محمد ناصر الحزمي
بكت مآذن غزة الشهداء... لفراقهم... لا لموتهم... فهم أحياء، بكت أطفالاً مزقوا أشلاء، ونساء بين صراخ ونداء، وبكت موتة حكام بلداء، باعوا كرامتنا.. نهبوا ثرواتنا.. قبلوا أحذية الأعداء، يعيشون بيننا لكن دون شرف وحياء، تحركهم رقصة عهر، ونغمة موسيقى، ولا يحركهم شلال دماء،... هي أنظمة ليس لها بالأمة وصلاً، وأغلبها لقيطة ليس لها أصلاً، فالانتفاضة عليهم رحمة وعدلاً... فهم موزعون، بين إفساد فرعون، وطاغوتية قارون، ... كبيرهم قزماً، وصغيرهم لمما... فأرجو من القارئ أن يعذرني، فجحيم غزة أثار حزن الأحرار وحزني، مذبحة خطط لها الأخوان "باراك وحفني"، فأهلها بين صريع وجريح مدمي،... صاح الجوعى،....... صاح الجرحى.... صاحت بنت فلسطين... أنا أختك يا حفني انقذني، أنا جارك يا حسني اطعمني، هدموا الدار... قتلوا زوجي... ذبحوا ابني، أنا أختك يا حفني... شربة ماء... لقمة عيش، حبوب دواء، أنا أختك يا حفني،... حفني صم بكم معمي،... خرج الناس مظاهرة ليسمعهم حفني، تجهم حفني... خطب حفني... اعترف حفني... ليس لي أخوات إلا "ليفني"، يئس الشارع من حفني... وازداد لهيب القاذفات، وتعداد الجرحى والوفيات، والدمار في كل شيء حتى المستشفيات، أين القادة؟ أين الجيوش؟ أين الصواريخ والدبابات؟ ... لا تسألوا عنهم أيها السادة، فقد فضلوا الدعة والراحة، ووقف البعض ضد قمة لغزة المذبوحة، وآخرون تستروا بالعمل الخيري، أو بالخطب الصداحة، ولم تفضحهم إلا قمة الدوحة.
آه.. أيها الجبناء من الحكام، يا من طعنتم الأمة بالحسام، ومنعتم عن غزة السلاح والطعام، وأهنتمونا عاماً بعد عام، ألم تتأثروا باستشهاد نزار وصيام، وياسين والرنتيسي المقدام، والشقاقي الضرغام؟ عجباً لكم أيها اللئام.
