عصام المطري
مقاومة الاحتلال لنيل الحقوق المشروعة دأب درج عليه الأبطال في جميع الأمصار والأقطار ذلك أن مقاومة المحتل الأجنبي الدخيل هي من صميم الكفاح والنضال السياسي وعليه فإن حركة المقاومة الإسلامية حماس ليست منظمة إرهابية كما يحلو للبعض أن يصفها ولكنها منظمة للمقاومة، مقاومة الاحتلال البغيض على أراضينا وعلى شعوبنا.
ويخطأ خطأ بالغ من يحاول إلصاق الإرهاب بهذه الحركة المعتدلة سياسياً وفكرياً وثقافياً، فهي منظمة أذاقت العدو الصهيوني أصناف الذل والمهانة والمسكنة، فهي حركة للمقاومة على الرغم من تواضع امكاناتها العسكرية إلا أنها أثبتت للكيان الصهيوني بأنها رقم عصي لا يمكن تجاوزه، فهي تقوم بأعمال مقاوماتية وتذيق العدو أصناف الذعر والهلع، والمخافة من هذا المارد الإسلامي الذي يقدم الإسلام تقديماً رائعاً ويضرب عرض الحائط بكل المحاولات اليائسة لتصنيفها في حركات الإرهاب.
* إن حركة حماس اليوم صارت حلم الملايين في الوطن العربي والإسلامي لما قامت به من أعمال جليلة، فهي تواجه عدوان في الخارج وتواجه مؤامرات من الداخل لثنيها عن درب المقاومة والجهاد بيد أن حماس لن تركع وستظل شامخة تدافع عن وجود الأمة في سبيل نيل الحقوق المشروعة، والحصول على الحرية المسلوبة، فهي شوكة في حلق الكيان الصهيوني، ويرحم الله مؤسسها العقيد الشيخ/ أحمد ياسين أبد المجاهدين في فلسطين الذي أبلى بلاءً حسناً حتى اختاره الله عز وجل شهيداً رافع الرأس لم يركع للعدو الصهيوني أبداً وهو قدوة لنا ولكل العرب.
* إن من يحاول الزج بحركة حماس في مستنقع الإرهاب الآسن هو حاقد وجبان وعدو للأمة الإسلامية والعربية مثل الكيان الصهيوني اللعين الذي يدعي أن عملياته العسكرية على قطاع غزة ما هي إلا تصفية للمنظمة الإرهابية وهم مارسوا أبشع جرائم الحرب واستخدموا أسلحة محرمة دولياً في قصفهم على المدنيين حيث ذهب ضحية تلك العمليات العسكرية المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى وفيهم أطفال ومسنين وأطباء الأمر الذي يفرض على الفلسطينيين أن يرفعوا دعوة قضائية ضد الكيان الصهيوني اللعين الذي يتمثل الإرهاب بكل درجاته وبكل مستوياته فهو يمارس الإرهاب، فقد أحدث محرقة ومجزرة في قطاع غزة، ونفذ المرحلة الثانية من الاجتياح غير أن الذي يتصدى له هو الجناح المسلح لحركة حماس الذي قاومه مقاومة شرسة، وأودى بخسائره في صفوف الجيش الصهيوني اللعين، وعلى هذا الأساس فإن حركة حماس هي منظمة للمقاومة الإسلامية وليست منظمة إرهابية، والله يكون في عون أفراد وأعضاء وأنصار حركة حماس.
* إننا مع حركة حماس، ومع رجال المقاومة الإسلامية من مختلف الفصائل واليوم العدو لديه خسائر فادحة ويريد أن يخرج بماء الوجه من هذه الحرب الشرسة التي أعلنت ضد المساكين الأبرياء العزل، والشعب الفلسطيني في قطاع غزة ما شاء الله صابر وقوي، ولم يخرج مثلاً في مظاهرات ومسيرات ضد حركة حماس التي لم تقبل بشروط الاستسلام وباللعبة الجديدة التي أطلق عليها التهدئة لكن حماس وفي نفس الوقت متفتحة على جميع الخيارات انطلاقاً من سياسة ممنهجة اتبعتها وكان لها طيب الأثر في جسد المقاومة الهزيل، ونخشى ما نخشاه أن يتحول زعماؤنا إلى ببغاوات ويقولون مثلما يقول الكيان الصهيوني أن حماس منظمة إرهابية، فهذا من شأنه أن يلحق بهم العار على مر الزمان، ذلكم أن حماس هو الممثل الوحيد للأمة الفلسطينية ولكتائب المقاومة الإسلامية على مختلف الجبهات.
