;

الدعوة إلى التصالح والتسامح هي دعوة لفتح الجروح الغائرة 763

2009-01-14 03:31:22

حسن بن حسينون

إنهما دعوة لا معنى لها ولا داعي لها في الوقت الحاضر، ثم من هم دعاة التصالح والتسامح؟ ثم أيضاً هل هناك طرف آخر مضاد لهؤلاء الدعاة قد أعلن عن نفسه وتم اللقاء بين الجاني والضحية، جانب يريد أن يؤكد للضحية اعترافه بارتكاب الجرم بحقهم ويطالب منهم أن يبادلوه نفس المشاعر بالعفو والغفران وبالتصالح والتسامح الذي يتحدث عنه البعض في حراكهم وفي مسيراتهم وفي خطابهم السياسي، ذلك الحراك الذي أدى إلى مصادمات مع رجال الأمن وسقوط الضحايا بين قتلى وجرحى بين صفوف المتظاهرين الذين يقيمون مثل هذه الفعاليات مخالفة للقانون ودون تصريح رسمي، وفي مثل هذه الحالات من يكون المسؤول عن سقوط القتلى والجرحى، فبالتأكيد يتحمل مسؤوليتها من أعد ونفذ هذه الفعاليات.

وهنا ففي الوقت الذي نشاهد فيه الجاني من دعاة التصالح والتسامح أكان ذلك في المهرجانات الخطابية الحاشدة أو المسيرات والمظاهرات فإن الضحية أو أقاربه وذويه لا وجود لهم بين أوساط المتظاهرين أو بين أوساط اللقاءات والمهرجانات، بينما ما نسمعه وما ينشر في الصحافة الحزبية والمستقلة هو العكس وفي بعض الأحيان يأخذ الطابع الحاد وملاحقة الجناة الذين يرفعون شعارات التصالح والتسامح ومقاضاتهم في المحاكم، ويؤكدون بأن ما ارتكب بحق آبائهم وأقربائهم لا يلغى بالتقادم، وهذا ما يؤكد ما نقوله بأن الدعوة للتصالح والتسامح من طرف آخر هو دعوة إلى نبش وفتح الجروح الغائرة وبث روح الانتقام والتآمرات وزرع الفتن والأحقاد التي لعن الله من أثارها وأشعل نارها.

وإذا كانت دعوة التصالح والتسامح هي لدغدغة عواطف ومشاعر وأحاسيس البسطاء من الناس فما هي الأسباب الحقيقية وبالذات المخفية منها لهذه الدعوات التي يحفر أصحابها قبورهم بأيديهم بوعي أو بدون وعي.

وعندما تتم عن وعي فليس بهذه الأساليب المتخلفة والغوغائية يا سادة يا كرام، فهي تستفز السلطة والنظام القائم من ناحية ومن ناحية أخرى تثير وتستفز أولياء الضحايا من الآباء والأبناء والأرامل من الزوجات وتعيد لهم دعوة التصالح والتسامح من قبل الجناة مشاعر الانتقام والثارات عندما لا تلبى دعوتهم إلى تقديم الجناة إلى العدالة وهم معروفون كما يؤكد أولياء الضحايا، وأن الأسلوب والطريق الصحيح للتصالح والتسامح يبدأ بالاعتراف أولاً من قبل الجناة بالجرم ومن ثم يتدخل طرف ثالث يجمع الطرفين على طاولة واحدة ينتهي بالتصالح والتسامح فيما بينهم وفتح صفحة جديدة من التعاون والإخاء وغلق ملفات مآسي وآلام وآثار الماضي التي ظلت عبارة عن كوابيس وأشباح مخيفة ومقلقة للضحايا والجناة على حد سواء.

أما المصيبة والمشاهد المزعجة أن يظهر بين وقت وآخر وعبر الصحافة وشاشات التلفزيونات من توجه إليه أصابع الاتهام فيما حدث وينضم إلى دعاة التصالح والتسامح وكأن لسان حال هؤلاء الدعاة يقول بأنهم يستطيعون أن يحققوا ما يهدفون إليه وفعل غرضين في آن واحد، وهم بذلك لا يخدعون إلا أنفسهم، وقد آن الأوان لوضع حد لهذه المهزلة التي أشغلت الناس وأدخلتهم في متاهات لا داعي لها.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد