محمد أمين الداهية
المدرسة هي المربي الثاني للطفل بعد الأبوين، وقد تكون الأهم لما تشكله من نسمة جيدة في زرع مفاهيم الأخلاق والانضباط وحب المجتمع والتمسك بتعاليم الإسلام الحنيف ومبادئه السمحاء التي تدعو الفرد لأن يكون عنصراً صالحاً وفعالاً يخدم المجتمع ويقدم له الكثير من التطور والنمو ولا يمكن أن تبني المدرسة أجيالاً تخدم المجتمع ولم يكن هناك معلمين ومربين يعرفون ويقدرون حجم المسؤولية التي تقع على عاتقهم تجاه أبنائهم الطلاب؛ لأن المسؤولية في المجال التربوي تحتم على المعلم أو المربي أن يكون بمثابة الوالد بالنسبة للطالب ونحن نعرف أن هناك من الآباء الذين يتعاملون مع أبنائهم وكأنهم عبيد جاءوا بهم من أسواق النخاسة التي لم تعد موجودة، فلا نريد من معلمينا أن يكونوا لطلابهم مثل هذا النوع من الآباء وما نقصده هي تلك الرحمة والشفقة التي توجد في قلب الأب الحنون على أبنائه ومن أجل مستقبلهم مستعد هذا الأب أن يدفع الغالي والنفيس في سبيل أن يكونوا أبنائه على مستوى من الأخلاق والعلم.
وهذا هو ما نريد أن يكون علىه معلمونا الأفاضل، فعندما تكون العاملة من قبل المعلم وبالذات المربي الذي يقوم بتدريس الصفوف الأولى معاملة طيبة فيها من الرأفة والحنان ما يجعل الأطفال يأتون للمدرسة وهم في أشدالشوق للقاء معلميهم وأخذ الفائدة منه وهم في في غاية السعادة والفرح، فإذا استطاع هذا المربي أن يغرس في نفوس هؤلاء الأطفال حب التعلم والمدرسة عندما نستطيع أن نضمن أخلاق ومستقبل أولئك الطلاب الذي بسبب حب المعلم والمدرسة تكون عندهم رغبة جامحة في التعلم والاستقرار في مواصلة الدراسة، أما ظاهرة العنف والتي ظهرت مؤخراً بشكل كبير وملفت على مستوى الدول العربية، فمثل هؤلاء المعلمين لا يستحقون أن يكونوا في سلك التربية وخير مكان لهم السجون التي يحتاج فيها إلى هذا النوع من الأشخاص؛ لأن مثل هؤلاء المعلمين الذين تنقصهم المهارة حتى يكونوا معلمين يكونون سبباً في تشرد الطلاب وابتعادهم عن مدارسهم وبالذات طلاب المرحلة الأولى من التعلىم؛ لأنهم بتصرفاتهم اللامسؤولة مع الطلاب واللاتربوية يصبحون كوابيس تزعج الطلاب سواءً في منامهم أو أثناء يقضتهم، فسببهم يتولد لدى الطالب الكره الشديد للمدرسة وللمعلم ولأسرته التي تجبره على الذهاب إلى المدرسة حتى تضيق على الطالب الأرض بما رحبت وبسبب عدم المتابعة من قبل أسرة الطالب والبحث عن مشاكله وهمومه يلجأ إلى عملية الهروب من المدرسة، وإذا لجأ الطالب إلى هذه العملية فلا مكان يستقبله ويحتضنه غير الشارع ومحلات الانترنت وألعاب الفيديو، ومع مرورالسنوات والرسوب المتكرر يصبح الطالب أداة إجرامية صاغها معلم "مهووس".<