;

سلامُ عليك يا غزة حتى مطلع النصر 998

2009-01-05 04:52:59

رياض الأديب

أضحى من المقرر أن يصل صباح اليوم ( الاثنين ) الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للمنطقة للمباحثات عملية السلام و الهادفة إلى وقف المجازر الوحشية التي تمارسها قوات الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني العزل .

أقول إن التعويل على الرئيس الفرنسي في إيقاف تلك المجازر يعد مضيعة للوقت خاصة في ظل الإخفاقات التي مني بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أوردغان و الذي أستقبله العدو الصهيوني بإعلان بدأ الاجتياح البري على غزة ..

ثمة مواقف نثمنها لكل من رئيس الوزراء التركي و الرئيس الفرنسي و مساعي الاتحاد الأوربي و أيضا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة على جهودهم التي يبذلونها لأجل إيقاف هذه المجازر الدموية .

الحقيقة أن تحرك هؤلاء الزعماء و معهم أيضا دعاة السلام من الإسرائيليين ما كان ليتم لولا صحوة الضمير الإنساني الذي قارع قلوبهم و هم يشاهدون كيف تزهق الأطفال و النساء و الشيوخ بدم بارد من قبل أعداء الأمة و السلام .

التحركات الغربية لن يعول عليها الشارع العربي الغاضب كثيرا كونها لن تأتي ثمارها في المنطقة خاصة في ظل الهيمنة الأميركية والإسرائيلية على مجلس الأمن , ليبقى الأمل معقوداً على تحرك عربي جاد في إنقاذ المنطقة من حرب ستترك أثارها ولعناتها على مدى التاريخ لكل من تساهل معها.

و بالعودة إلى التحركات الغربية التي تندد بالعدوان الإسرائيلي هنا و هناك بفعل الضمير الإنساني والغضب الشعبي الجامح فأنها تركت أثارها في المنطقة بغض النظر عن نجاحها و ذلك بالمقارنة مع القيادات العربية الفاسدة التي خانت دينها و عرضها بغرض من الدنيا قليل , إن هذه القيادات الرثة لو تحركت بما تمليه عليها شعوبها لكانت هناك تحركات غربية جادة لإيقاف أبشع مجازر التاريخ المعاصر , و لكن ما الذي يتوقعه الشارع العربي من الغرب في إيقاف تمادي إسرائيل في ظل صمت عربي بل بمساعدة عربية و تخلذل مشين ..

حماس أراد الله لها أن تكون حاملة رايه الإسلام و الدافعة عن المقدسات الإسلامية و الكرامة العربية في وجه أعتى قوة في المنطقة جعلت حكامها - أي الدول العربية - يشجبونها نهاراً بينما ينحرون لها القرابين ليلاً بغية رضاها.

الأيام القادمة لن تكون سهلة على الفلسطينيين و لا حتى على الجيش الإسرائيلي و هو ما تؤكده قيادات الجيش نفسه و ذلك أن العدو الصهيوني سيحاول - و أنا أقول هنا سيحاول - أن يعيد ماء الوجه لقواته التي لا تقهر بعدما مرغت أنفها المقاومة اللبنانية في التراب في جنوب لبنان , إسرائيل ستحاول بشتى الطرق و كل السبل أن تعيد الثقة إلى نفوس جنودها بقدراتها العسكرية التي لا تقهر في نظرات القيادات العربية بينما هي لدى حماس أهون من جناح ذبابة .

تفاخر الإسرائيليين لم يصمد طويلا حينما اخترقوا ترددات قناة الأقصى الفضائية لتعاملهم حماس بالمثل حين اخترقت اتصالات الجيش الإسرائيلي و تخاطبهم بكلمات زلزلت الأرض تحت أقدامهم و ربما هو ذات الأمر الذي دعا بعض المهفوفين إلى القول بأن الحرب في المنقطة بين قوتين متكافئتين .

القصف الوحشي الذي تمارسه قوات الاحتلال من البر و البحر و الجو لم يزد المقاومة الحمساوية إلا صمودا و قوة و عزة و إجلالاً, أنهم جنود الله في الميدان و إلا ما معنى أن تحافظ حماس على إطلاق صواريخها من غزة رغم الضربات المستمرة من جانب قوات الاحتلال علاوة على الطائرات الاستطلاع و التجسس و الحربية .

تقارب عدد إطلاق الصواريخ الفلسطينية على العدو الصهيوني مع عدد الشهداء الفلسطينيين و الذي قارب 500 شهيد حتى يومنا هذا و في ذلك حكمة من المولى عز و وجل و ما رميت إذ رميت و لكن الله رمى.

إن مما لا يدع مجالا للشك أن الحرب ليس بين قوات متكافئة و إنما هي بين أعتى قوة في الأرض و رجال أختارهم الله ليكونوا ملائكة أهل الأرض فكانت ضاربتهم الموجعة للجيش الاحتلال بمجرد أن أقترب من غزة , أنهم أبطال العروبة و عزة غزة و الإسلام رغم أنوف الأنظمة الخانعة و الفاسدة التي ألحقت العار و الخزي بالأمة و فتحت لنفسها صفحات سوداء في كتب التاريخ ستظل لعنات الأجيال القادمة تصب عليهم حتى يرث الله الأرض و من عليها .

لن آذن لقلمي أن يكتب كل ما يجول في خاطره عن موقف القيادة المصرية من معبر رفح و لا عن وزير خارجيتها المشئوم حين أعلنت ليفني وزيرة الخارجية الصهيونية عن اجتياح غزة من جانيه , لأني و بصراحة أود أن أحافظ على بريق قلمي , إلا أني و بذات الوقت أكن للشعب المصري كل الاحترام فهو الشعب العظيم و هو قاهر الفرنجة في الحروب الصليبية و التتار في الحروب المغولية و أنه لقادر على قهر مصاصي دماء القرن الواحد العشرين وذلك بعد أن يتحرر من أنظمتهم الهزيلة و إني لأرى النصر آت من مصر العروبة و التاريخ و جمال عبدالناصر .

إن حقوق الإنسان المغتصبة في غزة و الدماء لن تذهب هدرا حسب ما وعدت حماس و أنها لتعني ما تقول و ستدمر بإذن قوات الاحتلال الصهيونية مع عدتها و عتادها , و كما هي عادة الجيش المهزوم الذي لم يتعض من الدروس السابقة سيحاول إخفاء كل الحقائق حول عدد قتلاه و هزيمته لكي لا تلحق الصدمات النفسية بجيشه و العار بقوته الضاربة و ما أعترافه بقتل و إصابة بعض جنوده في اجتياح غزة ما هو إلا أول بشائر النصر.<

 

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد