عبدالوارث النجري
من يشاهد زعيم السلطة الفلسطينية وهو يتحدث يوم أمس عن قرار مجلس الأمن ونص المبادرة المصرية الفرنسية يرى بأنه كان من الواجب على قيادة حركة حماس وكتائب القسام القضاء أولأً على ذلك الزعيم وسلطته المرتهنة للغرب وإسرائيل ومندوب الموساد في رام الله المدعو حلان قبل التفكير في مواجهة الجيش الإسرائيلي وقنابله الفوسفورية أي قبل انتهاء فترة التهدئة لأن الوقائع والحقائق التاريخية تقتضي علينا إصلاح البيت من الداخل إذا أردنا أن ننتصر لقضايا أمتنا العربية والإسلامية، فمن غير المتوقع أن نرى الزعيم الفنزولي شافيز والأسباني وهو ينتصر لأبناء غزة رغم أنهما ليس بعرب أو مسلمين، بل من أميركا اللاتينية، في الوقت الذي نشهد فيه المدعو عباس زعيم عصابة رام الله وهو يتحدث عن وقف إطلاق النار أولاً من قبل كتائب القسام وكأنه هذا الفلسطيني العربي لا يعلم بما يجري اليوم في أرضه وشعبه من قتل جماعي بوحشية من قبل قوات الكيان المحتل إسرائيل، هذا الزعيم الفلسطيني الذي يمد يده لمصافحة مجرمي الحرب قاتلي إخوانه وأخواته الفلسطينيين تتحرك شعوب العالم غاضبة ومستنكرة لتلك الجرائم الإنسانية التي ترتكب بحق إخوانه وأخواته في قطاع غزة وحتى قادات العالم الشرفاء الذين أكدوا تضامنهم مع أطفال ونساء وشيوخ غزة، نجده وحده في الضفة الأخرى مع القتلة والمجرمين وزعامات الخيانة والارتهان، وفي الوقت الذي كنا نقول أن المجرم العالمي الأول بوش الأصغر يستحق صفعة حذاء منتظر الزيدي فماذا يمكنا أن نقول اليوم في هذا الزعيم الفلسطيني المخضرم؟ واعتقد أنه لو كان منتظر الزيدي يعلم أن رئيس الوزراء العراقي المالكي سيمد يده دفاعاً عن وجه بوش من صفعة حذاء الزيدي لكان قد وجه رمي الحذاء إلى خد المالكي أولأً ومن ثم المجرم الأميركي، وهذا ما يجب علينا اليوم أن نضعه في الحسبان إذا أردنا أن ننتصر حقاً لقضايا أمتنا العربية والإسلامية، يجب علينا إصلاح البيت من الداخل قبل التفكير في مواجهة العدو الحقيقي ما دام بين أوساطنا الخونة والعملاء والمرتهنين فالطعن من الظهر كان ولا يزال السبب الحقيقي لهزيمتنا على مر العصور والحقائق والوقائع التاريخية خير شاهد على ذلك، لذا نقول أنه من الخطأ اليوم وهنا أقصد الشعوب العربية وليس أبناء غزة من أخطائكم أيها الشعوب الثائرة اليوم الخروج بالمظاهرات والمسيرات تضامناً مع أبناء غزة وهناك الكثير من القيادات العربية ترى في جريمة العدو داخل غزة دفاعاً عن النفس، وتطالب في المؤتمرات الصحفية بضرورة إيقاف صواريخ القسام أولاً ومن ثم يمكن الحديث عن شهداء وجرحى ودماء غزة، لا نلومكم في الخروج إلى الشارع للمظاهرات قطعاً فهذا أقل ما يمكن أن تقدمونه اليوم لإخوانكم في أرض العزة غزة لكننا نلوم سكوتكم عشرات السنين على تلك القيادات التي تحكمكم وهي ترتمي إلى أحضان العمل بوش والعم شارون والعجوز رايس وليفني لتوقيع الاتفاقيات والمعاهدات وأكذوبة السلام والهرولة للتطبيع وفتح السفارات والمكاتب التجارية وغيرها، كيف يمكنكم أن تغضوا الطرف عن مثل هذه الممارسات خلال السنوات الماضية وأنتم تؤمنون إيماناً عميقاً بعداوة اليهود والنصارى وخير شاهد على ذلك دينكم الإسلامي وكتاب الله وسنة رسوله، أليس هؤلاء أحفاد بنو قينقاع وبنو النظير وأحفاد كسرى وقيصر، فلماذا توهمون أنفسكم بالسلام مع عدوكم الأزلي؟ إنه من المخجل أن يبدأ بوش الأصغر بحربه على الإسلام بداية هذا القرن وهو يقول بكل صراحة إنها حرب حضارات وأنتم وبكل وقاحة أيها الحكام تقولون إنها حوار حضارات، لذا فإن الصحوة أيتها الشعوب الثائرة لا تستمر فقط من خلال إفراغ شحنات الغضب عبر المظاهرات ومن ثم العودة إلى منازلكم، لكن الصحوة الحقيقية هي مواصلة السير في إصلاح الخطأ بداية بمحاربة النفس ومن ثم المجتمع المحيط بكم وبعدها يمكن التفكير بالعمل على إعادة حقوقنا المغتصبة والانتصار لإخواننا المضطهدين في كل بقاع الأرض والبداية من غزة. <