سراج الدين اليماني
من يرى الصمت الدولي المطبق على المنظمات الحقوقية والإنسانية والقوى الرادعة مثل الأمم المتحدة وهيئة الغنم المبعثرة فيما بينهم ومتحدة على المسلمين ومصدقاً لقوله تعالى: "تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى" فهم متفرقون دائماً وأبداً وكل واحد يريد أن يبتلع الآخر ويلتهمه ولو كان من أبناء جلدته وأفراد ملته أو طائفته أو حزبه أو جماعته، لكن إذا كان الأمر على المسلمين فإنهم يجتمعون وهذه سنة الله في أبناء الصليب وأهل الكتاب والمجوس.
وقد رأينا بام أعيننا كيف كان ذاك الجمع على العراق عندما أراد بوش الصليبي الأكبر اجتياحها في بداية التسعينات، تكالب العالم بأسره حتى المتصهينين من العرب قد جمعوا مع إخوانهم وساداتهم على العراق وغطوا تلك الفضائح بغطاء واهٍ حتى لا يلعنهم التاريخ لكنه لعنهم وجعل سيرتهم على كل لسان السيرة الذميمة والغير محمودة.
وقد رأينا ذلك المشهد يتكرر عندما أراد بوش الأصغر المعتوه المجرم المخضرم خريج كنيسة القدس في واشنطن وتكالب العالم بأسره على عشرة طلاب حكوا أفغانستان وأطاحوا بالشيوعية المعربدة على العالم وهم شعث رؤوسهم دنسة ثيابهم مقطعة نعالهم لكنهم استطاعوا على هزيمة أكبر قوة وترسانة مسلحة في العالم كان يمتلكها الدب الروسي فقامت قيامة دول الجوار وأولها أصحاب عبادة النيران وهم ممن تبجح بأنه لولاهم ما دخلت أميركا أفغانستان وطردت طالبان.
فحشد العالم بقيادة أكبر معسكرين في الشرق الأوسط وفي أوربا أميركا تتزعم جميع الدول الأوروبية وأميركا اللاتينية وغيرها ممن دخل معهم في الحلف وحلف الناتو والأطلنطي والأطلس وعبرت بهم المحيطات والغارت البحار وخاضت بهم معاركاً خسروا فيهم الكثير والكثير.
وإيران تتزعم كل قوى الطغيان والجبروت والذي فاقت النازية والغاشية وأمدت المعسكر الأول بجميع الخطط والبرامج لكي تسيطر على الدولة الجارة لها من قديم الزمان.
وقتل في هذه المعارك عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ الذين لا يملكون حيلة ولا يهتدون سبيلا في المعارك ضد هذين المعسكرين، كم من دماء سفكت وأشلاء تبعثرت وجماجم تطايرت وأعضاء تناثرت وكلهم ضحايا لمدنيين وأما أعضاء الطالبان لم يستطيعوا عليهم وهم إلى اليوم الناس هذا بكل قوتهم ونفوذهم في المنطقة وكل من شارك في قتالهم يحسب لهم الحسابات ويخشى بين عشية وضحاها يهاجم من قبلهم.
الضحايا إلى اليوم متأثرين بالفسفور الأبيض والأسود التي استخدمته قوات التحالف، ولماذا شنت هذه الحرب التي أحرقت الأخضر واليابس؟ لماذا؟ لأن الطالبان قرروا تحطيم صنمي بوذا الهندوكيين، وحطموها فخرجت قوى الجبروت والطغيان خيلها ورجلها بكامل عتادها وعدتها وقتلوا وطردوا وشردوا وسجنوا من أجل صنمين منحوتين في جبل.
أما اليوم فإنهم يكررون نفس المأساة ولكن بطريقة متحضرة، هذه الطريقة هي أوعازهم للصهاينة ومن يعبدونهم بأن ينفذوا المخطط الإجرامي على الأطفال والنساء والشيوخ والذي نفذوه بحق الشعب الفلسطيني المقاوم المجاهد البطل وعلى وجه الخصوص شعب غزة فانحدر العالم إلى خلق الستار والأحجبة وتركوا الصهاينة يسرحون ويمرحون يموجون موج البحار العاتية فوق جثث الأطفال وسلا الوالدات وجماجم الشيوخ وأعضاء المجاهدين ويدوسونها بأرجلهم بل إن الأمم المتناثرة الأمم المتحدة زعموا أرغمت أنوف من هم تحت حكمها وسيطرتها على أن لا يتحركوا ولا ينصاعوا ويرضخوا لصوت الشوارع التي تطالبهم بوقفة جادة وشجاعة حيال ما يجري لأهل غزة.
الأمر لم يكن فقط أن بان كي موت بأن عن حقده وكفره ونتنه يملي على الجامعة الصهيونية المتمثلة في وزراء خارجيتها العرب والقادة من أصحاب الجلالة والمهانة والاستكانة والنكوص على الأعقاب للسجود للأسياد أن لا أحد منهم يحرك ساكناً وإلا.
وكذلك الدول الثمان الكبرى لماذا ألا نسمع لهم صوتاً ولم نرى لهم أخباراً تسر المستمع إليها؟ وإنما نسمع منهم إلقاء اللائمة على إخواننا في حركة حماس أنهم هم المعتدون على أرض الصهاينة وبالتالي فحق لهم الدفاع عن أنفسهم وأما أبناء القطاع فحرم عليه الأمن والمناع وأجبروه على العيش في ضياع وشتات وعدم تواصل فيما بين الأهل والأحبة وجعلوه دائماً في انقطاع، ويطلبون منه الركوع والخنوع والخضوع والانصياع حتى يعيش في أمان دائم حسب ما زعموا وهم منذ عام 1948م لم يعملوا لهذا الشعب أي شيء يذكر تجاه ما يلاقيه من صنوف الظلم والاضطهاد والصلف والغطرسة والعنجهية الصهيونية العالمية.
وهنا أخاطب أصحاب العقول المستنيرة التي لم تغسل بإفك وبهتان وزور الصليبيين من الطليان والفاتيكان وعباد الصليب والنيران وأقول لهم هل ما يجري لأبناء المسلمين في غزة حق أم باطل؟ وهل توافقوا أدعياء حقوق الإنسان أنه لا بد على أهل غزة أن يتركوا خيار المقاومة للدفاع عن النفس؟ كما أنهم يدافعون عن هذا الكيان المنهزم كل يوم وفي كل معركة ابتدأها فإنه يتوجب عليهم أن يقولوا هذا في المقابل.<
الباحث في شؤون الإرهاب