عبدالباسط الشميري
بعدما شاهدناه من جرائم وانتهاكات يقوم بها جيش الاحتلال الصهيوني وخلال الأيام الثمانية الماضية في غزة لم يعد أمامنا إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل في حكام العرب، حسبنا الله ونعم الوكيل على أميركا وزبانيتها، حسبنا الله ونعم الوكيل على كل من يشاهد ويتابع ولا يستنكر مثل هذه الأفعال والجرائم، ثم ماذا بقى لدعاة حقوق الإنسان ودعاة الحرية والديمقراطية أن يقولوا بعد هذه المشاهد الدامية؟ بأية لغة سيخاطبوننا؟ أكثر من مائة طفل ذهبت أرواحهم فداء لغزة ومثلهم نساء وضعف العدد شيوخ وضعف ذلك شباب وأضعاف أضعاف أعدادهم جرحى والصمت يلازم هذا العالم الأعور وليت الصمت كان سيد الموقف بل هناك من يتفوه بما هو أقذع وأدهى وأمر، نعم هناك من يشرعن للعدو إبادة الأشقاء ويغلق الأبواب وفوق هذا وذاك يدعي زوراً وبهتاناً أن من حق القتلة مواصلة ذبح الأشقاء وبدم بارد ياه كم نحن جبناء؟ كم نحن غثاء؟ كم نحن متخاذلون؟ بعد كل ما شاهدنا من خبث ولؤم لا اعتقد أنه يحق لنا أن نقول لمجلس الأمن الأميركي لماذا لا تتدخل؟ بعد كل ما شاهدنا من أخوة لنا لا اعتقد أنه بمقدورنا أن نلوم واشنطن على مواقفها أو الاتحاد الأوروبي الذي سقط أحد مسؤوليه أمس بالقول أن ذبح وقصف وتدمير أبناء هذا الشعب المسكين هو دفاعاً عن النفس... يآه والوقاحة! وليت الأمر قد توقف عند هذا الحد، بل هناك من يتحدث عن محاور وأجندات، وأية أجندات أو محاور تجيز كل هذه الجرائم؟ بل أية لعنة أصابتنا أيها العرب؟ حتى لو تحدث المواطن وبحرقة على ما يجري يقال له أنت مع حزب الشيطان الأصغر وحتى إبليس نفسه لو قدر له أن ينطق لوصف الوضع في غزة بالكارثة أن عمليات فرز واصطفاف يراد له أن يكرس الآن هو سخف وجريمة وقبح وزيف وظلم لا يغتفر الوضع لم يعد يحتمل أن نتحدث عن محاور وأجندات كل ما يجري يوحي بدمار وموت أسود لهذا الشرق الذي لن تقوم له قائمة أن استطاعت الست ليفني أن تكمل مسيرة الذبح كل شيء كنا نتوقعه إلا أن يغلق معبر رفح ويرفض الأشقاء في مصر إدخال الدواء والغذاء ويغاث الناس؟ كل شيء كنا نتوقعه إلا أن تصل الأمور بنا كعرب إلى هذا المربع الخطير..
وأخيراً وللذكرى فقط أحد القادة العرب الذي يشرعن القتل والموت اليوم في غزة تحت مبرر أن للاحتلال حق كان في أغسطس عام 1990م قد قال وحرفياً يحق لمن احتلت أرضه أن يستعين بالشيطان أن أمكن ذلك لاستعادة أرضه!
صحيح أن الاستعانة بالشيطان الأكبر ليس خبثاً بل رجساً من عمل الشيطان لكن هذا ليس مبرراً على الإطلاق لنساهم في إبادة الأشقاء وبحجة أن الشيطان الأصغر يقدم الدعم لهم وكلنا نرى بأنه لا الشيطان الأكبر راعى مصالح العرب لا المعتدلين ولا الممانعين ولا الشيطان الأصغر فعل أي شيء يذكر حتى مساعداته الغذائية لم تصل بعد ويا لها من مفارقات ستقذف بنا وإلى وادِ سحيق والله المستعان والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين !.<
abast 66 @ maktoob.com