شكري عبدالغني الزعيتري
الشيخ السياسي
الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر (رحمة الله تعالي واسكنه فسيح جناته ) تأثر أكثر ما تأثر ومنذ وقد مبكر من العمر بان اندفع نحو السياسة وكثائر مقاتل فيما بعد ضد الحكم الأمامي المستبد بالنقيب محمد علي بدوي فارع.
إذ كان لهذا الرجل الأثر البالغ في نفس الشيخ لما سمعة منه ورواه له من قصصه الكثيرة يوم جاء إليهم عائدا من عدن بعد ما كان قد ولي هربا من الإمام إلي عدن ليلحق ثائرا ضد حكم الإمامة بزملائه النعمان والزبيري وانضم إلي حزبهما ونضالهما واستقر في عدن لفترة ثم عاد إلي الشمال متخفيا حتى وصل إلي حصن حبور والي منزل والد الشيخ عبدالله وحين كان والد الشيخ مسافرا غائبا عن المنزل كان الشيخ وفي صغر سنه المسئول عن العائلة والمنزل فاستقبل الشهيد النقيب وجالسة وسمع منه قصصه وتأثر بها سياسيا إذ قال الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وكما جاء علي لسانه : (( اعتبرت وصول هذا الرجل يقصد النقيب محمد علي بدوي فارع وانفرادي به وسماعي إليه والي الكثير من قصصه قبل عودة والدي في غيبته غزوا سياسيا مبكرا بالنسبة لي )). . . وقد جاء خوضه في العمل السياسي بعد قيام الثورة وبعد الضغط عليه رحمه الله تعالي من قبل كبار قادة الثورة الأحرار بالمشاركة في العمل السياسي. . إذ قال الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وكما جاء علي لسانه : (( (( لم يكن عندي نزوع إلي العمل في المجال السياسي أو الاشتغال به أبدا ولكن القادة الأحرار الأستاذ /محمد محمود الزبيري والقاضي/ عبدالرحمن الارياني والأستاذ احمد محمد نعمان والأستاذ محمد محمد نعمان والأستاذ / عبدالملك الطيب والقاضي / عبدالسلام صبره وغيرهم من العناصر المثقفة من الرعيل الأول الذين كان لهم ادوار سياسيه قبل الثورة وبعدها هم الذين دفعوني إلي هذا الميدان رغما عني وأقنعوني واقنعوا الكثير من الذين كان دورهم مقتصرا علي الميدان من المشائخ والعسكريين )). . وقد عين عضو في مجلس الرئاسة الذي شكل بعد قيام الثورة مباشرة ومن ثم اسند له أول عمل تنفيذي حكومي بتعينه وزيرا للداخلية عام 1964م 1965م وفي أول حكومة شكلت بعد قيام الثورة وكان تعينه جبرا رغم عدم رضاه لأنه كان يري حاجة الميدان للدفاع عن الثورة أحوج لجهوده ولتواجده فيه محاربا مدافعا عن الثورة والنظام الجمهوري ضد الملكيين وتوالي تعينه وزير للداخلية لدورتين إضافية واسهم في الإعداد والتنظيم لعدة مؤتمرات وطنية مثل مؤتمر (عمران ) والذي عقد في 2/ 9/ 1963م والذي كان هدفه تنظيم العلاقة مع مصر لتصحيح مسار الثورة إذ وصل الأمر إلي الانفلات بعد التدخل السافر في حياة الناس وحرياتهم من قبل قادة بالجيش المصري. . و الإعداد والتنظيم لمؤتمر ( خمر ) والذي عقد في 2/ مايو 1965م والذي كان هدفه الحد من التدخل لقادة الجيش المصري في الشئون السياسية والاقتصادية والاجتماعية المدنية بعد أن أصبح قادة الجيش المصري يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة. . . و شارك في مؤتمر (الطائف ) والذي عقد في 12 / أغسطس 1965م