محمد أمين الداهية
ما هذا الواقع العربي؟ وما هذه الحقيقة المرة التي لا نعلم أين كانت مخبأة؟ وللأسف الشديد وبعد وقوع الكارثة وجدنا أن هذه الحقيقة المرة والمفاجئة المأساوية كانت مخزونة في صدور عربية تملك قرار ومصير أبناء غزة المذبوحة، فبأي ذنب دمروك يا غزة، وبأي ذنب يقتلون أبناءك بشتى ومختلف الطرق والأساليب البشعة اللاإنسانية؟ بأي ذنب تلك الأشلاء؟ بأي ذنب تلك الدموع على أطفال غزة ونسائها؟ بأي ذنب يا حكام العرب المتواطئين؟ أجيبوا يا من أنتم السبب في حسرات الثكالى وتأوهات الشيوخ ودموع وذعر الأطفال الذين في ظل صمتكم وحصاركم ارتسمت على وجوههم واختزلت ذاكرتهم أبشع وأعنف مذابح ومجازر صهيونية عربية طالت آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم وأخواتهم وأصدقائهم وأحبائهم، ماذا تتوقعون يا من ترسخون وترسون كراسيكم مقابل أشلاء ودماء ودموع غزة وأبنائها؟ ماذا تتوقعون من أبناء غزة، بل من شعوب العالم؟ هل تظنون أن غزة وأبناءها وشعوب العالم بأسره سينسون يوماً أنكم نلتم رضا الصهاينة والأميركان مقابل حياة أبناء غزة، مقابل نسف غزة، مقابل تصفيتهم من الوجود على أرض غزةظ أي وصمة عار ستطبع على جبين التاريخ العربي بشأنكم؟ أيها الضمير العربي، يا من ما زلت حياً في قلوب الشعوب، أتدري أن البعض ممن هم ليسوا بزعماء ولا حكام ويحسبون على الشعوب العربية قد أراقوا وسفكوا بل قد أزهقوا ضميرهم قاصدين النيل من كل القيم والعادات والتعاليم الإسلامية العربية؟ أتدري منهم أيها الضمير الحي؟ إنهم أولئك الذين يمتلكون فضائيات عربية ويتعمدون برسائلهم الإعلامية إبعاد المتلقي عن أهم ما لا يجب إبعاده عنه، فبدلاً من أن يثبتوا للعالم عروبتهم وأصالة دمهم ونخوتهم بالتضامن مع غزة الجريحة فروا من ذلك وأغرقوا جمهورهم الضعيف بمسلسلات وأفلام وبرامج هابطة تبعدهم كل البعد عما تعانيه غزة والعالم من الشرفاء والقوميين، أتدري أيها الضمير أن بعض الفضائيات برحيل مسؤول في الدولة تعلن جدارها ولا تبث طيلة حدادها غير القرآن الكريم ثم بعد ذلك تعود إلى ما كانت عليه من برامج ومسلسلات وأفلام هابطة كأصحاب تلك الفضائيات، إن هذه الفضائيات الجبانة المتملقة نسيت أن أطفال غزة يذبحون ويمثل بهم، تعمدت أن تنسى نيران الصهاينة التي عاثت وما زالت تعيث في غزة بأبشع الفساد والمجازر الصهيونية بموافقة عربية لقد استكثرت أيها الضمير هذه الفضائيات أن تعلن حدادها على أرواح أبناء غزة الذبيحة المقاومة بعرق الصمود والإرادة استكثرت هذه الفضائيات أن تساند غزة وهي في محنتها يقدم أبناؤها أرواحهم من أجل شرف وكرامة الأمة العربية والإسلامية والتي هذه الفضائيات وأصحابها ضمن هذه الأمة التي يقدم أبناء غزة مهجهم رخيصة مقابل الكرامة التي افتقدتها هذه الفضائيات وأصحابها، يا من قضيتم على ضميركم وتعمدتم انتزاعه من صدوركم بأي ذنب تذبح غزة ويموت أبناؤها الشهداء بأبشع اعتداء ظالم سافر جبان في ظل صمت وحصار عربي صهيوني غاشم؟ أجيبوا أيها الأصنام.