذا وذاك هي احد أهم نقاط الفرقة والتجزئة وعدم الاتفاق والصراع البيني كلا لإثبات أن نظامه في الحكم هو الناجح صدا لأي إصابة بالعدوى تظهر لدى شعبه وتستورد من نظام حكم آخر في دولة عربية أخري (وكثيرا ما رأينا هذا الصراع كان ومازال يحمي وطيسه بي ن نظام الحكم الملكي الوراثي ونظام الحكم الجمهوري المتباعدان في الأصول والأسس والمبادئ في الدول العربية والمتضادان ويصارعان بعضهما بشتى الوسائل دون العسكرية ). . . هذا ما خلفه الاستعمار في الأوطان العربية ولدى الأمة العربية كأحد أهم بؤر الصراع (العربي العربي). . إضافة إلي الحدود السياسية الجغرافية والنزاعات حولها وقضايا خلافية ونزعات وتوتر لمواقف كثيرة ( عربية عربية ) ولضمان التفتيت الوطني الداخلي بعد أن تم لها تجزئة الأمة العربية إلى دول وأوطان. . . حيث مازالت تسعي و تحرص الدول الطامعة ( أمريكا وإسرائيل ودول أوروبا الصناعية الكبرى ) وعلي المستوى الداخلي الوطني إيجاد الانقسامات بتغذية النعرات. . وتنمية العصبيات. . وخلق بؤر الصراعات الداخلية بين أفراد الشعب الواحد وبداخل كل دولة عربية لتفتيت الوحدة الوطنية والانتماء الوطني الواحد بما هو علي أساس (ديني مذهبي) أو بما هو علي أساس (طائفي) أو بما هو علي أساس (عرقي) أو بما هو علي أساس ( اللغة ) أو بما هو علي أساس (مصلحي سواء سياسي أو اقتصادي). . . الخ وذلك لبعث الفرقة وتعميق الشتات فيما بينها وقادتها لكي لا تتحد لشعب دولة عربية (داخليا) وبحيث لا تجتمع فرق متفرقة. . وبحيث لا تتفق مذاهب متعصبة. . وبحيث لا تتكامل انتماءات سياسية. . فلا يصلون إلي موقف جامع أو كلمة واحدة موحدة ولا يصدر لهم قرارا قوي ينفذ وفعال ضد موقف معادي قد يضر بالوحدة الوطنية وعلي المستوي الداخلي والوطني في البلد الواحد. . أولئك ذاتهم من خططوا للتجزئة والتقسيم في التاريخ الماضي غير البعيد ويعلم بهم الجميع في الوطن العربي (رئيسا ومرؤسا). . هم اليوم يخططون و يعلمون (ليلا. . نهارا) حاضرا. . وللمستقبل لتفتيت وطني داخلي لكل دولة عربية وشعبها. . بافتعال الدسايس وإشعال الفتن وتغذية النعرات. . . والذي يخطط ويراد له اليوم وفي المستقبل و بداء بعض مؤشراته تجاه بعض الدول العربية. . ويتم اليوم وبالمستقبل القريب مواصلة مسلسلة التجزئة بالتفتيت الوطني وللموطن الواحد إلي كيانات متعددة حتى يحل الضعف والوهن الواضحين في جسم العرب وحتى في كلامهم وان كان (نظريا). . ليسهل الابتزاز الأكثر و الأكبر والصارخ وضوحا وعلي عين السامع والمشاهد وإجبارا وغير راضي كل عربي ومسلم. . (للأرض وخيراتها. . وللشعوب العربية وأعراضها ) فيكون الرجال عبيدا لهم وبدون صك العبودية وتكون النساء ملذات لهم. . وهذا جل ما يريده الأعداء والتاريخ البشري فيه من الشواهد والعبر كثيرا مما تحقق من هذا الاسترقاق بأمم سابقة واللهو بأعراضها بالعصور الماضية وحاليا يريد اليهود والنصارى إلحاق ذلك بأمة العرب والإسلام. . ورغبة في تحقيق مرحلتهم الرابعة التي يحبك خلالها تفتيت الدول العربية (داخليا ) وعلي المستوى الوطني وبأيدي أبناءها من العرب ومن الداخل لتقسيم المقسم. . ولتجزئة المجزئ. . ولمزيد من التفتيت لكل دولة عربية لإضعافها وإنهاك قوي شعبها الذي يسعون إليه ليتم و من الداخل بخلق وإيجاد بؤر الصراعات وإشعال الفتن وتأجيجها (داخليا) بداخل كل دولة عربية وخاصة التي مازالت تمتلك بعض مقومات القوة (كسعة الأرض. . وكثافة السكان. . وتوافر مخزون ثروات وغيرها. . . ) بإيصالها و شعبها إلى التناحر والاقتتال الذي يؤدي في نهاية المطاف إلي تفتيت المجزئ والتمزيق الوطني (للأرض والشعب). . وما نراه اليوم ويظهر ملامحه ومؤشراته فيما يتم للسودان ولبنان والعراق والصومال اليمن. . . . تابع الحلقة الثامنة والأخيرة بالعدد القادم غدا بعنوان (( مخطط التفتيت الوطني الداخلي مستقبلا ولكل دولة عربية. . )). <
Shukri_alzoatree @yahoo. com