* الإسلام مع الصهاينة:
ثم إنه في الأصل الإسلام مع الصهاينة، فقد جربناهم في اتفاقيات اوسلو في خارطة الطريق من كل ميدان من ميادين المفاوضات إذا كان الطرف الصهيوني هو الذي يسعى لخرق الاتفاقات والمعاهدات ولم يلتزم باتفاق واحد فهذا شأنهم، ونريد من قيادة حركة حماس أن ترفع شعارها الجديد: لا سلام مع الصهاينة إخوان القردة والخنازير، ونحن سنساندها على ذلك، المهم نحن نريد الالتزام بقرار مجلس الأمن في الإيقاف الفوري لإطلاق النار، وعلى الحكام العرب أن يحلفوا في قمتهم التي يقال أنها ستعقد يوم الجمعة القادمة عليهم أن يمنعوا ويقطعوا التعامل والتعاطي الاقتصادي مع دولة الكيان الصهيوني بصورة جماعية وبصورة فردية المهم أن نضغط على العدو ونجمد مبادرة السلام العربية، ونلغي التمثيل الدبلوماسي لدولة الكيان الصهيوني، ونستحي على أنفسنا ونخجل عن طريقة الإسراع التام في نزع الأعلام الصهيونية التي ترفرف في سماء بعض الأمصار والأقطار الإسلامية والعربية.
* القمة العربية:
- خامرني إحساس كبير أن السياسة الصهيونية الجديدة قد تمكنت من شق وحدة الصف الفلسطيني، وها هي اليوم تتمكن من شق وحدة الصف العربي العربي، فإن المجزرة قائمة في غزة والزعماء العرب لم يتفقوا بعد على عقد القمة العربية الطارئة، فعندما بدأ الغزو قالوا لنا: إنهم سيعقدون قمة في قطر يوم الجمعة ونحن أبدينا تمعضاً لماذا يؤخر عقد القمة العربية إلى يوم الجمعة ولتجديد الدعوة من سمو الأمير قطر هنالك تحركات عربية عربية لرأب الصدع واللجوء إلى طاولة الحوار في القمة العربية من أجل المباحثات التي سيتباحث فيها الزعامات والقيادات العربية، فنحن لا نريد خطابات رنانة ولا استعراضاً في انتقاء المفردات كردة فعل على هذا العدوان الوحشي البربري، إنما نريد ردود أفعال تتوازى مع تطلعات الشعب العربي والإسلامي مثل فتح المعسكرات للمتطوعين العرب في كل قطر عربي، والإعلان لكل الناس بأن حركة حماس ليست منظمة إرهابية، وإنما هي منظمة للمقاومة الإسلامية لنيل كامل الحقوق وهي الممثل الشرعي والوحيد عن الأمة الفلسطينية، فهي شكلت الحكومة عبر فوزها الكاسح في الانتخابات النيابية، فلا بد أن نعطيها فرصة كافية للتعبير عن نفسها وليس كما حدث من الإعلان عن حصار خارجي على حركة حماس وحكومتها فأين الديمقراطية التي يتشدق الغرب بها؟ أيضاً نريد في القمة أن يمنع البترول السعودي عن أميركا والدول الأوروبية ودولة الكيان الصهيوني اللعين، وإعادة إعمار ما خلفته الحرب بعد الإطلاق الفوري لحمامات السلام وإيقاف إطلاق النار الفوري غير المشروط، فعلى القيادات والزعامات العربية تحميل الكيان الصهيوني آثار الدمار الذي صنعته أيديهم.
* وأخيراً وليس بآخر أنا غير متفائل لقرارات القمة خاصة الإعلان عن أن حماس حركة مقاومة إسلامية وليست منظمة إرهابية، فالقيادات والزعامات العربية متخوفة عن هذا الإعلان وهي تداهن وتنافق الكيان الصهيوني اللعين وعلى الشعب العربي أن يضغط وبشدة على هذه الزعامات وتلك القيادات العربية فنحن لسنا قطيع غنم بل نحن أناس نتألم لما يحدث في غزة.