عصام المطري
لقد كان الشارع التربوي والتعليمي قبيل الوحدة المباركة متعطشاً إلى تشكيل نقابة تربوية تقوم بتمثيلهم أمام السلطات اليمنية وتدافع عن حقوقهم المسلوبة والمهضومة، فتعالى الصراخ واستجاب الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله لتلك المطالب وتم تشكيل لجنة عامة تحضر للانتخابات في المحافظات الشمالية قبيل وحدة الوطن، وأعدت اللجنة التحضيرية للانتخابات وشاركت مختلف القوى السياسية المتسترة في ذلك الحين، وجرت انتخابات شفافة ونزيهة شاركت فيها أنا، وكان أن سيطر الإخوان المسلمون على الفوز بهذه النقابة لأنهم كانوا الأقرب من الجماهير الذين أحبهم الناس.
وتكونت بذلك نقابة المعلمين اليمنيين التي كانت في جميع المحافظات وفي أمانة العاصمة تركيبة "إخوانية" من الطراز الأول، وأشرفت على تلك الانتخابات الوزارة المعنية بوزارة الشؤون الاجتماعية، كما أشرف عليها المحافظون في ذلك الوقت، وكان أن أصدر الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية رعاه الله قراراً تنظيمياً بتصعيد الهيئات الإدارية في المحافظات، وفي النقابة العامة إلى المؤتمر الشعبي العام، وجاءت الوحدة ولدينا نقابة تربوية والأخوة في الحزب الاشتراكي كان لهم نقابة هي نقابة المهن التعليمية والتربوية.
* لقد ظل الوضع النقابي التربوي مشطراً للغاية، وكانت هنالك مبادرات حثيثة من قبل النقابة العامة للمعلمين اليمنيين لتوحيد العمل النقابي التربوي في كيان واحد إلا أن الأخوة في نقابة المهن التعليمية والتربوية كانت تصر على بقاء الحال كذلك مشطراً، وكان الأخ نقيب المعلمين اليمنيين حينها الأستاذ/ أمين علي أمين يقدم المبادرات تلو المبادرات، وأنا حينها كنت سكرتيراً عاماً في النقابة العامة للمعلمين اليمنيين، وشهدنا لقاءات كثيرة في تعز بين قيادتي النقابتين وكانت نقابة المهن التعليمية والتربوية تنكث العهود وتستمر في التشطير حتى أدانتها جميع القوى السياسية بما فيهم المؤتمر الشعبي العام إثر لقاء بالتنظيمات السياسية في منزل الأخ الكريم عبدالله عبدالإله، وهكذا ظل العمل النقابي التربوي مشطراً للغاية ولا يتمتع بالوحدة.
* ومما زاد الطين بلة هو تبني المؤتمر الشعبي العام عن طريق جهاز المخابرات تشكيل نقابة جديدة تابعة للمؤتمر الشعبي العام أطلق عليها "باتحاد التربويين"، فخيم الظلام على العمل النقابي التربوي فلم يأت "اتحاد التربويين" عبر انتخابات نقابية كما تم تشكيل نقابة المعلمين اليمنيين الشرعية ونقابة المهن التعليمية والتربوية في الجنوب، ذلك أن "اتحاد التربويين" كان عبارة عن مجموعة من رجال الأمن السياسي العاملين في الحقل التربوي، واستمر الحال على ما هو عليه مراشقات سياسية وإعلامية بين النقابات الثلاث، ولم يحصل المعلم على حقوقه كاملة بفعل شق عصا الوحدة في البنيان التربوي والتعليمي، وتمزيق وحدة الصف الواحد، فشهدت اليمن العديد من الفعاليات النقابية، وكانت السلطة ممثلة بوزارة التربية والتعليم تقف مع "اتحاد التربويين" حتى قامت الحرب الطاحنة في صيف عام 1994م، فمورس الضغط على بعض القيادات النقابية التي تمثل نقابة المهن التعليمية والتربوية التابعة للحزب الاشتراكي اليمني الذي هزم في الحرب وأعلن عن دمج نقابة "اتحاد التربويين" الغير شرعية" مع نقابة المهن التعليمية والتربوية، وظهر كيان جديد في الساحة التربوية هو نقابة المهن التعليمية والتربوية المدعومة جداً من الأمن السياسي والأمن القومي.
