كروان عبد الهادي الشرجبي
في غياب الوحدة العربية سال الجرح وناحت الأم وبكى المسن وصرخت الطفلة البريئة ومات اللاضيع وتاه اللاجئ بخيمة مطوية يسأل أين يروح؟ متى تقوم الوحدة لبني سداً متيناً؟ جيشاً عظيماً وراية واحد' تعز المظلومين؟
كلمات معبرة بصدق وإحساس لكل ما يجري الآن على الساحة العربية من تفكك وتشتت! وكأن العرب مصرون على عدم الاتفاق، لقاء تشاوري لدول مجلس التعاون الخليجي، وقمة في الدوحة، وقمة في الكويت، ومن كل هذه اللقاءات والقمم لا نسمع سوى كلام وكلمات منمقة ولكن لا نجد أفعالاً على أرض الواقع، ولن نجد أبداً أفعالاً بمعنى الكلمة للقادة العرب.
في نظري إن كل ذلك ما هو إلا مضيعة وهدر للوقت، إن في غزة ترتكب أبشع الجرائم التي ترفضها الاتفاقيات الدولية وعدد الشهداء في ازدياد وقادتنا يلقون الكلمات كل في واديه.
إن غزة لا تريد الآن قمة ولا تريد كلمات.
إن غزة بحاجة إلى وقفة عربية، إلى اتحاد عربي، إلى توحيد الصفوف العربية من أجل الوقوف والتصدي للعدوان الغاشم.
تخيل عزيزي القارئ غزة بأهلها وشعبها البسيط المقاوم الصامد استطاع أن يقف في وجه الكيان الصهيوني القاتل للإنسان والإنسانية، استطاع أن يصمد ولم تستطع القوى الغاضبة أن تكسح غزة على الرغم من الفرق الشاسع في الأسلحة.
فكيف يكون الحال إذا اتفق العرب وعملوا على تكوين جيش عربي تحت راية واحدة، راية الحرية والسلام للشعوب العربية؟
هل ستستطيع إسرائيل أن تفعل ما تفعله الآن في غزة؟ هل ستبقى في الجولان؟ هل ستظل في مزارع شبعا؟
والإجابة لك عزيزي القارئ.