وهيب قائد الذيباني
غزة التي راهن أبناؤها البواسل على أن يثبتوا للعالم أجمع أن مقاومتهم لا تضعف، وأن عزيمتهم لا تتراجع، واعتزازهم بهذه المقاومة على أرض غزة الطاهرة، عنوانهم التضحية والفداء من أجل تحرير فلسطين، وبإمكانهم أن يتصدوا ويلقنوا درساً لأقوى دولة على مستوى الشرق الأوسط التي تمتلك الترسانة النووية والجيش الأقوى بالترسانة العسكرية وبالتسلح الحديث والمتطور، وبدعم عسكري ومعنوي من قبل الدولة العظمى في العالم وهي الولايات المتحدة الأميركية.
ما أروع تلك المقاومة التي تجسد العزة والكرامة التي حققوها في مقاومتهم ومواجهاتهم للعدو الصهيوني الغاشم الذي أراد أن يستعرض عضلاته، وأن يفرض هيبته من جديد، خاصة بعد خسارته في حرب تموز مع حزب الله.
غزة التي تستمر فيها المجازر البشعة بكل المقاييس، والتي تغرق في بحر من الدماء، ومحرقة صنعت في أرضها من أجل كسب الدعاية الانتخابية الصهيونية، فقد قتل شيوخها ونسائها وأطفالها، ودمرت منازلهم ودكت البنى التحتية لقطاع غزة، فقد أصبحت الأرض يغطيها الركام المتناثر من الانفجارات والمنازل المدمرة، والسماء التي تعالت فيها سحب الدخان الأسود، فالشهداء وصل عددهم "917"، والجرحى "4100" والثلاجات والممرات للمستشفيات أصبحت تمتلئ من الشهداء والجرحى، والمستشفيات أصبحت تفتقر إلى الامكانات اللازمة لمعالجة الجرحى، وانقطاع الوقود والتيار الكهربائي المنافذ تسد والمعابر تقطع أمام أبناء قطاع غزة وصعوبة عبور حتى المساعدات الإنسانية والإغاثية من المعابر والمنافذ.
كل ذلك إلا أنهم صامدون صمود الجبال، لم توقف صواريخ المقاومة التي لا زالت تضرب إلى المستوطنات الإسرائيلية، أبناء غزة لا زالوا يقاومون مقاومة الأبطال، الذين أثبتوا أنهم لن يقهروا، ولن يتراجعوا، ولم يرضحوا لأي ضغوط كانت، وأن المقاومة هي التي تصنع التحرر للشعوب، فلا تحرر بدون مقاومة وتضحية فإنهم سوف يظلون يضحون وسيقاومون حتى آخر فرصة وآخر نفس، هكذا يقول مقاومو الاحتلال الصهيوني، وأن ما أخذ بالقوة لا يستعاد إلا بالقوة.