شكري عبدالغني الزعيتري
كان الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمة الله علية ثائرا ضد ظلم الإمامة وحكمها. . وضد الاستبداد. . و ضد قهر الضعفاء. . وحذا خط وسيرة إباءه وأجداده حين تقاسموا مع أبناء الشعب اليمني قسوة الظلم والاستبداد وقهر حكم الملكية وذاقوا سجون الإمامة وعذابها. . وقد قدمت أسرته التضحيات بالنفس إذ قد أعدم والده الشيخ / حسين الأحمر وشقيقه الشيخ / حميد بن حسين الأحمر من قبل الأمام احمد بن يحيي حميد الدين لمناهضتهم الظلم وأهلة. . وحين إعدامهما كان الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر مسجونا في غرفه انفرادية في مدينه الحديدة التي ترك فيها مسجونا (اثني عشر يوما) و معزولا عن الناس لا يري احد إلا ساجنيه وخدمهم ويوم إعدام والده الشيخ / حسين الأحمر وشقيقه الشيخ / حميد بن حسين الأحمر لم يعلم بإعدامهما إذ بعد جريمة الإعدام أمر الإمام احمد بن يحيي حميد الدين بنقل الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر من سجنه بمدينة الحديدة إلي سجن المحابشه في محافظة حجه. . وظل مسجونا فيه لفترة ثلاث سنوات حتى يوم إعلان الثورة في 26 / سبتمبر 1962م. . وفي يوم إعلان الثورة أطلق سراحه من السجن ومن اليوم الأول بعد خروجه من السجن انطلق إلي الحديدة ثم إلي صنعاء وقابل هناك قادة الثورة الأحرار وتم تكليفه من قبل رئيس الجمهورية حينها المشير / عبدالله السلال بتوجيه رسائل صوتية عبر الإذاعة إلي أبناء الشعب من قبائل حاشد لدعوتهم مناصرة الثورة والجمهورية وبأنها لا ولن تخمد ويدعوا قبائل حاشد للتكاتف صف بجانب الثورة والجمهورية. . ومن ثم كلف الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر من قبل قادة الثورة الأحرار بالسفر إلي قبائل حاشد وجمع كلمتهم وجهودهم للدفاع عن الثورة في المحافظات الشمالية الغربية من اليمن (عمران وحجة وصعدة ). . . وعلية انطلق مسافرا من صنعاء إلي شمال غرب اليمن وبتكليف من القادة الأحرار الثوار العميد / عبدالله السلال والأستاذ محمد محمود الزبيري والقاضي عبدالرحمن الارياني والأستاذ محمد احمد نعمان ليحمي حمي الثورة والدفاع عن الجمهورية في المناطق الشمالية الغربية من اليمن وقد عهدوا إليه بهذه المهمة الجسيمة والتي تحملها علي عاتقة وتحمل مسئولية الدفاع عن الثورة والجمهورية بمحاربة الملكيين في المناطق الشمالية الغربية من اليمن. . وحين وصل إلي مدينة خمر دعاء قبائل حاشد فتوافدوا من كل جبل وحدب وصوب وتجمعوا طائعين بين يدي الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر ملبيين لدعوته. . فقام بتشكيل جيش شعبي من قبائل حاشد ووزع العتاد والسلاح الذي تلقاه من قادة الثورة في صنعاء وما كان يملك من ماله الخاص. . ومن ثم انطلق يقودهم للدفاع عن الثورة في كافة المناطق والقرى الشمالية الغربية من اليمن بالمحافظات (عمران وحجة وصعده ) إذ كانت توجد قري كثيرة وأهالها مازالوا ملكيين ويحابون بصف الملكية ومع بعض أمراء الإمامة وضد الثورة يريدون إجهاضها ويقفون ضد الجمهورية ونظام الحكم الجمهوري الجديد الذي أعلنت عنة قيام الثورة في 26 سبتمبر 1962م. فقد كان البدر بن احمد حميد الدين قد لجاء إلي مدينه حجه وجمع حوله الكثير من المناصرين له واخذوا بمحاولاتهم إجهاض الثورة من حجة والسيطرة عليها. . إلا انه فشل في ذلك لاستمرار مطاردة الثوار له. . و فلحاء البدر بن احمد حميد الدين ومناصريه إلي المحابشة بعد أن تلقي المساندة من المملكة العربية السعودية حينها والعون المادي من المال والسلاح وحاول الاستقرار والتمركز في المحابشة ومعه مناصريه من