محمد أمين الداهية
مضى عام على رحيلك سيدي، ومنذ رحلت أيها الشيخ الجليل والقلوب في وجع مستمر؛ لأنك لم تكن كأي أحد من العظماء والمحسنين، فالعظماء يسطرون أسماءهم على صفحات التاريخ، أما أنت فقد سطرت اسمك على أنصع وأنقى صفحات التاريخ وخلد في قلوب محبيك وأبنائهم والأجيال من بعدهم، أيها الشيخ الجليل، أيها التاريخ النقي المشرف، ماذا أقول لك، أخشى أن أزعجك بما أريد أن أنقله لك عن حال الأمة العربية وما وصلت إليه، وعلى حبيبتك غزة التي لم ولن يسنى أبناؤها مواقفك وصنائعك ووقوفك إلى جانبهم قلباً وقالباً، أخشى يا سيدي تلك الصدمة التي ستتلقاها عندما أصف لك حال غزة والشراك الذي نصبه الخونة من العرب لها ولأبنائها، ما باليد حيلة أيها الشيخ الجليل لا استطيع أن أكتم ما يعتصر فؤادي أريد أن أبث إليك علني ارتاح قليلاً، غزة التي كانت الهم الكبير للشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر أصبحت اليوم يا سيدي مجموعة من الركام والأشلاء، لقد تعمد المحتل الغاصب وهو على مائدة واحدة مع عملاءه من العرب الجبناء أن يجعل من غزة حكاية تذكر، وأن يجعل من حماس في خبر كان، أيها الشيخ الجليل لقد تكالب الأعداء والعملاء من اليهود والعرب على غزة، لقد اتفق العملاء مع أحفاد القردة والخنازير على تصفية حركة حماس من الوجود، هذا ما يتفق عليه علناً وعلى مرأى ومسمع من العالم بأسره، ولكن الحقيقة قد ظهرت يا سيدي وأنا أجزم أن العملاء من العرب والخونة هم يعرفون جيداً أن هدف إسرائيل ليس حماس فحسب، هدفهم الشعب الفلسطيني بأكمله ولكنهم يبدأون حربهم بالتجزئة التي يعرفون أن القضاء على الشعب الفلسطيني لن يتم إلا بالطريقة هذه، فهم قد بدأوها بعد أن تأمروا مع الجبناء من العرب على نسف غزة وتصفية حركة حماس حد زعمهم فأصبح كل من في غزة يمثل حركة حماس الأطفال والنساء، الشباب والشيوخ، البيوت والمساجد كل شيء في غزة يقصف ويدمر، ويقولون حربهم مع حماس فقط والعرب الخونة يؤيدون هذه الأقاويل الباطلة وكأن حماس هي المحتل الحقيقي لأرض الرباط، سيدي العزيز حتى القمم العربية العاجلة يبدو أنها لن تكون إلا بعد أن تتم التصفية التي أعلنت عنها الدولة الصهيونية الجبانة، ولكن أسمح لي أيها الشيخ الجليل أن أبشرك، فأبطال حماس يعشقون الموت كما يعشق المحتل الحياة، وقد قدموا أروع المواقف البطولية في الذود والدفاع عن أرضهم وكرامة الأمة عموماً ولن يثنيهم مواقف العرب وخذلانهم، سيدافعون عن أرضهم ولن ينحنوا للمحتل الغاشم وعملاءه الجبناء، أما الزعماء العرب المتآمرون والذين لم يحركوا ساكناً، فالأطفال واليتامى والثكالى والشيوخ والعلماء وكل الشرفاء في العالم يطرقون ليلاً ونهاراً أبواب السماء ويمدون أكف الضراعة إلى الله الجبار أن ينتقمهم وأن يريهم حرارة الألم والقهر في أولادهم وملكهم، أرجوا المعذرة يا سيدي فقد أزعجتك وآلمتك ولكن كان لا بد أن تعرف إلى أي حالٍ وصلت إليه الأمة العربية حكاماً فقط، أما الشعوب فما زالت على نخوتها وكرامتها التي لن تتغير أبداً ولكن أنت تعرف ما يحول بينها وبين نصرة غزة.