شكري عبدالغني الزعيتري
الأربعاء الماضي بثت معظم وسائل الإعلام العربية "القنوات الفضائية" الكلمة الخطابية التي ألقاها السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني والذي جاء ضمن سياق خطابه المتلفزه القول في حرب تموز 2006م لم نعاد من تواطؤ مع إسرائيل، لكننا اليوم سوف نعاد كل الذين قد يمسون بغزة أو يشتركوا بإراقة دماء أبنائها وأهلها، وسنعاد كل من يتواطئ مع إسرائيل، وقبلها ومنذ بدأ الحرب الإسرائيلية الظالمة على غزة وأهلها في السبت قبل الماضي إلقاء السيد حسن نصر الله وخلال الأسبوعين الماضيين العديد من الخطابات المتلفزة وكانت تتضمن الدعم لمنظمة حماس ومقاومتها وتثبيت روح واستمرار مقاومة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في غزة، ورفع معنوياتهم القتالية وشحذ معنويات الأمة وتصبير لأهل غزة على التحمل للضربات الأولى، وكانت لهجة الخطابات مرتفعة الوتيرة تارة بالوعيد والتهديد لقادة إسرائيل وأخرى بشحذ همم ورفع وعويات مقاتلي التنظيمات والفصائل الفلسطينية، ومرة بدعوة أهل غزة للتماسك في جبهتا الداخلية، وأخرى بدعوة الشعوب العربية والإسلامية بمناصرة أهل غزة، ومن جانب آخر تعرية بعض الأنظمة العربية وحكام عرب عن تواطؤ ظاهر منهم مع إسرائيل وحربها على غزة وأهل غزة وهجومه على أنظمة عربية سمت نفسها وسموها الغرب وأميركا بدول الاعتدال وفي حقيقة الأمر ما هي إلا دول اعتدال أمام المصالح الأميركية واعتداءات إسرائيل على الأمة العربية والإسلامية، وفي خضم الحرب الظالمة على غزة وأهلها والقتل والإبادة من قبل الجيش الإسرائيلي على أهل غزة يكون الإسرائيليين قد خسروا المعركة "سياسياً" ومن أولها وقبل أن تنتهي، وبددوا جهودهم وجهود الأميركان ودول غربية أوربية بذلت وما زالت تبذل على مدى سنين ماضية منذ فترة رئاسة جيمي كارتر الذي قال وزير خارجيته "هنري كيسنجر" بأنه لا بد من محاصرة الخطر الإسلامي وامتداده كونه هو الخطر الحقيقي على أميركا ودول الغرب. . ورأي واقتراح بأن أدوات المحاصرة والقضاء على المد الإسلامي وإضعاف دولة إسسلامية عبر خلق الانقسامات بين أهل الإسلام وعلى أساس مذهبي وطائفي بافتعال بؤر الصراعات والفتن والتقاتل بين أتباع المذاهب الدينية لإيجاد الفرقة والوة بين بعضهم البضع "أهل السنة وأهل الشيعة" وطوائف دينية أخرى في البلدان العربية والإسلامية وخلق بؤر صراعات دامية وتعارض مصالح بينهم، فذهبوا أعداء الأمة من يومها يخططون وينفذون لذلك وساعدهم في ذلك من أبناء جلدتنا وأمتنا "عرب ومسلمون" باعوا الدين والوطن، وكلا ضد مذهبه الديني فتم تسييس المذهب الشيعي وعلى أساس مصلحي ورؤى ضيقة تحمل التعصب والعنف وظهرت له فروع وطوائف كثيرة تحمل حتى المتناقضات فيما بين أصحابها، وتم تسييس المذهب السني وعلى أساس مصلحي ورؤى ضيقة تحمل التعصب والعنف وظهرت له فروع وطوائف كثيرة تحمل حتى المتناقضات فيما بين أصحابها، وتم تسييس المذهب السني وعلى أساس مصلحي ورؤى ضيقة تحمل التعصب والعنف وظهرت له فروع وطوائف كثيرة تحمل حتى المتناقضات فيما بين أصحابها، وظهر أيضاً كلا التسيسان والمصلحتان لكلا أهل وأتباع المذهبان في حالة تضاد وتصارع مع بعضهم البعض ويؤديان إلى مزيد من الفرقة والتشتيت والتجزئة، واليوم كما يقول المثل "تسير الرياح بما لا تشتهي السفن، أو القول رب مضرة نافعة" إذ جاءت الحماقة الإسرائلية لتقضي على تلك الجهود التي بذلها وما زال يبذلها أعداء الأمة العربية والإسلامية لتفتيتها بعد أن تم تمزيقها جغرافياً تحت صراعات دينية ومذهبية "سنية وشيعية" غيرها، فكان شن الحرب في 2006م على لبنان لاستهداف حزب الله اللبناني الذي يتبع أصحابه المذهب الشيعي، والتي انتصر حزب الله فيها ولم يتم القضاء عليه رغم التكالب ضده وبعدها ظهر حزب الله اللبناني كمقاومة شرسة مثلت فيما بعد القدوة للكثيرين من أبناء الأمة العربية والإسلامية وأوجدت فهم مشترك حول العداء للإسلام وأهله، وقربت بين السنة والشيعة حول نقاط توحد وقواسم مشتركة كثيرة كان يغفل عنها وعلى مستوى الشعوب وليس الأنظمة السياسية الحاكمة، وأصبح السيد حسن نصر الله زعيماً "روحياً ومادياً" لكل مقاوم للباطل ومناصر لدينه، وقد ظهر عليه الاعتدال في قضايا دينية كانت كثير ما تدق أوتار الخلافات حولها ويخوف بها أهل السنة من الشيعة وأهل الشيعة من السنة وجاء تواصل السيد حسن نصر الله مع الجماهير العربية والإسلامية عبر القنوات الفضائية لتزيل الالتباس شيئاً وتستحضر نقاط توحد مشتركة وتستبعد نقاط فرقة وجدل كن وما زال تستحضرها أنظمة الاعتدال الحاكمة وأتباعه وسدنتهم لتعمق الهوة والأحقاد وزاد من هذا الفهم الموحد الذي يجمع كلمة للأمة تزايد القنوات الفضائية التي تحمل توجهات شيعية وتبث برامجها الدينية والتي يتضح للمشاهد في البلدان العربية بأن لا غبار على الأصول في الدين مما تبثه في برامجها ولا هدم، ومع نهاية الحرب على لبنان 2006م أصبح السيد حسن نصر الله شخصية مؤثرة ومحبوبة وقدوة لدى الكثير من الشعوب العربية والإسلامية "سنة وشيعة" وغيرهم، والكثير منهم يتهافت لمتابعة خطاباته المتلفزة "أياً كان لونها ومضمونها دجينية. . سياسية. . قومية. . إسلامية. . وطنية. . ويتأثر بها" ولم تجد أنظمة الاعتدال العربية شيء لتقولوه سوى اتهام حزب الله وإيران خاصة والشيعة عامة بأنهم يحاولون المد بمذهبهم الشيعي، بتشيع الكثير من أهل السنة في عقر ديارهم من البلدان العربية والإسلامية التي غالبيتها من السنة وبدعم إيراني واحتواء ومحاصرة المذهب السني. . ووراء هذا تكمن محاولات إبقاء وتعميق هوة وتعصب، وتناحر بين السنة والشيعة في البلدان العربية والإسلامية، وإشعال بؤر صراعات مذهبية "سنية وشيعية". . فتحركت عقارب الساعة وجاءت الأيام وجاء الاعتداء الإسرائيلي على غزة وأهلها بشنها الحرب وقيامها بالقتل والإبادة للفلسطينيين من أهل غزة تحت مبررات استهداف القضاء على منظمة حماس وجماعتها هم من أهل المذهب السني، فظهر السيد حسن نصر الله في العديد من خطاباته المتلفزة ليدعم ويناصر أهل السنة حماس والفلسطينيين، وكأن السيد حسن نصر الله تعمد أولاً القول للشعوب العربية والإسلامية بأنه لا فرق بين سني ولا شيعي والكل مسلم "سني