* ونحن نقول هنا بأن نقابة المعلمين اليمنيين نقابة شرعية، وتزاول أعمالها ولها قاعدة جماهيرية كبيرة في الشمال والجنوب إلا أنها تتعرض لبعض المضايقات مثل عدم اعتماد الخصم القانوني من المعلمين والمعلمات والتربويين والتربويات الذي يعد اشتراكاً شهرياً والضغط عليها بأنها نقابة غير شرعية، ونحن نقول من على صدر صفحات هذا المنبر الحر المستقل بأن نقابة المعلمين اليمنيين هي نقابة شرعية بجميع الأدلة الدافعة، وهي النقابة الوحيدة التي تمثل القطاع التربوي والتعليمي، فعلى الأخوة المعلمين والمعلمات والتربويين والتربويات مناصرة الحق بالالتفاف حول النقابة الشرعية نقابة المعلمين اليمنيين التي كانت تتلقى الدعم الكبير من قبل الوالد المجاهد الشيخ/ عبدالله ابن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب تغشاه الله بواسع الرحمة والمغفرة.
* نداء عاجل إلى قيادة نقابة المعلمين اليمنيين:
أيها الأخوة النقابيون في قيادة نقابة المعلمين اليمنيين اصبروا وصابروا ورابطوا فأنتم الممثل الشرعي والوحيد لقطاع التعليم والتربية، فأنتم جئتم من خلال انتخابات شفافة حرة ونزيهة، فهم يريدون الانقلاب عليكم كما انقلبوا على حرية "حماس" بشرعية، وأنا شخصياً متعاطف معكم رغم انتمائي للمؤتمر الشعبي العام، فنقابة المهن التعليمية والتربوية هي نقابة الأمن السياسي والأمن القومي ولا تمثل المؤتمر الشعبي العام، فأنا ومن خلال هذا المبنى الحر الشامخ ادعوا إلى انتخابات سريعة في الوسط التربوي والتعليمي تشارك فيها مختلف القيادات التربوية والتعليمية ونتحصل من خلال تلك الانتخابات على نقابة قوية مثل نقابة المعلمين اليمنيين التي تستمد قوتها من قوة جحافل المعلمين والمعلمات والتربويين والتربويات في القطاع التعليمي والتربوي الواسع، فلا يعرف اليأس إلى قلبكم طريقاً، وتلذذوا بالحرب التي تشنها عليكم بعض القنوات الرسمية، فهم لا يريدون الديمقراطية، فمتى أتى بانتخابات حرة ونزيهة هذا مصيره من التهميش وعدم التعاون معه، فأنا شخصياً أطالبكم بالاستمرار وأحيي الشورى التي تتمثلونها في انتخابات قيادات الفروع وقيادة النقابة العامة.
وأخيراً:
وأخيراً وليس آخراً أوجه دعوة إلى الأخوة في نقابة المهن التعليمية والتربوية وعلى رأسها الرئيس الفخري العميد/ يحيى محمد عبدالله صالح في أن تتبنوا المبادرة التربوية والتعليمية لتوحيد النقابات التربوية ويأخذونها في عين الاعتبار، فمن المصلحة العامة توحيد القطاع التربوي والتعليمي المتنازع المتشاجر فمن الحرام أن يبقى للمعلم وللمعلمة اليمنية أكثر من نقابة، فلا للتعدد النقابي في الوسط التعليمي والتربوي، وعلينا أن نتحد ونكسر شوكة الهيمنة والوصاية والتسييس للعمل النقابي التربوي، فمصلحة القطاع التعليمي والحقل التربوي أن تتوحد نقاباته بإجراء انتخابات سريعة وآنية فلقد تمكنا من توحيد وطن ونعجز في توحيد نقابة متخصصة وهذه أيضاً رسالة أوجهها إلى فخامة الرمز/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام أطالبه فيها بسرعة حل جميع التكوينات النقابية وتشكيل لجنة تحضيرية لانتخابات جديدة فنحن قد ضجرنا من الانشطار.