;

غزة.. متى تنطفئ النيران؟ 770

2009-01-06 03:41:34

علي صلاح

كلما اندلعت النيران في إحدى البقاع العربية أو الإسلامية يظل السؤال الحائر على الألسنة: متى تنطفئ هذه النيران؟ ومن يطفئها؟ وإلى متى الانتظار حتى تأكل النيران من تطوله من شعوب هذه المنطقة؟ حدث ذلك مرات عديدة في لبنان وفي غزة والضفة وفي العراق وفي غيرها من الأماكن. . . في كل لحظة تمر تعلن وكالات الأنباء عن ارتفاع عدد ضحايا المجزرة الصهيونية ضد سكان غزة، وما زال الحصار المتواصل يتحالف مع قنابل الاحتلال لحصد المزيد من الضحايا، وموقف الدول العربية المتخاذل يصيب شعوبها بالألم والحسرة، في ظل تأجيل فكرة القمة العربية وإلقاء الكرة في ملعب مجلس الأمن الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة التي أعلنت صراحةً أنه "لا وقف للعدوان على غزة قبل التعهد بوقف صواريخ المقاومة"!

التعامل العربي مع استمرار الأزمة

أعلنت حماس في وقت مبكر أن الموقف التركي أكثر جدية من الموقف العربي حيال المجزرة التي يشنها الاحتلال على غزة، بل رأينا وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط يسافر إلى أنقرة للتباحث بشأن الأوضاع في غزة، وهي حادثة فريدة من نوعها في مثل هذه المواقف، وتدل على أن العرب فقدوا القدرة على المبادرة في أمر لصيق الصلة بأمنهم الإستراتيجي؛ حتى القمة العربية كما كان يحدث في مثل هذه الحالات من باب ذر الرماد في الأعين لم يستطيعوا الاتفاق عليها وظهرت خلافات بين عدة دول بشأنها، واكتفى العرب بالحديث عن مداواة الجرحى وجمع الأموال لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، مع تصاعد التظاهرات الشعبية المنددة بالعدوان وهو أقصى ما يمكن للشعوب أن تأتي به عمليًا في ظل قمع العديد من الأنظمة لها، لقد جاء الموقف العربي حيال الأزمة هزيلاً هذه المرة ليس فقط على المستوى التنفيذي ولكن على المستوى الدبلوماسي أيضًا، والذي كانت تبرع فيه بعض دول المنطقة. . وكانت تصريحات وزير الخارجية المصري بشأن تحذير القاهرة لحماس من انهيار التهدئة لمعرفتها بأمر الهجوم ومحاولته إلقاء اللوم عليها من أكثر السقطات إيلامًا؛ حتى طالب البعض القيادة السياسية بإقالته لعدم مراعاته حساسية الموقف وشعور أهالي الضحايا وصدمة الشعوب جراء الهجوم الغاشم.

هل صدر القرار بالقضاء على حماس نهائيًا؟

صرحت وزيرة الخارجية الصهيونية والمرشحة لرئاسة الوزراء تسيبي ليفني بأن الهجوم على غزة لم يأت فقط لتحقيق مصالح "إسرائيل" في القضاء على حماس ووقف صواريخ المقاومة، ولكن جاء لمصلحة بعض الدول العربية التي بها حركات إسلامية على شاكلة حماس، ودعمًا لسلطة محمود عباس، ورغم أن تعاون عباس مع الكيان الصهيوني هو وعدد من مساعديه أصبح ظاهرًا للعيان إلا أن الحديث المتداول على الألسنة وليس فقط لسان ليفني عن إرادة بعض الدول العربية القضاء على حماس خوفًا من دعمها لحركات إسلامية يشكل لو صح خطأ جسيمًا في حسابات هذه الدول، ليس فقط في طريقة تعاملها مع الحركات الإسلامية على أرضها، ولكن في التعامل مع قضية فلسطين بشكل عام؛ فحماس ليست حركة مقاومة فلسطينية تناضل ضد الاحتلال وحسب، بل هي حكومة منتخبة من قبل الشعب في انتخابات نزيهة ولا تختلف شرعيتها عن شرعية عباس الذي تدعمه هذه الأنظمة، بل قد تزيد على شرعيته لأنها لاحقة عليه، كما أن التخلي عن حركة مقاومة ضد الاحتلال وهو أمر مشروع طبقًا لجميع القوانين الدولية سيؤدي حتمًا لتوحش الكيان الغاصب ومحاولته فرض إرادته التوسعية على الفلسطينيين وعلى دول الجوار على حد سواء، خصوصًا مع تفوقه النوعي من حيث العدة والعتاد، ووجود حركة مقاومة في قوة حماس فيه إنهاك لهذا الكيان وشغله عن التفكير في هذه الأطماع، ناهيك عن أن حركة حماس نشأت نتيجة تأثرها بهذه الحركات الأخرى الموجودة في الدول المجاورة وليس العكس، كما أنها في وضع لا يسمح لها بدعم أحد، فهي التي تحتاج إلى الدعم في مواجهتها لواحدة من أكثر الكيانات وحشية.

رهان حماس وخوف الاحتلال

تراهن حماس في الوقت الحالي على الصمود أمام القصف الجوي الذي تشنه طائرات الاحتلال منذ السبت الماضي؛ لمعرفتها أن ذلك سيؤدي إلى انهيار الروح المعنوية لجنود وقادة الاحتلال وسيزيد عدد المعارضين في الداخل للهجوم وسيجعله يتردد أكثر في الإقدام على الهجوم البري، وهو ما بدأ يحدث بالفعل، حيث تعالت الأصوات داخل الكيان الصهيوني متسائلة عن أهمية الغارات وجدواها، ومطالبة بالتفاوض مع حماس على هدنة جديدة، خصوصًا مع وصول صواريخ القسام لمناطق في عمق الكيان لم تصل إليها من قبل وفي ظل رعب المغتصبين وفرارهم من بيوتهم إلى مناطق أكثر أمنًا، في الوقت نفسه يتردد قادة الاحتلال في بدء الهجوم البري خوفًا من خسائر فادحة تعيد إلى الأذهان حرب يوليو 2006 في لبنان والتي كشفت عن عجز وقصور واضحين في استعداد الجيش الصهيوني، وهو أمر قد يؤثر على مصير هؤلاء القادة في الانتخابات القادمة. <

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد