محمد أمين الداهية
كوارث إنسانية صنعتها آلات دمار صهيونية في ظل تخاذل عربي مقيت، غزة هذه الأرض الصامدة التي أبت الخضوع والانكسار تكالبت عليها القوى الظالمة حتى أقرب المقربين لا زال عند موقفه الجبان عاقد رهانه على الطرف الإسرائيلي الصهيوني الذي تعهد له بتصفية حماس من الوجود، لقد أصبحت المناصب والحفاظ عليها تأتي على حساب دماء الأبرياء وأشلاء الأطفال والنساء، أصبح الحفاظ على الكرسي ثمنه الخنوع والإذعان ومعانقة بني صهيون علناً، أصبحت المفاوضات على قضية الأمة العربية والإسلامية فلسطين تقام على أنهار من دماء الأبرياء وركام من أجساد الضحايا الذين لا ذنب لهم إلا أنهم متمسكون بأرضهم ووطنهم، وأيضاً ويا للحسرة قد جعل بعض الزعماء العرب من غزة سجناً لأهلها، فلا ماء يصل إليها ولا دواء، حتى المساعدات الإنسانية قد تصلها إلى أهل غزة إلا بموافقة صهيونية وحسب المواصفات التي يرغب بها هذا الكيان المستحدث، والآن وبعد هذا الدمار وهذه المجازر وفي ظل استهداف الأبرياء بالفسفور الأبيض نجد الزعماء العرب ويا ليتهم عرب غير متفقين على عقد قمة نرى أنه لا لزوم لها، آه عليكم يا أهل غزة والله إن مواقف الزعماء المتخاذلة أشد علينا من ذلك الفسفور الأبيض الذي تلقيه المروحيات الصهيونية على أجسادكم الطاهرة، فإذا كان التخاذل والتقاعس والتهاون يأتي من رأس الهرم في مختلف البلدان العربية فمن الذي سيعلن ويصرخ مؤمناً بكلمة "حي على الجهاد"، نرى أن الواقع قد أكد لنا استحالة عودة هذه الكلمة إلى تاريخ العرب والمسلمين، نكسة ويا لها من نكسة، اعذرينا يا غزة، اعذرينا أيتها الأم الطاهرة، عذراً أيها الطفل الصغير، عذراً يا أخي يا من التهم وجهك البريء فسفورهم الأبيض، لقد بلغنا ما حل بكم يا أخوتي ويا أخواتي إلى كل الزعماء العرب وكلهم شاهدوا بالصوت والصورة معاناتكم وماذا فعل بكم الفسفور الأبيض، لكن يا أخوتي المنكوبين وكأن الزعماء تعهدوا بعدم تدخلهم في قضيتكم إلا بعد أن يحقق الصهاينة وعدهم الجبان بتصفية الوجود على أرض العزة والإباء "غزة الصمود والكبرياء" ولكن اطمئنوا يا أخوتي، فغزة لن تسقط والنصر حليف أبطال المقاومة الشرفاء، فلن يسقط إلا الزعماء المتخاذلون بل قد سقطوا، ولن يعيد لهؤلاء الزعماء تاريخهم وكرامتهم إلا إذا سمعنا وفي أقرب وقت ممكن الصوت الذي ينتظره مليار مسلم وهو "حي على الجهاد"، فيا أيها الزعماء من سيفتح للمليار باب الجهاد؟ يا زعماء العرب من يلبي استغاثة عائشة بو رجيله؟ أين أنت أيها المعتصم؟ أين أنت يا صلاح الدين؟ عائشة صرخت وأسمعت العالم مرارة الذل والهوان مرارة صمت الحكام العرب وتفرجهم لما يحدث بقلوب صهيونية وبضمير أميركي جبان، من ينقذ عائشة وأرضها وأهلها من الفسفور الأبيض؟ أيها الزعماء إن ما ترتكبه الدولة الصهيونية من جرائم تاريخية هي الأعنف على مر العصور، والأعنف منها الصمت العربي المخزي للحكام، إن هذه الجرائم قد ولدت مليار حزام ناسف، أما الخمسمائة مليون المتبقون فهم العملاء والمتواطئون والجبناء وقد لا يصلون إلى هذا العدد، أيها الزعماء إذا كانت قمتكم التي ستعقدونها كأسلافها من القمم الفاشلة فأشرف لكم أن لا تعقدوها، وإن لم يفتح باب الجهاد وهذا مؤكد فسندعو الله أن يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم.