;

هل تتحمل مصر في النهاية مسؤولية غزة؟ 736

2009-01-07 04:05:56

 أحمد الغريب

أعد يهونتان دحوح هاليفي خبير الشئون العربية بالمركز الأورشاليمي للدراسات السياسية والإستراتيجية ، تقريرًا حمل عنوان "حرب غزة :مصلحة مشتركة لإسرائيل وحماس" ، ، أدعى فيه بوجود ما أسماه مصالح لبعض الأطراف من اندلاع تلك الحرب التي تدور رحاها الآن داخل قطاع غزة.

مشيراً في بداية تقريره إلي أن "إسرائيل" تدير في الوقت الراهن حرباً ضد حماس وباقي الفصائل الفلسطينية ، كبدت حتى الآن الجانب الفلسطيني ثمناً باهظاً ، وكذلك تعرضت فيها "إسرائيل" إلي هجمات صاروخية يومية طالت العديد من القرى والمستوطنات "الإسرائيلية" ، وقال "أن الحرب التي يخوضها الجيش "الإسرائيلي" في قطاع غزة ، هدفت من خلالها "إسرائيل" لإيجاد واقع أمني جديد على حدودها مع قطاع غزة ، ودفع حكومة حماس عبر الوسائل العسكرية من أجل التوقف عن إطلاق صواريخ القسام على المدن "الإسرائيلية".

فيما ترى حركة حماس أن تلك الحرب التي تدور الآن ما هي إلا محاولة "إسرائيلية" لتقويض نظام حكمها في قطاع غزة ، ودعم سلطة الرئيس محمود عباس أبو مازن ، في وقتاً تشهد فيه الساحة الداخلية الفلسطينية جدال صخب بسبب اقتراب انتهاء ولاية أبو مازن في التاسع من يناير المقبل ، خاصة بعد أن كانت حركة حماس قد أعلنت أنها وطبقاً للقانون الفلسطيني وكما تفسره حماس ، بأن نائب رئيس المجلس التشريعي أحمد بحر وأحد أقطاب حماس سيتم الإعلان عن رئيساً للسلطة الفلسطينية ، وذلك بسبب اعتقال رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عبد العزيز الدويك والحكم عليه بثلاثة سنوات سجن.

وبحسب ما يراه الخبير الصهيوني فأن لدى كلا من حماس و"إسرائيل" مصلحة إستراتيجية مشتركة من الحرب التي تدور رحاها الآن ، وهو نقل مسئولية قطاع غزة إلي مصر ، حيث تبدى حماس رغبة في ذلك ، وتريد كذلك أن تخرج من تلك الحرب بمكاسب سياسية ذات مغزى ، من ضمنها الحصول على اعتراف دولي من المجتمع الدولي بسلطته في قطاع غزة ، وكذلك رفع الحصار المفروض على القطاع ، من أجل ، وأهم من هذا وذاك فتح معبر رفح أمام العابرين من وإلي مصر ، وأن تقوم مصر كذلك بإنهاء الحصار المفروض على معبر رفح ، وهي أمور بدت واضحة من خلال تصريحات أدلى بها مع مسئولون من الجانب المصري، تؤكد أن القاهرة لا تنوى مطلقاً أن تغير من سياستها ، وأن يفضى الأمر في نهاية المطاف عن تخلي "إسرائيل" عن مسئولياتها باعتبارها دولة محتلة لقطاع غزة.

ونوه الكاتب الصهيوني إلي أن الرئيس المصري حسني مبارك أدلى بتصريحات هامة في هذا الشأن وقال فيها أن إسرائيل يجب أن يكون لها السيطرة على حركة انتقال البضائع عند المعابر ، لأن "إسرائيل" لازالت فعلياً تحتل القطاع ، وأكد على أنه مستعد للاستجابة لمن يطلبون مصر بفتح المعابر ولكن إذا ما قامت مصر بفتح المعابر فمن عليه إذا أن يسيطر على المعابر ، مشيراً إلي أن السيطرة على المعابر تبقى مسئولية المحتل وهي "إسرائيل" ، وأنهى كلامه بالقول"المشكلة أن حماس تريد أن تسيطر على المعابر".

كما يرى كاتب الموقع أن قادة حركة حماس وعلى رأسهم خالد مشعل وإسماعيل هنية ، لن يقدما مجاناً الحل من أجل إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار ، مشيراً إلي أنه وخلال الجولة الحالية من القتال ، تبقي مسألة رفع الحصار عن قطاع غزة هي الأولوية للحركة وقادتها ، وهو طلب موجه في المقام الأول للجانب المصري والذي تتهمه قيادة حماس ومعها جماعة الإخوان المسلمين في مصر بخيانة الشعب الفلسطيني والتعاون مع "إسرائيل" ، مشيراً إلي أن أحد قادة الحركة أكد في سياق تصريحات صحفية له أنه من الممكن تسوية أزمة معبر رفح ، إذا ما وافقت "إسرائيل" وأمريكا والأوروبيين على فتح المعبر ، والإعلان عنه معبر فلسطيني - مصري دون أدني تدخل أجنبي ، وبذلك يتم رفع الحرج عن الجانب المصري".

وفي مقابل ذلك وبحسب ما أشار إليه يهونتان دحوح هاليفي ، فأن "إسرائيل" من جانبها تسعي من أجل عدم إغضاب أو إثارة مصر ، مشيراً إلي أن السلام بارداً بين تل أبيب والقاهرة ، ولكنه بمثابة ذخر إستراتيجي ، وهو الأمر الذي يدفع "إسرائيل" للتعامل وبحذر نسبي مع القاهرة ، وهو الأمر الأساسي لامتناع "إسرائيل" للحديث بشكل مباشر عن مسئولية مصرية على قطاع غزة ، والصمت المطبق على ما تقوله مصر بأن "إسرائيل" تعتبر كيان محتل للقطاع.

ويؤكد خبير الشئون العربية بالمركز الأورشاليمي للدراسات السياسية والإستراتيجية ، في نهاية تقريره على عدة أمور أساسية ، وهى أن الحرب التى تخوضها "إسرائيل" في قطاع غزة ، والتي تضمنت القيام بشن عشرات الهجمات على الأنفاق التي يتم من خلالها تهريب الوسائل القتالية من سيناء وإلى قطاع غزة ، الأمر الذي زاد من وطأة الضغوط على مصر داخلياً وخارجياً ، وتلقيها دعوات متكررة بفتح الحدود والقبول بمسئوليتها الكاملة على القطاع .

ونبه الكاتب على أن "إسرائيل" الرسمية لن تتفوه بكلمة واحدة عن مثل هذا الأمر ، لكن من الممكن الافتراض أن الحرب الدائرة في غزة الآن سيفضى عنها فى نهاية المطاف فتح الحدود بين الجانبين المصري والفلسطيني ، على الأقل لفترة قصيرة وربما طويلة.

وقال "دحوح هاليفى" أن خلاصة القول هي أن حرب غزة تعد بمثابة الوصول إلى نقطة خانقة في الصراع "الإسرائيلي" - الفلسطيني ، ففي الوقت الذي تهاجم فيه إسرائيل بضراوة أهداف حركة حماس ، ويرد الفلسطينيين فيه بقصف المدن "الإسرائيلية" بالصواريخ ، فأن الهدف الأساسي للجانبين هو تحقيق غاية واحدة وهى إلقاء المسئولية على مصر.

نقلاً عن مفكرة الإسلام

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد