علي منصور مقراط
طوال يومي أمس وأمس الأول وحتى كتابة هذه السطور امتلأت مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين ومعقل السلطنة الفضلية بالأمس بالحركة والازدحام والحضور المكثف من قبل أبناء أبين الذين جاؤوا من مناطق وقرى الأطراف النائية والجبلية لتقديم واجب العزاء إلى الشيخ/ طارق بن ناصر الفضلي شيخ مشائخ ال فضل وشقيقه وليد مدير عام مكتب الضرائب بالمحافظة وإخوانهم وآل فضل عامة بوفاة عميد الأسرة وآخر سلاطين السلطنة الفضلية الرجل الزاهد والشخصية الاجتماعية المعروفة المغفور له بإذن الله والدهم ناصر بن عبدالله الفضلي الذي لاقى ربه بعد حياة زاخرة بالعطاء التاريخي الذي لا ينكره إلا جاحد أو مكابر وزاد العزاء والحزن بوفاة نجله منصور اليوم التالي وهذه مشيئة الله، الأرجح أن ذلك الحضور والتشييع المهيب من كبار رجالات الدولة المدنية والعسكرية وتلك الوجاهات الهامة من المحافظة وكبار المشائخ والمسؤولين وخليط من النخب السياسية والاجتماعية والثقافية التي جاءت من محافظات بعيدة إلى منزل الشيخ/ طارق الفضلي لمشاركته إحزانه وتقديم واجب العزاء بمصابه الجلل إنما هو تعبيراً حياً عن مدى الثقل والمكانة المرموقة التي تحتلها شخصية الفقيد الشيخ/ ناصر وولده طارق ووليد وإخوانهم وابن عمهم ناصر عبدالله الفضلي وكذا عمهم الشيخ/ أحمد بن عبدالله الفضلي، هؤلاء لم توهب لهم هذه المكانة والاحترام من فراغ أو بالقوة والعسف، بل بالقيم والأخلاق والبساطة والتواضع ومشاركة الناس والوطن الهم الواحد.
* الثابت أن تعزية فخامة الرئيس إلى الشيخ/ طارق برحيل والده قد حملت أجمل وأغلى العبارات الصادقة وهو يقول عن الفقيد أن رحيله مثل خسارة كبيرة على الوطن الذي أحبه وكان من رجاله الوحدويين المخلصين مضيفاً لقد عرفناه رحمه الله عن كثب بعد إعادة تحقيق الوحدة وحدة الوطن وكان واحداً من أولئك الرجال الأوفياء الذين استقبلوا هذا الانجاز الوطني التاريخي بفرح غامر وانتصروا للوحدة المباركة هو وأبناءه وكل أفراد أسرته وقبيلته الذين ظل الفقيد يوصيهم حتى مماته بالحفاظ على الوحدة والدفاع عنها، فيما قال عنه نائب الرئيس إنه من الشخصيات الاجتماعية والوطنية المرموقة والمؤثرة وكان من الذين بذلوا أقصى الجهود الخيرة في سبيل تكريس نهج الوحدة والديمقراطية ومن الذين ابتهجوا بقيام وطن 22 مايو وهو في مهجره القسري وعاد في التاريخ الجديد مناضلاً في صفوف الوحدويين والمؤمنين بالنهج الديمقراطي والتعددي وولوج الوطن الميلاد الجديد.
* شخصياً عرفت الفقيد الشيخ/ ناصر الفضلي في سنوات الوحدة حالة استثنائية في التواضع والزهد عن ملذات الدنيا الفانية والراجح أن اتخاذه من منزله متواضعاً في منطقة نائية شرق مدينة شقرة تاركاً حياة الرفاهية والمدنية وهو الذي يملك من المال والأرض الكثير لكنه أبى إلا أن يختتم حياته من المسك والعطر الفواح ويخلدها في أذهاننا نحن هذا الجيل الذي يرفل خلف الملذات وإلى المجهول، أما مكانته كسلطان في ظل الاحتلال الاستعماري فإنه بذلك ومعه كل السلاطين في الجنوب سابقاً قد وجدوا لهم كيانات وهوية في ظل الاحتلال فلماذا لا نعترف بذلك ونقول كلمة سواء رحمة الله الشيخ ناصر الفضلي وولده وأسكنه فسيح جناته وصبراً جميلاً لكم ال الفضلي جميعاً إنا لله وإنا إليه راجعون.
من وحي الانتحابات
في استقرائ أو قراءتي للمشهد الانتخابي في أبين عن الطامحين والمرغوبين للترشيح الذي يتطلع جمهور الناخبين من حزب المؤتمر الحاكم إنزالهم لخوض التنافس على مقاعد البرلمان في بعض الدوائر سقطت أسماء لشخصيات هامة مثل الدكتور/ أحمد قشاش الدائرة "121" لودر ومن الدائرة "123" التي تضم جيشان والمحفد وأحور الدكتور/ مبارك الحمصي والشيخ/ عبدالله محمد الملهي ومن الدائرة "118" جعار يتوقع إنزال مدير المديرية الحالي محمد الجمل تحت إصرار القواعد المؤتمرية بالدائرة فيما الدائرة "120" مديرية سرار يدخل المنافسة كما يشاع كل من محمد حسن العمري وناصر منصور مقراط ود/ علوي مبلغ ود/ صالح عبدالله عثمان وعبدالحكيم صالح ثابت رئيس المؤتمر بالمديرية، فيما الدائرة "117" يعزم على المنافسة الأخ/ سالم ناصر الفضلي ويتوقع الكثيرون نزول مرشحين آخرين في الدائرة "122" التي تضم مودية والوضيع أبرزهم اللواء/ حسين محمد عرب وزير الداخلية السابق واللواء/ سليمان قيس فيما يتناقل المتابعون إنزال جلال عبدربه منصور ود/ الخضر مسعود، والعميد/ أحمد علي مسعود ويأت ذلك بعد أن تعثر نجل الفقيد المناضل محمد علي هيثم "عاد" من تقييد اسمه بالدائرة نفسها.