إذ بعد تشكيل حكومة مؤتمر خمر بشهور قليلة وبرئاسة الأستاذ / احمد محمد نعمان حتى حصل رد الفعل من المصريين والسلال بمضايقة الحكومة والعمل ضد قراراتها واستدعاء قادة الحكومة المشكلة إلي القاهرة و تم اعتراض الرئيس الراحل جمال عبدالناصر علي تعيين الأستاذ محسن العيني وزير للخارجية لأنه بعثي الانتماء السياسي كما كان مفهوم لدى الرئيس جمال عبدالناصر الذي هدد حينها الحكومة عندما حاول النعمان إقناعه أن العيني ليس بعثي فصمم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر علي استبعاد العيني وهدد بسحب قواته من اليمن ما لم يتم استبعاد العيني من حكومة النعمان وهذا الضغط أدي إلي تقديم حكومة النعمان استقالتها أو إقالتها بالمعني الصحيح لضغط تم ممارسته من قبل جمهمورية مصر وكان رد فعل تجاه هذا التدخل المصري وهذه الممارسات أن ذهب عدد من المشائخ الجمهوريين إلي الطائف وعدن ووصلت وفود المعارضة لتلك التدخلات لقادة الجيش المصري إلي بعض الدول العربية ومنها الوفد الذي ترأسه القاضي عبدالرحمن الارياني الذي قام بزيارة الكويت وسوريا ومصر وغيرها بعقد مؤتمر الطائف في 12 / أغسطس 1965م بين مشائخ وزعماء من الصف الملكي والمشائخ الجمهوريين المعارضين لتدخل للمصريين في كل شي بالشئون اليمنية امتدت لأكثر من مساندة الثورة اليمنية عسكريا. . . و شارك في مؤتمر (حرض ) والذي عقد في 26/ نوفمبر 1965م والذي كان هدفه الصلح بين الجمهوريين المعارضين للتدخلات المصرية والجمهوريين المساندين للتدخلات المصرية ورغيه السعودية في إشراك مشائخ وزعماء من الصف الملكي في شئون الحكم الجمهوري وكان المؤتمر تحت رعاية مشتركة من مصرية وسعودية. . . وقد شارك الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر في جميع تلك المؤتمرات وقد كان محطة الصلح بين الجمهوريين المعارضين للتدخلات المصرية والجمهوريين المساندين للتدخلات المصرية. كما ساهم في تحقيق المصالحة الوطنية أوائل سنة 1970م وشارك في المؤتمر الإسلامي بجده والذي تمت المصالحة تحت مظلته. وانتخب عام 1969 م رئيسا للمجلس الوطني الذي تولي صياغة الدستور الدائم للبلاد. وانتخب رئيسا لمجلس الشورى عام 1971م حتى تعليق العمل بالدستور وإغلاق المجلس عام 1975م. وعين عضوا في المجلس الاستشاري الذي تم تشكله عام 1979م. وكان من أعمدة قيام الوحدة اليمنية التي اشترك في تحقيقها وعمل علي حمايتها وعقب إعلان الوحدة وإقرار التعددية الحزبية ودعما منه لدولة المؤسسات المدنية والديمقراطية والتعددية الحزبية في البلاد تبني الدعوة لتأسيس وقيام حزب التجمع اليمني للإصلاح واختير رئيسا للهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح بعد تأسيسه. وانتخب يوم 15/5/ 1993م رئيسا لأول مجلس نواب منتخب في ظل الجمهورية اليمنية الموحدة. وأعيد انتخابه يوم 18/ 5/ 1997م رئيسا لمجلس نواب وللمرة الثانية. وللمرة الثالثة انتخب رئيسا لمجلس نواب عام 2003م. وعمل دوما علي إزالة فتائل الافتتان والاقتتال مع الأشقاء بالسعودية لأسباب حدودية إذ كان يمثل جسر التواصل ومبعث الود بين زعماء وقادات باليمن وملوك