حسن بن حسينون
وأخيراً تكشفت الأقنعة وبان الخيط الأبيض من الأسود وسقطت أوراق التوت عن عورات المتآمرين العرب ومشاركتهم المباشرة وغير المباشرة في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة المجروح والذي ينزف دماً على يد ذوي القربى من القابضين بالسلطات في النظام العربي الرسمي ومشاركتهم المباشرة في ذبح الأبرياء في غزة من شيوخ ونساء وأطفال والذين تناثرت أشلاؤهم في كل مكان من أرض غزة.
فلقد تم الإعداد والتحضير لهذه الجرائم مبكراً وبالتنسيق والتشاور بين بعض الأنظمة والزعامات العربية وإسرائيل وفي المقدمة النظام المصري بدءاً بالحملات الإعلامية الظالمة والدعوات التحريضية ضد المقاومة الفلسطينية في غزة التي تزامنت مع إغلاق معبر رفح وهو المعبر الوحيد الذي يربط فلسطين بجمهورية مصر العربية وبقية أنحاء العالم وبالذات بين غزة وعاصمة المعز لدين الله فيما لو استثنينا المعابر التي يتحكم بها الكيان الصهيوني إضافة إلى معبر جسر السين في الأردن وقد مثل ذلك الإغلاق أخطر مؤامرة عربية وإسرائيلية حتى تبدأ الحرب العدوانية وقد وصل الشعب الفلسطيني في غزة إلى أسوأ أوضاعه من حيث انقطاع المياه والغذاء والطاقة عنه لفترة طويلة انهالت عليه بعد ذلك الغارات الجوية التي صبت نار قنابلها والأسلحة المحرمة دولياً وجحيم الحقد الصهيوني في الوقت الذي ظل الصهاينة من الحكام العرب صامتين لا يحركون ساكناً، وبدلاً من أن يشغلوا أنفسهم بما يحدث في غزة ويستمعون أو يشاهدون ما يقوله الشارع العربي ضدهم من المحيط إلى الخليج بدلاً عن ذلك انشغلوا بأفلام الجنس والفديو كليب والراقصات من البرتغاليات عبر شاشات فضائياتهم وقنواتهم الخاصة والتي أسودت الوجوه وأظهرت العورات وبانت المواقف للصهاينة العرب من الحكام والمرتبطين بهم داخل البلاط. فماذا قال صهيوني مصر ووزير خارجيتها وحاخامها الثاني بعد الحاخام الأكبر؟ لقد قال أثناء زيارته السرية والمفاجأة إلى تركيا رداً على ما قاله السيد حسن نصر الله كذريعة وهروباً عن تحمل المسؤولية مسؤولية مشاركة القيادات المصرية مع الكيان الصهيوني في الحرب ضد المقاومة الفلسطينية في غزة، قال خلال مؤتمره الصحفي: إن ما قاله حسن نصر الله يمثل إعلان حرب على الشعب المصري وتحريض الشعب المصري وجيشه للانتفاضة وفك الحصار عن غزة، وأضاف أن المعسكر الراديكالي يرفضون الشروط الإسرائيلية للتهدئة الذي تقوده إيران، وأخطر ما قاله حاخام مصر ووزير خارجيتها أبو الغايط: إن مصر لا ترغب ولن تسمح في سيطرة حماس على القطاع لأن مؤسسي الحركة هم من الإخوان المسلمين، استعان الحاخام بما قاله رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب، إن مصر لا يمكن أن تتحمل إمارة إسلامية على حدودها الشرقية.
وعلى ضوء كل ذلك فإن إسرائيل لم تقدم على جريمتها في غزة إلا بعد إعطاءها ضوء أخضر من النظام المصري وبقية الصهاينة في النظام العربي الرسمي الذي ظلت برامجه الإعلامية الإذاعية والتلفزيونية والصحفية صامتة وكان شيئاً لم يحدث في غزة.