عماد زيد
يا لنسيبة الانتظار، ويا لمطلق الغياب، هكذا حالنا مع غزة.
حصار مستمر، طائرات تقصف، موت يجوب الطرقات والمنازل، الكل بالع ريقه حول ذلك.
مجزرة ترتكب، مشهد عامر بالأسى، ولكن أنى لأحد بالإغاثة.
الزعماء العرب يطالبون بعقد قمة "عبرية" عفواً أقصد عربية، ولا نعلم الغاية منها هل لقراءة الفاتحة أم لتبادل نخب الخطيئة.
اعتقد أن على جميع الأنظمة العربية أن تنكس أعلامها، تعبيراً عن واقعها، تعبيراً عن انتكاستها، تعبيراً عن تهاوي إرادتها السيادية.
أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر في لقاءه مع الجزيرة نهار السبت أشار إلى أن الحكومة المصرية بعد التقاءها ب "ليفني" تبادلت الاتصال مع مسؤولي حماس حول إحجام إسرائيل عن مهاجمتهم خلال ال "48" الساعة القادمة، ليحدث العكس الأمر الذي ينم عن تواطؤ مصري على تلك المجزرة، هكذا عبر مستثنياً من ذلك موقف الشعب المصري الأبي مما جرى!!
يترعني التساؤل. . هل الأنظمة العربية تعبر عن آراء شعوبها؟ أن كانت كذلك فلماذا نرى العكس؟ وإن كانت لا تعبر فلماذا تنادي بكونها تستمد شرعيتها من تلك الشعوب؟
اعتقد أن هذا التناقض السافر يختزل في معانيه مفهوم الديمقراطية العربية.
أقول إلى الآن أكثر من "350" شهيداً والآف الجرحى حسب مصدر من حماس ولا زالت الغارات تتواتر بين حين وآخر.
في وقت لم نر فيه موقفاً عربياً "استثنائياً" موقفاً لا يمكن وصفه بالاعتيادي، وكأن ما نشاهده جزء من مسلسل عبثي هوليودي.
حماس هذه الجماعة الجهادية أعني الحكومة الشرعية للشعب الفلسطيني، كعادتها تثبت للعالم معنى الإرادة، معنى الإيمان بالقضية، معنى النضال.
حكومة تم حصرها في قطاع غزة كيما يتأت الوقت لتصفيتها بمباركة من قبل حكومة عباس الموغلة بعبريتها، وتجنيها على شرعية المقاومة.
حكومة تصف مقاومة حماس بكونها "لعب عيال".
هذه المقاومة التي تعبر عن خيار الشعب الفلسطيني وإرادته تجاه ما يلاقيه من ظلم وحصار وقتل من قبل آلة القتل الإسرائيلية.
مصطلح المقاومة لعل صداه يفزع حكومة الكيان الغاصب، ويتناقض أيضاً مع مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي من ضمن أهدافه، نزع السلاح من كافة الفصائل الفلسطينية، واستبدالها بالسلاح الشخصي المتمثل ب "العصا".
ولا نعلم حينها هل سيعد سلاح "العصا" من ضمن الأسلحة المهددة لأمن إسرائيل؟
هل يمكن اعتبار "العصا" حجة كافية لقيام إسرائيل بهجماتها الوحشية حينذاك؟
هل سيعقد مجلس الأمن جلسة طارئة بشأنها؟
تساؤلات كثيرة قد تكون الإجابة عنها "ربما".
emadk 325 @ yahoo. com