كروان عبد الهادي الشرجبي
نعرفه كلنا رجل محترم يحبه الكل ويحترمه الصغير قبل الكبير فتجد الكل عنده يسأله ويستشيره في أغلب أمور الحياة، إضافة إلى ذلك بابه مفتوح لمن يدقه.
هو لديه من الأولاد ثلاثة ومن البنات ابنة واحدة، فأكبرهم ولد مطيع وهادئ وأخذ صفات والده التي غرسها فيه، أما الأوسط فهو ولد مشاغب مثير للمشاكل لا يحترم صغيراً ولا كبيراً كثير التشاؤم للكل حتى أباه.
فمن يراه لا يصدق أن هذا الولد هو ابن ذاك الرجل الذي لا يسمع له صوت.
نحن دائماً ما نكتب عن إنحراف الشباب وعن ضياع الشباب وأغلبنا عندما نكتب نرجع بعض أسبابه إلى الوالدين إما بسبب الطلاق أو بسبب الإهمال من قبلهما.
ولكن هنا هذا الشخص قام بتربية أولاده وعمل جاهداً على توفير كل الوسائل لهم أضف إلى ذلك أنه عمل على غرس الأخلاق الفاضلة فيهم والقيم والمبادئ، إلا أن ذلك لم يمنع أن يكون أحد أولاده غير سوي، ترى ما السبب وراء ذلك؟ باعتقادي أنه في بعض الأحيان ينجرف بعض الشباب وراء أصدقاء السوء وهم من يقومون بغرس أفكار بداخله عن الاستقلالية بالشخصية وعدم الانصياع لمن هم أكبر منه سناً.
فنجد شباباً غائبة عنه تماماً القيم وتسيطر عليه فكرة التحضر الشبابية التي تجعل من الشكل أهم بكثير من المضمون فنجدهم يقلدون ذاك ويجعلون منه قدوتهم ويقدمون مصالحهم الشخصية على الكل.
هؤلاء يوجد منهم كثير وكثير ويجرون معهم ضعاف النفوس، فهم برأيي على شاكلة واحدة وأنا أردت هنا أن أرفع الظلم عن كثير من الآباء الذين يبذلون أقصى ما لديهم من أجل أن يكون أولادهم مثل حسن وقدوة يقتدي بهم الآخرون.
فلذلك أقول لا تظلموا الآباء.