وشيعي" ما دام يؤمن بالله وكثيراً ما ردد قضية الإيمان بالله في خطاباته وما دام يشهد بمحمد رسول الله وكثيراً ما ردد الصلاة على رسول الله وما دام يؤدي باقي أركان الإسلام من صلاة وزكاة وصوم رمضان والحج "الأصول" والإشارة على أن عدو "السني والشيعي" وعدو الإسلام هو واحد "إسرائيل وأميركا" كما تم وللمرة الثانية تعرية أنظمة عربية في قضية التواطؤ في المواجهة لعدو الإسلام وأعاد العقل العربي والمسلم لدى الكثير من أبناء الأمة العربية والإسلامية بأن هذه الأنظمة هي ذاتها من حاولت وما زالت تحاول الإسهام بتعميق الفرقة على أساس مذهبي بين السنة والشيعة وعلى أساس مصلحي وبهذا أظهر الدعم المعنوي والمناصرة يكون السيد حسن نصر الله قد أتقن إيصال الرسائل التي وحدت وتوحد مشاعر وأهداف الأمة الإسلامية والعربية "سنة وشيعة"، وقد أظهر ذلك بأعلى وتيرة نبرة يوم الأربعاء الماضي حين قال السيد حسن نصر الله في خطابه يوم عاشوراء والذي جاء فيه "في حرب تموز 2006م لم نعاد من تواطؤ حين قال السيد حسن نصر الله في خطابه يوم عاشوراء والذي جاء فيه "في حرب تموز 2006م لم نعاد من تواطؤ مع إسرائيل، لكنا اليوم سوف نعاد كل الذين قد يمسون بغزة أو يشتركوا بإراقة دماء أبنائها وأهلها وسنعاد كل من يتواطئ مع إسرائيل"، وهنا وراء الكلام إفشال الادعاءات والجهود التي خطط لها منذ زمن وما زال يخطط لها لتعميق الفرقة والتقاتل وتفشي الأحقاد بين "السنة والشيعة" أين ما كانوا. . "عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم. . " فرب مضرة نافعة، فالسنة والشيعة والأمة العربية والإسلامية شعوباً لم يجتمعوا وبشكل واسع امتد من المشرق إلى المغرب كما اجتمعوا ضد إسرائيل في حربها على لبنان عام 2006م وحربها اليوم على غزة ولم تتقارب الرؤى وفهم كلا الآخر "سنة وشيعة" إلا في خضم هذه الاعتداءات الإسرائيلية ولم تعري لأنظمة حاكمة لبلدان عربية وتنكشف حقيقتها أمام شعوبها وشعوب العالم، وأنها كانت تخادع وتستغل وسائل الإعلام الرسمية لها للتفرقة وعدم جمع "السنة والشيعة" وللتسيسس المذهبين على أساس مصلحي ولم تحدث رأي سياسي ومعرفة من قرب كلا الآ*ر كما أحدثته إسرائيل في حربها على لبنان عام 2006م وحربها اليوم على غزة وفي كالن ما أثر ويؤثر في هذه الحرب الإسرائيلية على غزة واقنع الكثيرين من أهل السنة ما أظهره السيد حسن نصر الله من عدم تطرف وتعصب مذهبي ودعم المسلم مهما كان مذهبه الديني إذ تعامل السيد حسن نصر الله بحكمة وذكاء مع الأحداث ليكون المنتصر "سياسياً" وللمرة الثانية وتكون إسرائيل وأنظمة الاعتدال قد خسروا "سياسياً" وللمرة الثانية وقبل ان تنتهي الحرب الظالمة على غزة وأهلها، وللمرة الثانية تكون خسارة سياسية فادحة تتكبدها أنظمة الحكم العربية التي اعتبرت نفسها المعتدلة ولكن لصالح "إسرائيل وأميركا" ويكشف جلياً عن وجهها المتستر وتوجهاتها المتواطئة مع إسرائيل وأميركا ضد مصلحة شعوبها وضد مصلحة الأمة العربية والإسلامية وللمرة الثانية.
نستقبل آراء القراء للكاتب على البريد الإلكتروني
Shukro alzoatree @ yahoo. com