;

إسرائيل لا تخاف القمة العربية وإنما تخاف الطفل الفلسطيني 777

2009-01-19 23:02:42

نبيل مصطفى الدفعي

من حق الشارع العربي أن يغضب ويثور ويعبر عن رأيه فيما يتعلق بالجرائم الوحشية البربرية التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية الأخرى، وفيما ارتكبه العدو الصهيوني الغازي من جرائم وحشية لا إنسانية في حق العزل من أبناء الشعب الفلسطيني البطل والصامد، ولكني لست مع هذا السيل الجارف من الأغاني الحماسية والخطب الإنشائية .. التي سبقت انعقاد مؤتمرات القمة العربية، ولست مع مذيعي أجهزة الإعلام الذين يحملون الميكروفون، ويقولون للناس تحية لصمود الشعب الفلسطيني البطل في غزة، وأحلى صباح للمقاومة الفلسطينية البطلة، وماذا تطلبون من القمة العربية؟

حقيقة، إذا كنا جادين حقاً وتعلمنا من تجاربنا السابقة علينا أن نحدد أهدافنا ونحققها على مراحل، وهو حشد قوانا لاستعادة حقوقنا المغتصبة وحماية شعوبنا من العدوان والحفاظ على رموزنا الدينية والحضارية التي تتمثل في مسجدنا الأقصى، كما تتمثل عند إسرائيل في بناء هيكل سليمان رمزها الديني والحضاري الذي قال عنه "بن جوريون" لا معنى لإسرائيل بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل، أما "هرتزل" فقد قال بكل صراحة إننا إذا حصلنا على القدس فسوف نزيل كل شيء غير مقدس لدى اليهود في المدينة، ونحرق الآثار التي مضت عليها القرون، وقد حققت إسرائيل هذا الهدف على مراحل عندما أحرقت المسجد الأقصى منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاماً، ثم قامت بالحفر تحته لتصديع جدرانه، بدعوى البحث عن بقايا هيكل سليمان وحتى زيارات زعماء وقادات بني صهيون للمسجد الأقصى وبحراسة مكثفة من الجنود الإسرائيليين بدعوى أنهم يزورون مكاناً مقدساً عند اليهود، وقد أعقب ذلك دائماً تفجر الانتفاضة الفلسطينية وقمعها من جانب إسرائيل بالصواريخ والدبابات والطائرات وقتلها للأطفال والشباب وإلى اليوم بطريقة لم يسبق لها مثيل؛ لأن هذا الجيل الذي يمتلك روح المقاومة وأنه صاحب حق هو ما تخشاه إسرائيل وهو الذي تريد إذلاله وكسر شوكته، حتى يرضخ للأمر الواقع، إن إسرائيل لا تخشى من ترهلت أجسادهم وامتلأت كروشهم وازدحمت عقولهم بالكلمات الطنانة والأغاني التي تتحدث عن أمجاد الماضي، وإنما تخشى الأطفال الذي يقذفونها بالأحجار، فالحجر هو البلاغة، وهو الذي شحذ روح المقاومة في الشارع العربي والشارع الإسلامي وفي جميع عواصم العالم، وعندما أرادت إسرائيل أن تجهض روح المقاومة والعرب غافلين أفزعها مواجهة أطفال فلسطين والمقاومة الفلسطينية ورفض الأمر الواقع فلجأت إلى الدبابات والطائرات والصواريخ تضرب بها روح المقاومة، وما فعلته إسرائيل الأسابيع الماضية في قطاع غزة بفلسطين سوف تفعله اليوم وغداً بعد أن أجبرتها المقاومة على الإعلان عن وقف إطلاق النار والانسحاب، لن يهدأ لإسرائيل بال حتى تقضي على روح المقاومة وتحقق أهدافها.

نحن من واجبنا أن نحافظ على روح المقاومة لنحقق هدفنا وهو حشد قوانا للحفاظ على حقوقنا ومقدساتنا، ومن حقنا أن نسأل قادة العرب في ممهم عن الخطوات التي قطعوها لتحقيق هذا الهدف بعيداً عن الخطب الإنشائية والأغاني الحماسية لا نريد أن نطالب قادة العرب بما يفوق قدراتهم، ولا نطالب بكلمات حماسية ترضي عواطف الشارع العربي، نريد خطوات محددة تترجم أفعالاً حتى لا تبقى الكلمات مجرد حبر على ورق.

إننا نعلم أن قادة العرب لا يمتلكون عصا الساحرة التي تضرب الأرض ولكنهم يمتلكون القدرة على تحريك الجمود واستثمار روح المقاومة والله من وراء القصد.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد