حين تكدس حجاج بيت الله الحرام في مطار جدة لأيام يبحثون عن طائرات بلدهم "اليمنية" لتعود بهم إلى أرض الوطن وأصبح وضعهم مأساوياً نظراً لبقائهم أياماً عديدة في صالات المطار يبحثون عن طعام وشراب وصل حد الشحة، وأصبح الوضع بكل تفاصيله يشكل صور "مأساة" كاملة لا يقبلها أحد، كانت "أخبار اليوم" بمسؤوليتها المهنية من بين الصحف التي تعاطت مع هذا الحدث المأساوي، وبالرغم من يقيننا أن من تسببوا بتلك المأساة لن يحاسبوا أياً كانت مراتبهم في شركة الطيران اليمنية إلا أن الصحيفة عزمت على تأدية دورها المهني والوطني في إظهار صورة تلك المأساة بتفاصيلها، وكون شركة اليمنية استاءت من تعاطي "أخبار اليوم" لهذه القضية وسارعت إلى إيقاف نشر إعلاناتها في الصحف الصادرة من مؤسسة "الشموع" فهذا أيضاً أمر يخصها وتمتلك قراره.
ولأننا نؤمن أن القضايا الوطنية التي تمس الوطن وتفاصيل حياته بكل أشكالها لا يمكن المساومة عليها أخلاقياً ومهنياً ووطنياً في مقابل بقاء تلك الإعلانات حتى وإن كانت سخية فذلك أمر نمتلك نحن قرار رفضه.
فإذا كانت "اليمنية" قد ألغت عقودها الإعلامية فنؤكد أن ذاك أمراً يخصها حتى تاريخ إلغاء العقد، ولكن ما لا يخصها ويخصنا نحن هو مماطلتها في صرف مستحقات مؤسسة "الشموع" حتى تاريخ طلب إلغاء التعاقد فذلك نرفضه ونعده اسلوباً ينسجم مع ذات السلوك الذي تعرض له الحجاج حين انتهكت حقوقهم في العودة إلى وطنهم حسب مقتضى تعاقدهم مع طيران اليمنية والذي أخلت به الأخيرة دون رادع أو وازع.
وهنا نؤكد أن مؤسسة "الشموع" تدعو الأخ رئيس مجلس إدارة الشركة الكابتن/ عبدالخالق القاضي لصرف مستحقات المؤسسة للفترة السابقة حتى تاريخ طلب الإيقاف دون تلكأ أو مماطلة.
ذلك ما نتمنى من "الكاتبن" التوجيه به فهو حق للمؤسسة يجب عليها الإيفاء به.