رياض الأديب
إلى كل رؤساء تحرير الوسائل الإعلامية بمختلف أنواعها و إلى كل من قرأ هذه السطور أن يساهم في نشرها و قبل ذالك العمل بها قدر المستطاع كأقل واجب تجاه من يدافعون عن شرف هذه الأمة و كرامتها , لا خير إن لم تفعلوها فمن كان مع المقاومة فلنضع أيدنا مع بعض لتحقيق هذه الغاية أو ليصمت ...
من منطلق المسئولية التي تقع على عنق كل عربي و مسلم تجاه ما يجري لأهل غزة الصمود من مجازر أصبحت يومية و حتى لا يذهب الدم الفلسطيني هدر هذه المرة كما سوابقه
, و جب على كل بني البشر و كل واحد
منّا أن ينحت في جوف عقله أبشع جرائم التاريخ التي ترتكب في حق الإنسانية تجاه أناس اصطفاهم الله ليكونوا إلى جواره من بين كل أهل الأرض و في أشرف البقع فيها .
من صمود المقاومة التي فاقت كل توقعات العملاء و الأعداء في آن واحد
, من شلالات الدماء التي ترتوي بها
أرض القدس في كل يوم و كل ساعة و لحظة من الزمان , من منطلق ذالك كله و حتى لا ننسى فإني أطرح فكرة من أرض الحكمة و الإيمان أطرحها إلى كل اليمنيين و كل المسلمين على سطح هذا الكوكب أن يشعروا كل العالم أن أروحنا و دماؤنا و قلوبنا و عقولنا و أمولانا و تضرعنا إلى الله للمقاومة , و إننا عندما نقول ذالك فإننا نعني ما نقول و كتأكيد على ذالك فأني أوجه دعوة واثق كل الثقة من تحقيقها على أرض الواقع و تجسيدها كالشمس المتوهجة في كبد السماء دعوة أوجهها إلى كل اليمنيين خاصة و المسلمين عامة للارتقاء من زينة المظاهر الفانية إلى عزة النفس و كرامتها الدائمة و ذالك بصبغ الحياة باللون الأخضر - كل قدر استطاعته - بدأ من طلاء جدران المنازل الخارجية بذات اللون , اللون الأخضر و التي شاءت الأقدار أن تكرمه و تعطيه قدر من بين كل الألوان ليصبح رمز لرجال - و ما أظنهم إلا ملائكية - أختارهم الله ليحملوا راية هذه الأمة و يصونوا كرامتها و مقدساتها بينما التاريخ يسطر بطولاتهم بأحرف من نور لأجيال سترفع هامتهم بذكرهم و هي تنقش أسمائهم بماء الذهب على جدران البيوت و أركان المعابد ..
لون أخاف الأعداء و أثلج به صدر الأمة ليكن شوكة في حلق المتآمرين و الخونة و حتى من بني جلدتهم الذين وجدوا في رفعه فتنة حسب توصيف ألسنتهم بينما ترتعد فرائصهم من وهجه المبين بالحق و هو يقترب من عروشهم ليزلزلها على رؤوسهم ..
لنجعل من لون المقاومة عنوان لحياتنا و لنبرهن لكل العالم أن النسيان مستعصي علينا هذه المرة حتى يأخذ بثأر كل قطرة دماء سالت على أرض فلسطين و من تأمر عليهم من الأعداء و أعوانهم , لنجعل من ذات اللون عنوان لمنازلنا حتى لا تمحي المأساة من ذاكرتنا و لتعرف الأجيال القادمة مغزى الحدث من وجوده و تاريخ حكايته ,,
إلى كل من قرأ هذه الفكرة و تردد في تنفيذها اعلم يقينا بأني لم أسعى من ورائها لأبتغى حاجة فانية أو شهرة زائفة بقدر ما وجدت ذات الفكرة من موقف اجتاحت مخيلتي و أنا أرى كل الحياة خضراء تكريماً لهذه المقاومة الباسلة التي ستجد في ذات الأمر دعم مضاف إلى قوته الضاربة في أعماق الأرض لتكن بالمثل مشهد يقذف الرعب بقلوب اليهود و من هاودهم و خير سلاح من شعب غاضب يرد به على حكام خونة و هم يرتعبون بكوابيس هذا اللون أينما حلو و حيثما ولوا بإرادة الشعوب التي لا تقهر ..
أيها الرجال هذه الفكرة لم تؤتي من فراغ بقدر ما فرضت نفسها على عقل متواضع حينما شاهد رجل بمنصب وزير داخلية يقصف بدم بارد من أعتا قوة في المنطقة دون أن يرجف أي جفن من نظرائه العرب و الذين تستوجب بهم الأخلاق - من باب الحياة - و لو بإعلان الحداد ,,
ليس ذالك ما كان على البال حينها و إنما ما هز كياني و كأنما سعيد صيام لم يلقي بال على الدنيا و أهلها و هو يتلوا القرآن في تدبر و كأنه يحاوره باشتياقه إلى الشهادة لتتحقق أمنيته في لحظة من فرح ليظم كتب الله إلى صدره ليثبت هو الآخر - بأمر من الله - في مكانه و سيق إلى الجنة على تلك الحالة .. فأي كرام في أن يبعثه الله يوم القيامة و كتابه ملتصق على صدره , و بالمقابل كيف سيكون حال بعث من قالوا لا يريدون المقاومة أو تأمروا و اعتقلوا من ساندها و رفع رأيتها المتزينة بكلمات يفرق به المرء بين المسلم و الكافر .
أنها ليس دعوة هنأ للرفع هامات الجدران بالون بالأخضر فقط هي دعوة أيضا إلى كل رؤساء و محرري و سائل الإعلام بمختلف أنواعها و خاصة المطبوعة و الإلكترونية : أن تجعلوا ترويسات وسائلكم بالألوان الخضراء قد نكون مبالغين إذا طلبنا منكم صحف خضراء بأكملها ليقتصر الأمر على الترويسة و العناوين الرئيسة و على كل ما جادت به نفوسكم , و ليكن ذات الأمر على شعار القنوات الفضائية علموا العالم أنكم مع المقاومة بكل ما تستطيعون أصنعوا التاريخ لإصدارتكم كما تصنع المقاومة تاريخ هذه الأمة ..
أنتم يا رجال المال و الإعمال يا من تمتلكون المصانع المختلفة القادرة على إنتاج المنتجات المغلفة بمختلف أنواعها أجعلوا لمنتجاتكم نافذة تطل من عبرها إلى التاريخ و هي تحمل أغلفة بذات اللون, كم كانت رائعة توجيهات رئيس الجمهورية بمجانية الاتصال لفلسطين للمساهمة بتضميد جرح أهلنا هناك و لو بالكلمة و ذالك أضعف الإيمان , كم كان رائعا أيضا مقترحات رئيس دولة جزر القمر في قمة قطر و هو يدعوا كافة وسائل الإعلام العربية من خلال وزرائه لتخصيص أسبوع كامل للمقاومة و نقل أبشع مجازر القرن الحديث للعالم ,,
إن الصمود الذي صنعه رجال الله في غزة حري علينا بإقامة مزاد لنعال أولئك الأبطال و الفخر برفع راية حماس عاليا و الذي يتمنى الواحد منا بشرف تقبيل الأرض تحت أقدامهم الزكية و هي تزلزل عروش الكفر و تعلمنا أسمى معاني التضحية و الفداء و الجود بالنفس في سبيل الله و الدفاع عن الوطن . .