كروان عبد الهادي الشرجبي
حاولت مرات عديدة أن أكتب موضوعاً عن السنة الجديدة وعن أمنياتنا في السنة الجديدة التي هلت علينا ولكني أجد قلمي عاجز عن كتابة الموضوع لأن السنة الجديدة لم نشعر بطعمها لأن أفواهنا مليئة بطعم المرارة وأمنياتا لم تستطع أن نتحدث عنها هذا ليس تشاؤماً مني ولكن الواقع المرير المفروض أشعرني باليأس والعجز.
فكيف لي أن أتمنى وأتمنى وأنا أرى أبسط الأمنيات لا تتحقق أمنيات شعب أراد العيش بسلام لا يريد من أحد شيئاً سوى أن يعيش بسلام أطفال يقتلون ببشاعة ووحشية ونساء تطمر تحت الأنقاض وشباب تتطاير أجسادها.. لماذا؟
أوليس الشعب الفلسطيني شعباً عربياً؟ أليست دمائه الطاهرة الهادرة هي دماء عربية؟ أليس من حق هذا الشعب أن يدافع عن عزته وكرامته وأرضه المسلوبة والمنهوبة من قبل الغزاة البرابرة الطامعين؟
لا أسأل الأسئلة لأني لا أعرف الإجابة ولكن لأني أريد من يفهمني ويرد على أسئلتي فأنا أرى وأتابع كل ما يجري على أرض غزة الطاهرة وأرى المظاهرات من كل الشعوب في بقاع العالم خرجت مستنكرة لما يجري في غزة وفي الوقت ذاته أرى صمتاً عربياً رهيباً على مستوى الحكام وأصحاب القرار وكأن الكل اتفق على مبدأ الصمت وعدم الكلام.
صحيح أن بعض الدول قامت بإنشاء جسور جوية لإغاثة الجرحى ونقلهم إلى دولها لمعالجتهم ولكن ذلك بنظري نوع من التكفير عن الذنب؛ لأن سكوت حكام الدول العربية عما يجري كان بمثابة الضوء الأخضر لاستمرار العدوان فلم تكلف أي دولة عربية نفسها للسعي من أجل وقف نزيف الدم، علماً أننا نرى مساعٍ تركية تجلت بزيارة "أدوغان" لبعض الدول العربية لإيجاد حل.
عفواً تذكرت أن العرب اتفقوا على إحالة الموضوع إلى مجلس الأمن، ومجلس الأمن أمر بوقف الاعتداء على إسرائيل من قبل حماس.
لم أكتب العبارة خطأ هذه هي الحقيقة المرة أصبحت حماس هي المخطئة هي البادئة هي الإرهابية هي الشماعة التي تعلق عليها أخطاء الضعفاء وأصحاب الضمائر النائمة.. فيا أمة العرب شيئاً من الغضب.