علي منصور مقراط
كلما حاولت الكتابة عن كثير من القضايا المحيطة بنا في هذا الوطن وفي جوانب وشؤون عدة نعايشها ونعاني منها أو مواضيع إيجابية في الشأن السياسي والتنموي والديمقراطي ووإلخ كلما حاولت هذه الأيام أتناول المشهد المحلي الراهن في بلادنا وجدت نفسي أشرد بتفكيري وخيالي وعواطفي الإنسانية إلى ما هو حاصل في قطاع غزة من أرض فلسطين العروبة التي يتعرض شعبنا هناك لمجازر مريعة وشنيعة تقترفها آلة الحرب الإسرائيلية بقصفها لتجمعات السكان والمدارس التي لجأ إليها النازحون من منازلهم من الشيوخ والنساء والأطفال العزل.
* إن الكتابة وتوجيه الإدانة والاستنكار من الكتاب والأقلام الصحفية الشريفة للعدو الصهيوني على ما يرتكبه من جرائم نكراء بحق الإنسانية بحق أهلنا في قطاع غزة هي أقل واجب وأقل ما يمكن أن نقدمه من تعاطف مع أبناء شعبنا العربي الفلسطيني وأنا هنا أوجه التحية كل التحية والشكر والاعتزاز لتلك الصحف والأقلام والقائمين على الصحف الذين أفسحوا حيزاً كبيراً لأبراز وإظهار وكشف ما يحدث في غزة من إبادة كشفت المستوى المنحط الذي وصلت إليه إسرائيل في حربها الغاشمة التي تشنها على قطاع غزة منذ غرابة أسبوعين والنزعة الانتقامية الإجرامية المسيطرة على جنرالات جيشها وقادتها السياسيين الذين استمروا في سفك الدماء والقتل.
* لقد كنت قبل كتابة هذه التناولة الحزينة أحاول الاتصال إلى غزة عبر هاتفي الموبايل وذلك على الرقم "00970828235364" وأهدف من هذا الاتصال سماع صوت أي متحدث من غزة لكي أبدي إليه تضامني اللامحدود معهم وهم تحت النار وشخصياً أرى أن ذلك لا يفي ولا ينفع، لكن حسناً لا بأس فيه وعلى كلاً لقد نجحت بفتح الخط المزحم واستقبال مكالمتين أحد الفلسطينيين المجاهدين وقلت له أنا اتكلم من اليمن واشعر ما يحصل لكم هو للعرب والمسلمين وأشد عليكم بالصمود فأطفالنا وشيوخنا ونساءنا العزل التي تحصدهم الغارات الجوية ومدافع الدبابات والصواريخ الإسرائيلية شهد كل العرب وإلى جنة الله، كان المتكلم منهك لكنه حيا اليمن وشعبها الأصيل وهنا انتهت المكالمة قبل إكمالها نظراً لنفاد الرصيد من هاتفي الموبايل.
* الثابت أنه وفي ظل هذه المذابح وحرب الإبادة لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة يستغرب العالم من هذا الصمت ومن الموقف لمجلس الأمن الدولي الذي لم يتحرك لوقف هذه المجازر والمآسي الكارثية ولا زلنا ننادي ونكرر النداء العاجل للأمة العرية وزعماءها بالتحرك لإنقاذ غزة وعلى كل اليمنيين أن يقدموا ما يمكن من تبرعات سريعة للجرحى والمشردين في أرض غزة البطلة.
وقبل الختام هل يسمع إخواننا الفلسطينين ويكبروا فوق الجراح ويتوحدوا ويترفعوا على خلافاتهم وتبايناتهم التي لا وقت لها في هذه اللحظات المأساوية التي يمرون بها في قطاع غزة ولك الله يا غزة وللصهاينة الخزي والعار والدمار بإذن الله.