مالك القدسي
انطلاقاً من قوله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس" الآية من هذا المنطلق القرآني العظيم الذي يرفع مبادئ المساواة والحق في جميع الشعوب العربية والإسلامية ولا سيما هذا البلد الميمون الذي استجاب لهذه الآية من أول وهلة بخلاف غيرها من البلدان والأقطار التي لم تصفي لهذا النداء الرباني إلا تحت أسنة السيوف.
أخي القارئ الكريم إنه من لمن المؤلم لنا أننا عندما ننظر إلى أمتنا الإسلامية اليوم وقد لمست انحطاط من مراقي العز والشموخ إلى درجات الذل والخضوع الذي كاد أن يسيطر باذياله على كيان الأمة الإسلامية التي تركت في صفوفها وشعوبها فجوة ينخر فيها الأعداء ويسعون لتمزيق وحدة الشعوب وتفريق الصفوف وزرع الخلاف في كل الفئات والطوائف الإسلامية التي تزعمها بعض المارقون بضلالهم وغلوهم وأفكارهم العقائدية والطائفية لإخوانهم المسلمين الذين يحملون جلالة هذا الدين الحنيف المتميز بالسماحة والوسطية والاعتدال المتمثلة في أقوالهم وأفعالهم وحرصهم الشديد على الارتقاء بمناهج التعليم في تطوير وبناء الشخصيات الإسلامية وقدرات الشباب الثقافية الذي تصل بهم إلى مجتمع يرفض الإنغلاق والعزلة والغلو والاستعداء على الآخرين مجسدين بذلك معنى الإنسانية التي أكرم الله بها هذه الأمة الإسلامية، أيها المسلمون في كل البقاع العربية إن ما يدور اليوم في الساحات الإسلامية يجعل الجميع يشعر بهذا الخطر الذي يمر به العالم الإسلامي الذي نعيش فيها لحظة تاريخية دقيقة تدفعنا إلى أن نسعى ونبذل كل الجهود وبفعالية عالية ليصبح المجتمع الإسلامي بشكل عام والشرق الأوسط بشكل خاص أرض أمن وسلام وازدهار ومدركين تماماً الخطر والمأساة التي تتوالى وتتزايد عاماً بعد عام ويوماً بعد يوم على إخواننا المسلمين في الأراضي الفلسطينية الذين يعانون من ممارسة اللوبي الصهيوني في ممارسة العدوان واستعمال القوة المنتهكة لكافة المواثيق والأعراف الدولية والقانونية والقيم الإنسانية فإنه من خلال هذا الواقع الملموس فإنه يتوجب علينا ترك الفرقة والشتات ونبذ كل التعصبات مدركين تماماً أنه قد آن الأوان لأن يخرج الزعماء والقادة العرب من بروجهم المشيدة إلى هذا الوضع الحالي في أرض غزة باتخاذ المواقف الجادة تجاه أعداء الأمة الإسلامية الذين يمارسون أبشع الجرائم الإنسانية في حق المسلمين والمقاومين في "غزة" معشر الزعماء إننا نطلب منكم إذا كنتم عاجزين عن انقاذ غزة من هذه المأساة فإنه يتوجب عليكم أن تطلقوا سراح هذه الشعوب والجماهير التي تبدي استعدادها للمقاومة والوقوف في وجه العدو الصهيوني للدفاع عن دينهم وإخوانهم المسلمين وإن ما تقومون به من بهرجات إعلامية وخطابات بهلوانية لا يعد وقوفاً بكل ما تحمله وتعنيه كلمة وقوف إلى صفوف المقاومة، أيها المسلمون، أيها الزعماء، أيها القادة، يا من تملكون زمام الأمور لهذه الأمة، لقد آن الأوان واستدار الزمان وحان الوقت لأن تجعلوا لهذا الدين كيانه، وأن تعيدوا له مجده وعزته، معشر الحكام إذا كان ما يدور اليوم من الانتهاكات الإسرائيلية في أرض فلسطين تعبيراً وردمنهم لما حصل في العراق من رمي للشيطان الأكبر بأحذية المسلمين فأين غيرتكم وحماسكم على هذه الدماء التي تسيل في أراضي المسلمين بغزة؟
بالله عليكم معاشر القادة كيف يطيب لكم في هذه الأيام أن تجلسوا على كراسي الزعامة وإخوانكم في غزة يصرخون ويقتلون ويمزقون؟ كيف يطيب لكم أن تتلذذوا بالنساء على الفرش والمسلمون في غزة نساء ورجال شباب وأطفال يتعرضون للقتل والدماء؟ إنها وصمة عار على جميع حكام العرب يرسمها الأعداء الصهاينة على أرض فلسطين، أيها المسلمون العرب كيف حالكم وأنتم تنظرون وتسمعون من قنوات الإعلام وقد بلغ عدد شهداء غزة أكثر من ثلاثة آلاف ما بين شهيد ,جريح؟ فمن لهؤلاء أيها المسلمون؟ معشر المسلمين بالله عليكم ماذا تنتظرون؟ هل تنتظرون محمد ابن عبدالله حتى يخرج من قبره متوشحاً سيفه مجهزاً جيوشه للخروج إلى أرض غزة؟ أم تتنظروا القائد المغوار صلاح الدين ليحرر الأقصى من رجس الصهاينة المعتدين؟ أم تنتظرون جبريل الأمين حتى ينزل بكوكبة من الملائكة لتحرير القدس الشريف؟ ماذا تنتظرون؟ اتقوا الله في إخوانكم المسلمين في غزة وفلسطين وبادروا لإنقاذهم بكل ما تملكون من القوة والعدة والعتاد.