الملكيين وجمع المزيد من القبائل التي ما زال ولاءها للحكم الأمامي والملكية. . إلا أن الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر وجيشه الشعبي (الحاشدي) عندما انتهوا من معاركهم في صعده وحسموها لصالح الجمهورية والثورة وضد الملكيين. . عادوا إلي خمر وبداء الشيخ عبد الله بن حسين إعادة ترتيب وضع جيشه الشعبي ومن ثم انطلق لصد الملكيين الذين لجوا إلي المحابشة. . ومع هذه الترتيبات كان الشيخ وكطبعة دائما ينبذ هدر وإراقة الدماء فحاول مسايسة البدر بن احمد بن حميد الدين لكي يتجنب الجميع القتال وإراقة الدماء لليمنيين فأرسل إليه الأستاذ / عبدالوهاب الشهاري رحمه الله يحمل رسالة من الشيخ إلي البدر جاء فيها : ( يقول لك الشيخ عبدالله بن حسين انه يعلم انك رجل عظيم ورجل سلم فإذا لديك الرغبة بالخروج من اليمن أو أي شئ ترغب فيه فسوف يضمنه لك ) وكان الشيخ بطبيعته يحفظ العهود والمواثيق ولا ينقضها إن أعطي الأمان لأحد أو أجار ملتجئ يطلب استجارة الشيخ إن كان مظلوما فيجيره فلما أرسل رسالته للبدر كان هدفه حقن الدماء. فرد البدر بن احمد بن حميد الدين قائلا للشيخ :( أريد رسالة من القاضي عبدالرحمن الارياني أي يريد وعد وعهد أيضا من القاضي الارياني) وقال البدر في رده أيضا : ( و أريد التزاما وعهدا منك (أي من الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر إنكم لن تخدعوني وأريد طائرة تقلني من عبسن بصورة سريعة فالناس أي من زالوا علي الملكية ولاء يدفعوني دفعا نحو حجة والمناطق المجاورة لها وأنا مضطر للاستجابة لمطالبهم ). . إلا أن البدر لم يمهل فعاد وتحرك من المحابشة نحو حجة فطوق ومن معه حجه وحاصروها وكان الشيخ قد جهز الجيش الشعبي من حاشد وقسمه إلي فريقين فخرج فريق وانطلق بقيادة العميد مجاهد أبو شوارب لفك الحصار علي مدنية حجه. واتجه الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر يقود الفريق الثاني نحو ثلاء وشبام وكوكبان لمناوشه الأمير علي بن إبراهيم الذي كان يقود الملكيين ويتمركز في الطويله حتى لا يقطعون الطريق علي الفريق الأول الذي انطلق بقيادة العميد مجاهد أبو شوارب لفك الحصار علي مدنية حجه. وبعد أن انتصر فريق العميد مجاهد أبو شوارب علي الملكيين الذين كانوا بقيادة السيد محمد عبدالله منصر وسيطروا علي حصن (جرع) وحرر من أيدي الملكيين. . تم تلاقي الفريقين في حجة وفكوا حصار مدينه حجة فهرب البدر بن احمد بن حميد الدين إلي المحابشة بعد أن كان قد خرج منها و معه جيش من الملكيين متجها للسيطرة علي مدينه حجة واستمرت المعارك تدور بين (الجمهوريون ) بقيادة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ومعه من القادة المناضلين العميد /مجاهد أبو شوارب والعميد / يحي المتوكل والعميد محمد عشيش والعميد / محمد الوسع (رحمهم الله تعالي جميعهم) وآخرون. . . أما في صعده فقد انطلق الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر يقود جيشه الشعبي الذي شكله بعشرات الآلاف من قبائل حاشد بعد أن تمركز فيها قادة من أمراء الملكية وهم عبدالله بن الحسن بن حميد الدين والأمير محمد بن الحسين بن حميد الدين وظلوا في صعده من 1967م وحتى 1969م وسيطروا عليها. . وبعد أن قامت قبائل ملكية من (خولان ونهم وأرحب ووائله ودهم ) وانقضوا علي أنصار الثورة الجمهوريين قبائل سحار ومشائخها وهزموا مناصري الجمهورية وهدموا بيوت أهل سحار وأحرقت مزارعهم ونهبت مدينه صعده من قبل جيوش الملكية فلحاء أهل سحار إلي الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في خمر وقبائل حاشد واستقبلهم الشيخ عبدالله بين حسين وجهز