نبيل مصطفى مهدي
لوحظ أن هناك طاقة في الشارع العربي ومنه الشارع اليمني، هناك طاقة غضب متفجرة لكن المهم كيف نوجه هذه الطاقة وضد من؟ فالغضب وارد ومفهوم، بل مطلوب ولكن ليشكل ورقة ضغط ضد إسرائيل والإسرائيليين.
إن ما جرى في عدن من اعتداء على القنصلية المصرية ومن قبل بعض الشباب المشارك في المسيرة الاحتجاجية المنددة بإسرائيل وأدى إلى مصادمات مع أجهزة الأمن لم يفعل شيئاً لفلسطين والفلسطينيين، وعملية التخريب والتكسير لم تؤدي إلى أي شيء سوى الخسارة والإحراج والإساءة وربما الفتنة وأيضاً ذلك لم يفعل شيئاً لا لفلسطين ولا للفلسطينيين ولم يكبد الإسرائيليين أي خسائر، وإذا كانت هناك خسائر فهي لنا نحن.
إن حركة الجماهير أن لم تنظم في عمل فعال فهي تصبح في الغالب ضارة، وحركة الجماهير التي انطلقت في الشوارع العربية يجب أن تتحول إلى ورقة ضغط حقيقية بحيث تكون فعالة ومؤثرة فيما يجري من محادثات وهي هامة تعكس وجهة نظر الشارع العربي ورأيه فيما يجري وهي بلا شك تحمي ظهر من يجلس إلى مائدة المفاوضات أما المقاطعة فالسؤال هو على من تقع مسؤوليتها؟
إن من يتصور أن غضب الجماهير العربية يمكن أن يدفع الحكومات لموقف مقاطعة هو تصور واهم في النهاية وحتى ما يمكن أن تتخذه الحكومات هو في النهاية محدود فمعظم الحكومات العربية تتصرف وفقاً لاتفاقيات وأوضاع راهنة ومصالح، لذلك فإن تحويل طاقة الغضب المتفجرة في الشارع العربي إلى ورقة ضغط حقيقية تقع في النهاية على كاهل المجتمع المدني والاتحادات والجمعيات هي في النهاية القادرة على أن تأخذ أي موقف لأنها ليست جهة رسمية وليست مكبلة بقيود الدولة الرسمية وعلاقاتها وخضوعها لاتفاقيات وتعهدات وغيرها، إن الجمعيات الأهلية والاتحادات هي التي تستطيع أن تنظم هذه الطاقة المهدرة في الشوارع العربية وتحولها إلى ورقة ضغط حقيقية وأي مقاطعة فعلية يمكنها بالفعل أن تؤتي ثمارها.
إن حركة الجماهير يمكنها أن تكون مؤثرة بكل تأكيد على ألا تهدر أو تتحول لتضرب نفسها، بل إن هذه الحركة أن لم تنظم يمكنها أن تكون ضارة لنا بل تستغل ضدنا ولضربنا والدليل على ذلك ما رددته وسائل الإعلام العربية والأجنبية عن واقعة الاعتداء على القنصلية المصرية وتكرار عرض ذلك إن هذا قد لا يشكل شيئاً أمام المجازر الإسرائيلية وقتل الأطفال العرب لكنه للأسف ربما استغل كورقة ضغط ضدنا.
لذا فإن علينا حقاً أن نعلم ما نفعله وأن نخرج غضبنا في المسار المحدد له وأن ندرك حقاً أن الغضب وارد ومفهوم ولكن لكي يستغل كورقة ضغط ضد إسرائيل والإسرائيليين وليس ضدنا والله من وراء القصد.