بقلو/ ممدوح طه
على المستوى الرسمي الغربي لا العربي، كان ما أثار استياءنا مواقف وتصريحات ساسة ثلاثة، هم الرئيس الأميركي، والرئيس التشيكي، والمستشارة الألمانية، الذين لم يكتفوا بعدم إدانة جرائم القتل الإرهابية الصهيونية، أو بدعم القاتل الإرهابي قبل وبعد وأثناء ارتكابه لجرائمه والتغطية عليه وحمايته من الإدانة. . بل الأكثر إثارة للشعور بالازدراء، هو إدانتهم للقتلى الفلسطينيين ووصفهم بالإرهاب بينما نصفهم من النساء والأطفال الأبرياء، ومحاولة تحميلهم المسؤولية عن العدوان بينما هم المعتدى عليهم من الإرهاب الصهيوني!!
لكن ما استوقفننا جميعا بالإعجاب والاحترام هي مواقف وتصريحات رجال ثلاثة في زمن يعز فيه الرجال، هم رئيس الوزراء التركي «رجب طيب أردوغان»، والرئيس الفنزويلي «هوجو شافيز»، ومرشح الرئاسة الأميركي «رالف نادر».
ومع الساعات الأولي للعدوان الصهيوني قالها أردوغان التركي الديمقراطي غاضبا بصوت الرجال، إن ما تقوم به إسرائيل هي «جرائم حرب ضد البشرية» وإن تركيا لن تقف موقف المتفرج، ولم يكتف بالكلام بل وأوقف وساطته من أجل السلام ولم يرد على مكالمتين لأولمرت، محذرا إسرائيل وقادتها من أنهم سيدفعون ثمن جرائمهم، وتحرك على الفور ليحث عددا من زملائه العرب للعمل متضامنين على وقف المجزرة الصهيونية الوحشية على الشعب الفلسطيني!!
ووجه أردوغان إلى إسرائيل انتقادا لاذعا لم تسمعه من «أعدائها» حين قال «إن إسرائيل ترتكب جرائم حرب غير إنسانية في غزة، وإن هذه المجازر التي ترتكبها بحق الأبرياء لن تجلب لها إلا الدمار، وإن رب إسرائيل سيعاقب إن عاجلا او آجلا كل هؤلاء الذين شاركوها في هذه المجزرة البشرية».
وأعلنها «شافيز» غير العربي وغير المسلم للعالم بنبرة ثورية عالية وغير مبالية بالقوة الأميركية الحامية لإسرائيل والقريبة من بلاده، أن ما تقوم به إسرائيل هي «جرائم حرب ضد الإنسانية» بقرار أميركي، وطالب بمحاكمة قادتها، أولمرت وبوش أمام المحاكم الدولية، ولم يكتف بالكلام، فطرد السفير الإسرائيلي من فنزويلا. على الفور، تضامنا مع الشعب الفلسطيني العربي!!
وتساءل شافيز مخاطبا اليهود الفنزويليين والإسرائيليين. . «المحرقة» ارتكبها النازيون ضد اليهود فما الذي يرتكبه الصهاينة الآن ضد الفلسطينيين؟!
ووجهها «نادر» المرشح السابق للرئاسة، بكل شجاعة في رسالة «نادرة» إلى الرئيس الأميركي جورج بوش، ذكّره فيها بأن دافيد بن جوريون مؤسس إسرائيل أقرّ بحق الفلسطينيين بالدفاع عن أرضهم عندما قال للزعيم الصهيوني ناحوم جولدمان: «إن الفلسطينيين ليسوا معادين للسامية، وليسوا مخطئين، إنهم يرون شيئا واحدا هو أننا سرقنا وطنهم، هل عليهم أن يقبلوا ذلك؟!». .
ويسأل نادر بوش «فأين أنتم مما يجري في غزة بينما استهداف المدنيين والبنية التحتية يتم بطائرات من صناعة أميركية الصنع»! وخاطب «نادر» بوش بصراحة نادرة: إن التأخير المتعمد في إيقاف إرهاب مليون ونصف المليون من اللاجئين والمحاصرين في البر والبحر والجو، هو «موقف جبان» ولا غرابة للصمت تجاه قتل المدنيين في غزة وقد بلغوا أضعاف من قُتلوا بإسرائيل ب400 مرة لأنكم صمتم أيضا إزاء القتلى المدنيين في العراق وأفغانستان!!
تحية لشجاعة القادة الرجال. . ولصمود الأبطال في الميدان. <
