محمد أمين الداهية
أيها الحكام العرب المتخاذلون، أيها الزعماء الأتباع، أيها الملوك الخاضعون ماذا تنتظرون؟ وماذا تتوقعون من التاريخ الذي لا محالة أنه قد سطر أسمائكم في صفحات البيع والإذعان؟ يا للخيبة والندامة، يا للعار، لم نجد من الزعماء العرب من يستنكر ويدين الأعمال الإجرامية الصهيونية البشعة بصدق إلا القليل، بل النادر، أي إذعان أجبركم على الصمت المذل عما يرتكبه المحتل الصهيوني من مجازر ومذابح لا يصمت عنها إلا خائناً منافقاً باع أرض الرباط ومقدساتها الكريمة للعدو الصهيوني الجبان؟ أيها الزعماء العرب هل كل الشعوب في العالم التي تؤيد القضية الفلسطينية ونصرة غزة على باطل وأنتم على حق؟ يا سيادة الزعيم حسني مبارك، هل تعرف شيئاً عن الغيرة العربية والشجاعة التاريخية التي كانت من أبرز صفات الزعيم الراحل جمال عبدالناصر؟ أين أنت من جمال عبدالناصر؟ لماذا ختمت وأنهيت حياتك بوصمة عار ستلقي كل تاريخك النضالي الذي سيصطنعه الإعلام مستقبلاً؟ ولكن بعد هذا الخذلان وهذا التآمر على الحبيبة غزة وأبنائها لن يستطيع الإعلام أن يطغى على الحقيقة، حتى وإن جعل منك بعد رحيلك زعيماً عربياً قومياً فالتاريخ كفيل بأن يقدمك للأجيال بحقيقتك ومواقفك المتخاذلة وعندها لا بد من المقارنة والتقييم بين جمال عبدالناصر ومحمد حسني مبارك، غزة لم تكن تريد منك دعماً مسلحاً أو إرسال قوات مصرية لمناصرتها، كل ما في الآمر وبما أننا أخوة ومن باب الواجب فتح معبر رفح وأنت تعرف جيداً ما معنى فتح معبر رفح بالأقل السماح وتهيئة الظروف للدول العربية المساندة كي تقدم ما تستطيع لإخواننا في غزة المصابة بالذعر والخوف، الخراب والدمار، القتل والتشريد الأطفال الذين يصرخون وتنهمر دموعهم خوفاً وحزناً وذعراً بما يجري في قطاع غزة ولما يعيشونه من رعب ما بعده رعب، ألا يحرك ذلك ولو جزءً يسيراً من الضمير الذي نخشى أن يكون قد مات؟ ورغم ذلك فليعلم الزعماء العرب المتخاذلون ولتعلم الدولة المعتوهة إسرائيل أنها أضعف مما نتصور نحن، وأن الشعوب العربية ثائرة وغاضبة إلى ما لا يتصورونه، وإذا سمحت الظروف فالمجاهدون الذين يعشقون الموت في سبيل الله أضعاف الدولة الصهيونية بكثير وقادرون على مسح وإزالة هذا الكيان الذي لم يكن موجوداً من الوجود، أيتها الحبيبة غزة إن الشعوب العربية والإسلامية معك قلباً وقالباً ومهجهم وأرواحهم فداءً لك أيتها الغالية، وإذا كان مبارك يستبعد هذا الشيء فليفسح المجال وسيرى هو والعالم هذا الوجود الصهيوني وهو يموت ويتقهقر ويزال إلى غير رجعة، أيتها الشعوب العربية العظيمة استمري في الغضب ومارسي الضغط على حكامك الذين يأبون مناصرة غزة وأبطالها، فبالشعوب العربية وبغيرها ستنتصر القضية الفلسطينية، ستنتصر غزة ولن نقول الموت لإسرائيل ولكن سنقول الله أكبر والموت للعملاء.