وأمراء بالسعودية عند اشتداد المصائب واشتعال بؤر الافتتان وذلك ليجنب الشعبين ماسي الاقتتال واسهم في تارة في تخفيف التوترات وتارة أخري في وإزالتها والتي كانت تطفوا علي العلاقات اليمنية السعودية وخاصة حول الاتفاق علي مواضع وأماكن جغرافية لترسيم الحدود اليمنية السعودية بمحاولاته المستمرة لتقريب وجهات النظر حتى تم التوصل إلي اتفاقيات سلمية لترسيم الحدود و علي أساس لا ضرر ولا ضرار. . كما قام بتوثيق علاقات مجلس النواب اليمني وعلي مدي الدورات الرئاسية الثلاث التي تولها لرئاسته لمجلس النواب بعد تحقيق الوحدة اليمنية ومع العديد من البرلمانات العربية والإسلامية والدولية من خلال زياراته المتعددة لتلك البرلمانات ورؤوسها في بلدانه. . ودعوة العديد من رؤساء برلمانات لدول خارجية لزيارة اليمن لتوثيق العلاقات والاستفادة من خبرات الآخرين الديمقراطية والبرلمانية. . وكان يتصف بالحنكة السياسية والشجاعة في طرح آراءه لزعماء وقادة سياسيين لدول عظمي فها هو سفير اليمن السابق في روسيا الأستاذ / احمد فرحان العطاب يقول عن الشيخ عند زيارته لروسيا ومقابلته لكبار قادتها :(واذكر علي سبيل المثال وليس الحصر أحاديث الشيخ الصريحة مع المسئولين الروس أثناء الزيارة التي قام بها إلي موسكو عام 1996م علي رأس وفد برلماني بدعوة من مجلس الدوما وكنت أنا ممثلا عن سفارتنا اليمنية في موسكو وإذ كنت احضر المباحثات كسفير لليمن في روسيا وهي ضمن مهامي الدبلوماسية حين قابل رئيس مجلس الدوما (جينادي سليزنوف ) وعند لقاء نائب رئيس الوزراء الروسي وأيضا عند لقاءه وزير خارجية روسيا (يفجيني بريماكوف ) قال لهم وبكل صراحة وكان يحمل بعد نظر عميقه خلف ذلك القول يومها إذ قال لهم الشيخ (( إن روسيا يجب أن لا تترك الموقع الذي كان يحتله الاتحاد السوفيتي السابق كدولة عظمى لقطب واحد هو الذي يتحكم بالعالم فقد كان الاتحاد السوفيتي يشكل توازنا بين القطبين في العالم ومن ثم لا بد وان تعود روسيا لهذا الموقع لتحافظ علي هذا التوازن في الساحة الدولية. . وأضاف الشيخ قائلا حينها : إن العودة إلي نظام الاقتصاد الحر والي الانفتاح الاقتصادي والسياسي لا يبرر تخلي روسيا عن موقعها العالمي كدوله عظمي فإمكاناتها المادية والبشرية تؤهلها لاستعادة الموقع العالمي الذي لا يجب أن ينفرد به قطب واحد وكان يقصد بهذا القطب الواحد الولايات المتحدة الأمريكية )). . كما كان الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر 0رحمه الله تعالي ) مدافعا عن القضايا العربية والإسلامية و خاصة مسانده كاملة غير منقوصة أو مشروطة للقضية الفلسطينية إذ قال أيضا الشيخ في زيارته لروسيا تلك ولأولئك المسئولين الروس ((يجب أن تضطلع روسيا بدور عالمي وخصوصا في مجلس الأمن الدولي للأمم المتحدة عموما وبالذات ما يتعلق بإرغام إسرائيل علي الانسحاب من الأراضي الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة عام 1967م )). . هكذا كانت مواقفه وآراءه الصريحة مع قادة دول خارجية لا يخشى لومة لائم
نستقبل آراء القراء للكاتب على البريد الالكترونيShukri_alzoatree@yahoo. com