جيشا شعبيا من المقاتلين من قبائل حاشد وسار يقودهم ومعه العميد مجاهد أبو شوارب وغيرهم من مشائخ حاشد متجهين نحو صعده لنصرة الجمهورية والثورة وفي طريقهم كان يوجد قبائل وقري مازالت ولاءها للملكية ولم يعترفوا بالثورة والجمهورية فتمت معارك شرسة في (حرف سفيان ، واسط ، الحيرة ، المزحاط ، آل عمار ، الشط ، قهلله ، حتى وصلوا إلي صعده وكتاف مركز وائلة ) وانتصر في جميع تلك المعارك الجيش الشعبي المجمهر المكون من قبائل حاشد والذي كان بقيادة الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر و العميد مجاهد أبو شوارب وغيرهم من مشائخ حاشد وتم تصفية الملكية والملكيين من صعده وقراها ومدنها. . . وحين استنجد به قادة الثورة السياسيين الأحرار لعون زملاءهم في مناطق وقري بجنوب شرق العاصمة صنعاء انطلق ومعه جيشه الشعبي للوقوف مع زملاءهم الثوار ضد الملكيين الذين كانوا يحابون الثورة بقيادة الأمير محمد بن الحسين بن حميد الدين في( خولان وسيان وبلاد الروس وبني حشيش وغيرها. . ) وظلت المعارك تدور شهور حتى انتصر رجال الثورة. . وها هو الثائر المناضل والسياسي العملاق الشهيد محمد محمود الزبيري في رسالته التي حررها إلي الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في مارس 1965م يقول فيها : (( ولدي الحبيب الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر. . أحييك وأقبلك وأتلهف إليك لهفة الظمآن إلي الماء. . . إليك هذه التحية الحارة الخاطفة مع الإخوة الأبناء القادمين إليك وعندهم كل شئ من أخبارنا وأفكارنا مما لا تتسع له هذه الرسالة. . يا بني الكريم. . انك الآن تحمل أثقال جبال اليمن وسهولها ووديانها وان هيكلك النحيل امتحنه القدر فحمله الأمانة الكبرى نحو الشعب والبلاد وأملي عظيم انك تحمل ما حملت وتؤدي ما فرض الله عليك أداءه. انك الذي ترجح كفة النجاة لوطنك كله وليس هذا مبالغة ولا ثناء وإنما هو مسئولية نوجه نظرك إليها. . . وإننا معك يا بني أتمني أن أمزق روحي لك فداء وعونا وإنني والله لأفزع أحيانا عندما أتصور البلاد خالية منك ومن نفر قليل من زملائك المشائخ الأحرار )) هذه هي رسالة أبو الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري يشد علي يد قائدا ميدانيا مدافعا عن الثورة والجمهورية. وها هو الثائر المناضل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ثائرا ضد ظلم حكم الإمامة والاستبداد وضد قهر الضعفاء يقول في مذكراته (( كان لدي عزوف كبير عن الانشغال بالقضايا السياسية قبل أن تترسخ الثورة وينتهي العمل الميداني وكان همي من الثورة يتمركز في الجانب القتالي ومحاربه أعداء الثورة والمعارضين لها والعمل في الميدان للدفاع عن الثورة وترسيخها كان همي وشغلي الشاغل )). . . فقد قاد بالميدان قبائل حاشد في معارك كثيرة وفي كافة المناطق الشمال الغربية من اليمن. . وأيضا في جنوب شرق صنعاء. . وابلا بلاء كبيرا ومعه جيشه الشعبي ومشائخ كثر من قبائل (حاشد) في فك حصار السبعين للعاصمة صنعاء ودفاعا عن النظام الجمهوري منذ قيام الثورة. . حتى انتهاء المعارك في شهر يناير 1970م. . حيث تم مشاركته كقائد ميداني مقاتل شجاع قائدا لجيشه الشعبي الذي كونه من قبائل حاشد ومشائخها وكان طرف أساسي ورئيسي في إخماد مناصري الحكم الملكي الأمامي ودحر الملكيين. . وانتصار الثورة اليمنية والنظام الجمهوري علي الحكم الملكي الأمامي في المناطق الشمالية الغربية من اليمن وصنعاء. . . . . تابع بالعدد القادم غدا الحلقة الثالثة بعنوان (( الشيخ السياسي ).
نستقبل آأراء القراء للكاتب على البريد الالكترونيShukri_alzoatree@yahoo. com