عصام المطري
* لقد مر على احتلال فلسطين ستون عاماً من غير أن يحرك الزعماء العرب ساكناً، فهذا احتلال فلسطين وتجويع أهلها وتقتيل الأطفال والشيوخ واعتقال المقاومين في عالم لم يراع الحريات والحقوق الشرعية ولم يعترف بحق الفلسطينين الذين ما زالوا يجاهدون من خلال المقاومة الفلسطينية المشروعة ضد الاحتلال اللعين الذي أكل الأخضر واليابس في هذا العالم الجريح.
ستون عاماً مضى على احتلال فلسطين وما زلنا نراوح مكاننا حيث الاختلاف والتباين بين الفصائل الفلسطينية وانعدام الوحدة فيما بينها، فالشارع العربي الفلسطيني منقسم من الداخل ويشكو من اضطراب وتقهقر في مختلف المجالات، إذ يعزم رفقاء السلاح الفلسطيني أن يبقوا منقسمين ومختلفين ولم يتركوا فرصة ومجالاً للحوار وتنقية الأجواء وتهيئة المناخات لحل فلسطيني يجمع بين مختلف الفصائل ويضم الجميع بين جوانح مشروع نهضوي تقدمي للأمة في فلسطين، فلقد نجحت السياسة العبرية التي قسمت الفلسطينيين إلى أشلاء وأذكت الخلاف فيما بينهم وأخفت روح المبادرة السليمة للم الشمل.
ستون عاماً على احتلال فلسطين والزعماء العرب لا يملكون ما يقدمونه للفلسطينيين، علماً بأنهم يستطيعون إذا أرادوا تقديم المزيد لتطبيب الجرح الفلسطيني، فالصراع مع المحتل الأجنبي الدخيل ليس صراعاً مع الفلسطينيين فقط، بل إن الصراع والاقتتال هو صراع واقتتال إسرائيلي عربي الأمر الذي يحتم على القيادات والزعامات العربية الإسراع في إخراج جيل قرآني رباني يدرك أبعاد الصراع مع المحتل الأجنبي وينكر احتلال فلسطين، وينكر التطبيع معهم أو التلاقي في أي نقطة خاصة السلام المزعوم الذي هو عبارة عن استسلام ليس إلا من الجانب العربي، فهذا أبسط ما يمكن أن يقدمه الزعامات والقيادات العربية من خلال إعداد مناهج ومقررات دراسية جيدة وممتازة، وعن طريق تفعيل دور المدرسة ودور المسجد في تربية النشء والشباب على خلق القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
فإذا أردنا القضاء على المحتل الأجنبي الدخيل علينا العودة إلى الإسلام، العودة إلى القرآن قال تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"، فنصر الله يكون بتطبيق شرعه وإعلاء كلمته، ففلسطين الجرح والعار على العرب والمسلمين على مر التاريخ، فلا يجب أن نترك فلسطين هكذا، بل يجب علينا أن نتحرك وأن نحرر الأراضي العربية والإسلامية في فلسطين.