كروان عبد الهادي الشرجبي
عادةً ما أتابع الأخبار بشكل مستمر خصوصاً الآن لمعرفة الأحداث الجارية على أرض غزة، ولكني لم أعد احتمل رؤية الدماء والشهداء من الأطفال خصوصاً.
لذلك أقوم بتغيير القناة مؤقتاً حتى لا أرى تلك المناظر التي تصيبني بالأعياء، وذلك لقلة حيلتي، وبينما أنا أغير المحطة شاهدت برنامجاً في قناة الحيوانات وكان عن شرطة الحيوانات، حيث تقوم هذه الأخيرة باعتقال كل من يسيء إلى حيوان ولا يهتم به ولا يطعمه! ويتعرض لعقوبة الحبس وكذلك الغرامة.
طبعاً هذا موجود لدى دول الغرب "أميركا"، والكلاب هم الأكثر حظاً، فعندما يسيء إليها صاحبها تسحب منه وتودع في دار للرعاية وبعد ذلك يعرضونها للتبني لدى عائلات تحافظ عليها وترعاها.
الكلاب في الغرب تلقى رعاية واهتماماً ولا يمكن الإساءة إليها، لماذا؟ لأن هناك من يدافع عنها ويحميها حتى من صاحبها!!
أما نحن العرب تنهب أراضينا وتهدر دماؤنا وتسكب أرواحنا وتضيع كرامتنا لماذا؟ لأننا نسكت ولا نهب لنجدة أحد حتى وإن كان ذلك الشخص الذي يطلب النجدة هو الشعب الفلسطيني، فهذا الشعب الصامد المقاتل يعامل بوحشية لأنه لم يجد من يدافع عنه.
أن دول الغرب التي تحافظ على حيواناتها هي من تعطي الضوء الأخضر لإسرائيل وهي من تساند المعتدي الغاصب من أجل تحقيق ما يخططون له.
يحافظون على حيواناتهم ويبيدون أخوتنا بغزة بحجة أنهم يريدون الأطفال أن يتنفسوا الهواء النقي وينعمون بالسماء الصافية.
فيا له من هواء نقي ويا لها من سماء صافية، فالهواء مملوء بأنفاسهم الكريهة والسماء مليئة بالدخان ولم تعد تنظر.
والمهم أن الأطفال المراد لهم التنفس من الهواء النقي قد قتلوا دون رحمة أو شفقة.
فعجبت على زمن يعامل فيه الحيوان معاملة بني الإنسان، ويعامل فيه الإنسان معاملة الحيوان.<