عبدالباسط الشميري
(1) ليس هذا زمناً للصقور ولا للنسور، إنه زمن للطيور المدجنة التي تنتظر في الحدائق العمومية.
"أحلام مستغانمي"
يا لها من كلمات تتناسب حسب اعتقادي والواقع والزمن المبتذل الذي نعيش والذي كلما حاولت أن تصلح فيه شيئاً مما أفسد الخلق أو الدهر سمه ما شئت انقلب الحال مع تبدل أحوال العباد ثم كيف للحياة أن تسري في أجساد شبه ميتة؟
بل كيف للمجد أن يكون والمكان يكتظ بالحمقى والأغراب وعبدة الشيطان كيف؟
إن من أقسى وأصعب ما يعانيه المرء في هذا المكان المسمى شرق أنه يعيش وينتمي إلى بيئة موبوءة تشعرك بالقرف والاشمئزاز فمن لا يقوى على الدفاع عن نفسه وعرضه وماله وكل ما يملك يغدو في دائرة الاشتباه والحال كما نرى ونتابع وإلا كيف يمكننا وصف المشهد في شرقنا الأرعن بل الأطرش كيف قولوا لنا بربكم كيف؟
صحيح أن لكل ثوار قاموسهم، ولكل قادة أيضاً بطولاتهم لكن كيف وأي قاموس سيحتمل كل هذا الجهل والسخف والسفه في القول والفعل؟ هل من مجيب؟
بل كيف لهم أن يكونوا ناساً أسوياء في قرية خربة تتقيأ الأسوياء وعلى الدوام؟ كيف لهم أن يحصدوا السنابل والرياحين وهم من يزرع الأشواك في طريق السلام والخير والعدل؟
قد يبدو من المبالغة حقاً أن لا يرصد القلم الوجه الآخر للحياة في هذه البقعة الرائعة الجمال إن خلت من البشر وكما يراد لها أن تكون، لكن كيف هذا وقد غدت من حولنا البراكين الزلزالية تقذف بحممها وباتت تتهدد كل أجزاء المكان بالفناء والهلاك والخراب والدمار ولا من يحرك ساكناً؟ لكنه بالفعل يبدوا أنه زمن الطيور المدجنة التي تنتظر في الحدائق العمومية متى يأتي دورها للذبح والسلخ ومن ثم الشواء ولا غير.
abast 66 @ maktoob.com